طوال فترات الحكم في مصر منذ انقلاب 23 يوليو 1952 المسمى تاريخيا بثورة يوليو منذ ذلك الحين ونحن نردد أننا نعيش في دولة مدنية تقوم على النظام الديمقراطي وقام الإعلام الحكومي الموجة بتعزيز تلك المفاهيم خلال فترة حكم تصل إلى أكثر من نصف قرن وشبعت بتلك المفاهيم عقول أجيال وأجيال وصدقنا جميعا إننا نعيش في كنف الدولة الديمقراطية الليبرالية التي تتمتع بمناخ يشمل جميع التيارات السياسية والاجتماعية المختلفة
هنا يجب ان نتوقف قليلا ونعيد ترتيب الأفكار وتحليل الايدوليجيات التي عشنا تحت مظلتها خلال تلك الفترة السابقة قبل تحديد ماهية الدولة المدنية التي نريد أن نحققها
عشنا في عدم وجود اى فكر واضح يسير علية النظام الحاكم بل عشنا تحت ظل أفكار الحاكم الأوحد عشنا تحت مظلة أمزجة النظام وتحت مظلة المصلحة الشخصية ليس فقط لرأس النظام بل أمزجة كل من يدور في فلك النظام الحاكم من رئيس الجمهورية إلى اصغر مسئول في الدولة.
وتعالت الأصوات حاليا بتطبيق الدولة المدنية وتعالت أصوات بتحويل مصر إلى دولة تؤمن وتمارس الحرية وتعيشها على ارض الواقع وليس في المقالات والتصريحات كما كنا نعيشها في وقت سابق.
كي نبدأ بتطبيق الديمقراطية يجب معرفة معناها الحقيقي فالديمقراطية شكل من أشكال الحكم السياسي القائمٌ علَى التداول السلمي للسلطة وحكم الشعب لنفسه عن طريق اختيار الحاكم واختيار ممثليه فى المجالس النيابة بطريقة نزيهة ودون تدخل من اى طرف كان داخليا أو خارجيا.
اى أن الشعب هو الذي يقرر مصيره ولكن على أساس فكرى يتم الاختيار
فبداية الديمقراطية تكون من الشعب لذلك المشكلة الأساسية في مصر حاليا هو عدم معرفة الشارع بأفكار الجهات والأحزاب والجماعات السياسية لعدم إتاحة النظام السابق نوافذ لتلك الأحزاب في طرح أفكارها وايدوليجيتها للمواطن المصري.
ولذلك فإن من أساسيات إقامة دولة ديمقراطية ليبرالية يجب إن يكون لديك قوى سياسية تستجدى اهتمام إفراد المجتمع ومع عدم وجود ى سياسية منظمة ومؤثرة في مصر إلا جماعة الإخوان المسلمين فنحن أولا قبل إن ننادى بتطبيق فعلى للديمقراطية يجب أولا تفعيل دور الأحزاب السياسية في مصر ونوفر المناخ الجيد لها لطرح أفكارها على جموع الشعب المصري حتى تصنع اتجاها شعبية لكل تيار سياسي تحت مظلة حياة ديمقراطية.
ويجب تفعيل إنشاء الأحزاب السياسية حتى نرى تنوع فكرى في المجتمع المصري في حينها سوف يولد تلقائيا حياة ديمقراطية تولد منها مجالس نيابية ومؤسسات للحكم تستمد شرعيتها من نتاج حياة سياسية وديمقراطية سليمة
عمرو إبراهيم المحروقى
الثلاثاء 10 أكتوبر 2017, 7:41 pm من طرف 
موضوع: الطريق الى الديمقراطية (ج1) 
العــمـــــــر
