الرئيس اليمني يعلن الحداد على "شهداء الديمقراطية"
محيط
صنعاء : أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الاحد يوم حداد وطني على من سماهم بـ"شهداء الديمقراطية" ، بينما ينتظر أن تشيع اليوم جثامين القتلى الـ52 الذين سقطوا برصاص مسلحين في ساحة التغيير الجمعة الماضية.
وقال صالح في خطاب بثه التليفزيون الرسمي اليمني : "ان الاحد هو يوم حداد وطني على ارواح القتلى الذين سقطوا في مذبحة ساحة التغيير امام جامعة صنعاء التي تعرض لها المعتصمون المطالبون باسقاط النظام بعد صلاة الجمعة على ايدي مسلحين من أنصار الحزب الحاكم، والذي وصفهم اعلان الحداد بـ"شهداء الديموقراطية".
وكانت الشرطة اليمنية اطلقت امس السبت النار على متظاهرين في عدن جنوب اليمن، ما ادى الى اصابة ثمانية اشخاص
وقال شهود عيان :" ان الشرطة اطلقت النار خلال محاولتها تفريق تظاهرة في المعلا في عدن ما ادى الى اصابة ثمانية متظاهرين برصاص الشرطة وبقنابل الغاز المسيلة للدموع".
وياتي ذلك بعد يوم من مقتل 52 متظاهرا واصابة 270 آخرين في صنعاء، وهو ما دفع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى اعلان حالة الطوارئ في البلاد لثلاثين يوما.
واعلن الرئيس صالح أن مجلس الدفاع الوطنى اعلن حالة الطوارئ فى البلاد عقب الهجوم على المتظاهرين، الامر الذي يعني عمليا تعليق العمل بالدستور، ومنع المدنيين اليمنيين من حمل السلاح.
وأعرب صالح عن اسفه لسقوط قتلى وقرر تشكيل لجنة تحقيق في اسباب مقتل الضحايا، بيد انه نفى مسئولية قواته عن اطلاق النار على المعتصمين وسقوط الضحايا .
وبعد ساعات من اعلان حالة الطوارئ في اليمن لمدة 30 يوما عقدت لجنة الطوارئ العسكرية والامنية أول اجتماع لها في صنعاء برئاسة نائب رئيس الجمهورية اليمني.
من جانبها قالت المعارضة اليمنية ان لم يعد هناك اي امكانية للتفاوض مع نظام الرئيس اليمني صالح.
واعلنت قيادات المعارضة اليمنية انضمامها لمئات الآلاف الذين احتشدوا في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم برحيل صالح ونظامه، ومتجاهلين حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد.
وقال مراسل "الجزيرة" في صنعاء إن مئات الآلاف توافدوا إلى الساحة السبت وإن عشرات الآلاف من المعلمين جاؤوا إليها لإعلان انضمامهم للثوار، ورغبتهم في حمايتهم من أي هجوم قد تدبره السلطات ضدهم مجددا.
وساطة سعودية
فيما رحب مصدر مسئول في الرئاسة "لم تسمه " وكالة الانباء اليمنية "سبأ" بوساطة السعودية ودول مجلس التعاون بين الأطراف السياسية في اليمن، مؤكدا أن تلك الوساطة مرحب بها على الدوام.
وقال المصدر "ان من يقفون وراء الحادث المؤسف اول من أمس في حي جامعة صنعاء، كانوا يحاولون إفشال تلك الوساطة وإثناء الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون عن الاستمرار في جهودهم الخيرة للوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية اليمنية لما يجنب اليمن الفتنة".
وأشار المصدر إلى "أن هناك تواصلا مع الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول تلك الوساطة ولما فيه مصلحة اليمن والمنطقة".
استقالات جماعية
وفي المقابل قدم كلا من وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى علي البان ووكيل الوزارة علي صالح تيسير ومدير عام مكتب الوزيرة عادل محمد اليزيدي استقالات جماعية من مناصبهم الرسمية للرئيس علي عبد الله صالح، احتجاجاً على ما وصفوها بالأوضاع غير المشجعة لحقوق الإنسان في اليمن.
كما قدم وكيل وزارة التربية محمد زبارة استقالته من منصبه للسبب ذاته.
ويذكر ان هذه الاستقالة هي الثالثة من الحكومة اليمنية منذ بدء حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، بعد استقالة وزيري الأوقاف حمود الهتار والسياحة نبيل الفقيه.
ومن ناحية اخرى اكد مصدر مطلع في منطقة حرض "أن عدد 7 مدرعة عسكرية سعودية و17 سيارة "همر" مدرعة دخلت البلاد امس السبت , قادمة من المملكة العربية السعودية عبر منفذ الطوال".
وقال المصدر "إن هذه المدرعات واصلت طريقها عبر خط حرض ـ الحديدة ".
وتأتي هذه التعزيزات العسكرية السعودية في وقت تشهد فيه البلاد مزيد من التطورات على الصعيد المحلي والدولي.
وكانت مصادر مشابهة أكدت خلال الأيام الماضية وصول حملة عسكرية عبر البحر وصلت إلى باب المندب في عدن عبارة عن 300 قطعة عسكرية مدرعة خاصة بمكافحة الشغب.