أوسكار 2011 : مقدمة سريعة لحفلِ عام حافل
كتبه: محمد المصري - (هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط)
بعد عام سينمائي طويل ، يكون ختام الموسم المُنتظر دوماً هو حفل توزيع جوائز أكاديمية العلوم والفنون (الأوسكار) ، حيث تُرتّب الطاولة الهوليوديّة لتحدد أفضل إنجازات العام ، ويتابع عشاق الفن السابع التجمع الأبرز والأكثر بريقاً .
2010 كان عاماً سينمائياً حافلاً ، الإحباطات كانت قليلة والإشراقات كانت واضحة ، هو عام مخرجي جيل التسعينات بامتياز ، لأن أهم الأفلام والأسماء التي ستتواجد في الحفل القادم هي لهؤلاء الذين برزت أسماءهم وصاروا ألفة أبناء جيلهم الذي بدء مسيرته وصعد نجمه في تسعينات القرن الماضي .
عشر أفلام ستتنافس على الجائزة ، أسوةً بالقرار الذي اتخذه أعضاء الأكاديمية في العام الماضي ، بزيادة عدد الأفلام المُرشّحة للأوسكار من 5 إلى 10 أفلام . أربعة من هذه الأفلام هي سير ذاتية ، في مقدمتهم فيلم المخرج ديفيد فنشر "The Social Network" الذي يتناول السيرة الذاتية لمؤسس موقع الفيس بوك الشهير "مارك زوكربيرج" والكواليس الخلفية والنفسية التي أحاطت بإنشاء الموقع الأكثر نجاحاً في تاريخ الإنترنت ، والثاني هو فيلم "The King’s Speech" للمخرج الإنجليزي توم هوبر .. والذي يتناول حياة الملك جورج السادس عشر وفترة هامة من قيادته للمملكة البريطانية رغم مشاكله مع النطق ، الثالث هو "The Fighter" عن قصة الملاكي الأيرلندي "ميكي وارد" وعلاقته بأخيه غير الشقيق ، والأخير هو "127 Hours" للمخرج الفائز بالأوسكار منذ عامين داني بويل عن حياة متسلق الجبال "آرون رالستون" الذي ظل لمدة خمسة أيام محتجزاً بين جبلين بفعل حجر ضخم ظل يضغط على زراعه وصولاً لنهاية مأساوية منحته الحياة من جديد .
الأفلام الستة الباقية تمنح الأكاديمية التنوّع الذي أرادته حين رفعت عدد الأفلام إلى 10 بدلاً من 5 ، يتصدّرهم فيلم المخرج دارين أرنوفسكي "Black Swan" عن معالجة سينمائية مبتكرة لبالية "بحيرة البجع" لتشايكوفسكي يحاول فيها دارين أن يروّض من جديد نفس الفكرة التي لعب عليها في أهم أفلامه السابقة عن هوس الشهرة والنجومية الذي يدمّر أبطاله .. وهاجس الكمال الذي يجعلهم يدمرون أنفسهم ، بجانبه هناك كريستوفر نولان – للمصادفة فكلا المخرجين – دارين ونولان - بدأ مسيرته بفيلم "أبيض وأسود" .. "منعدم الكلفة" .. "عالي القيمة" .. "إنتاج عام 1998" ، وكلا المخرجين حقق نجاحاً فنياً ساعده في إيجاد تمويل إنتاجي أكبر يقدم به فيلماً في عام 2000 يجعله ضمن صفوة أبناء جيله : Memento في حالة نولان ، و Requiem for a Dream في حالِ أرنوفسكي ! - ، نولان يرشح للمرة الأولى في فئة أفضل فيلم بعمله المُتدح "Inception" معطياً الأكاديمية فيلماً رفيع المستوى وفي فئة – الخيال العلمي ؟! الأكشن ؟! – نادراً ما تلتفت لها ، ويستفيد من خلال ذلك بكونه واحد من الأسباب التي دفعت الأكاديمية أصلاً إلى زيادة الأفلام المرشحة بفضل تحفته “The Dark Knight’ الذي لم يُرشّح في عام 2008 رغم قيمته الفنية الكبيرة والاتفاق النقدي والجماهيري عليه .
زيادة عدد الأفلام منح الفرصة أيضاً لترشيح تحفة بيكسار “Toy Story 3’ ليصبح واحداً من بعض أفلام كرتونية رُشحت لأوسكار أفضل فيلم ، وكذلك ويسترن الأخوين كوين "True Grit" الذي يعتبر إعادة لكلاسيكية شهيرة قدمت بنفس الاسم عام 1969 ، وأخيراً هناك فيلمين مستقلين بميزانية محدودة هما "The Winter’s Bone" و"The Kids are all Right" .
نظرياً .. فإن كل الأفلام المرشحة قابلة للفوز ، ولكن عملياً .. فإن الأفلام الخمسة التي رُشّح مخرجوها في فئة "أفضل مخرج" هي فقط القابلة للمنافسة ، والأكثر عملية .. أن أوسكار هذا العام صار منافسة شرسة ومحتدمة بين فيلمين فقط .. هما The Social Network وThe King’s Speech .
سيقدم موقع "السينما.كوم" خلال الأيام القادمة ، مقالات متتالية تتناول أفلام الأوسكار العشر بشكل أكثر تفصيلاً ، وتوضح شكل المنافسة المحتدم بين فيلمي فينشر وهوبر وما يدعم حظوظ كل منهم ، وصولاً لتوقّعات الـ21 جائزة سينمائية ليلة الأوسكار ، ومتابعة حية على الموقع لحفل توزيع الجوائز ، في النهاية سيكون هناك موضوع شامل عن جوائز الحفل وكواليسه ومفاجآته وصوره وأبرز أحداثه .
ويذكر أن حفل توزيع جوائز الأوسكار سيقام ليلة السابع والعشرين من فبراير المقبل على مسرح كوداك الشهير بلوس أنجلوس ، وسيقدمه النجم جيمس فرانكو بصحبة النجمة آن هاثاواي .
سينما