انتقادات لطلعت السادات لقبوله رئاسة "الوطنى"
أثار قبول النائب السابق طلعت السادات رئاسة الحزب الوطنى جدلا واسعا داخل الساحة السياسية، خاصة أن الموافقة جاءت بالمخالفة لمطالب الثورة والقوى السياسية بحل الحزب الوطنى وتجميد نشاطه لمدة 5 سنوات، وكذلك منع قياداته من مزاولة العمل السياسى لفترة من الوقت خاصة فى أول انتخابات برلمانية.
وبرئاسة طلعت يعود الحزب الوطنى مرة أخرى إلى "بيت السادات"، وهو ما عبر عنه السادات صراحة بأن أول مؤتمر عام للحزب سينظمه أمام قبر السادات فى الخامس والعشرين من إبريل الجارى، فهل هذه الرسالة ستغير شيئا فى الواقع الذى يفرض نفسه من حيث الرفض الشعبى لاستمرار الحزب، وإن كان قبول السادات زاد التعقيدات خاصة مع إعلان كثيرين بأن هذه الخطوة هى نهاية السادات السياسية.
الدكتور مصطفى عبد الجليل المنسق العام للجمعية الوطنية للتغير أكد أن "الوطنى" وصمة عار على جبين مصر، وأن هناك إجماعا شعبيا على التخلص من ذلك الكيان نهائيا، ولا يوجد أى مبرر لبقائه، حتى إذا تغيرت بعض قياداته، داعيا المجلس العسكرى وحكومة عصام شرف باتخاذ قرار عاجل بحل "الوطنى" استكمالا للإطاحة برئيسه الذى وصفه بـ"الطاغية".
النائب السابق مصطفى بكرى قال السبت القادم ستقول المحكمة كلمتها حيث ستنظر الإدارية العليا دعوى حل الحزب الوطنى، وأشار بكرى إلى أن الحزب الوطنى محكوم عليه بأنه الحزب الذى أفسد الحياة السياسية مضيفا "أى محاولات لترقيع الوطنى أو العودة لأى صيغة تعيده للحياة السياسية لن تفلح فى إقناع الشعب المصرى بقبول عودته"، داعيا أعضاء الوطنى العاديين من الجادين بترك الحزب فورا والمشاركة فى أى من الأحزاب الجديدة على حد قوله.
سكينة فؤاد الكاتبة الصحفية، طالبت أيضا بمحاسبة كل قيادات الوطنى التى ارتكبت الجرائم فى حق المصريين قبل الحديث عن من يتولى منصب رئاسة الحزب وأضافت أن الحزب الوطنى خلال الثلاثين عاما التى تولى فيها حكم مصر ارتكب العديد من الكوارث التى يجب أن لا تمر مرور الكرام.
مضيفة أنه أفسد الحياة السياسية، وقتل المتظاهرين فى التحرير، وتسبب فى احتكار الأموال ونهب ثروات مصر، وكل هذا أثبته القضاء، وبالتالى من الواجب معاقبة هؤلاء بالعزل من الحياة السياسية لمدة 5 سنوات على الأقل، مؤكدة أنه يجب على الحزب الوطنى عدم الاستخفاف بعقول المصريين.
ممدوح القناوى رئيس الحزب الدستورى قال إن ثورة 25 يناير أسقطت النظام والحزب الوطنى بجميع قياداته ورئيسه، فعندما يصدر قرار باختيار طلعت السادات لرئاسة الحزب فإن هذا القرار صدر ممن لا يملك، فهذه سلسلة من تلفيقات الغرض منها "إحياء ميت، وأضاف أن طلعت السادات بقبوله لهذا المنصب تحمل نصيبا كبيرا من الآلأم والهموم التى أثقلت كاهل المصريين، مؤكدا أن هذا لا يليق بطلعت السادات.
وأكد عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن اختيار السادات رئيسا للوطنى لن يكون السبيل الذى توقعه أعضاء الحزب ليحسن ماء وجه الحزب، بل سيساعد فى تدنى موقف الحزب أمام الشعب المصرى، مبررى رأيه بأن السادات شخص عصبى لا يمكنه أن يكون رئيسا حياديا ناجحا فى النهوض بحزب قد ساء سمعته خلال العهد السابق.
وأضاف أن كل القوى التى تسعى داخل الحزب من خلال أعضائه الباقين للإصلاح والتغيير سيصابون بصدمة حقيقية، مشيرا إلى أن استمرار محمد رجب فى تولى مهام الحزب كان أفضل بكثير من تولى السادات.
أما عبد الغفار شكر القيادى بحزب التجمع فقال إن الحزب لن يستطيع أحد أن يصلح مساره، فهو حزب عمل على احتكار السلطة سواء فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك أو الرئيس الراحل أنور السادات، مؤكدا أن كل المحاولات التى تجرى داخل الحزب الآن هى محاولات يائسة، خاصة وأن كافة الشخصيات داخل الحزب الوطنى غير مقبولة، مقترحا على طلعت السادات إنشاء حزب جديد يحمل نفس نهج الرئيس الراحل السادات.
اليوم السابع