أول امرأة تتولى المنصب
ديلما روسيف تتسلم رئاسة البرازيل
اتحاد الاذاعة والتليفزيون
تسلمت ديلما روسيف أمس السبت رئاسة البرازيل، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب خلفا للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وأدت روسيف اليمين على الدستور البرازيلي أمام النواب وأعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء دول وحكومات أجنبية، لتصبح بذلك رسميا الرئيسة الأربعين وأول امرأة تقود العملاق الجنوب أميركي الذي يبلغ عدد سكانه 191 مليون نسمة.
وقالت الرئيسة الجديدة في الخطاب الذي ألقته بالمناسبة "إن النضال الأهم لحكومتي سيكون العمل على استئصال الفقر المدقع" الذي يعاني منه نحو 18 مليون نسمة، واعتبرت الأمر بمنزلة التزام لا بد أن يشارك فيه كامل المجتمع البرازيلي.
كما أوردت في إطار أولويات عملها ملفات التربية والصحة والأمن. وقالت "بإمكاننا أن نكون بلدا أكثر تطورا وعدلا، كما أكدت أنها ستكون "متشددة جدا في حماية المصالح العامة" وأن "الفساد سيحارب بشكل دائم".
وكانت روسيف قد انتخبت نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي رئيسة للبرازيل بعد أن فازت بنحو 56% من أصوات الناخبين، مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي المعارض جوزيه سيرا على نحو 44% من الأصوات.
عرفان
وبدأت روسيف خطابها بتوجيه تحية إلى الرئيس لولا دا سيلفا وأعربت عن اعتزازها بأن تكون المرأة الأولى التي تترأس هذا البلد.
وعادت الرئيسة بالذاكرة إلى ماضيها كناشطة شاركت في الكفاح ضد الحكم العسكري (1964-1985) حيث سجنت ثلاث سنوات وتعرضت للتعذيب.
وتابعت وقد اغرورقت عيناها بالدموع "خصصت شبابي للكفاح من أجل قيام برازيل أفضل وتحملت الكثير في ظروف كانت في غاية الصعوبة، غير أنني لا أكن الضغينة لأحد".
واستغرق خطابها نحو أربعين دقيقة وانتقلت بعدها إلى القصر الرئاسي حيث سلمها الرئيس المنتهية ولايته الوشاح الرئاسي، وردد البرلمانيون اسم "ديلما ديلما"، لدى وصولها في سيارة الرولز رويس الرئاسية تحت المطر بمواكبة ست نساء من عناصر الأمن.
ومنذ صباح اليوم توافد الآلاف من أبناء البرازيل من جميع أنحاء البلاد إلى وسط العاصمة لحضور تنصيب روسيف، وقد دعت من أطلق عليها النظام العسكري (1964-1985) "جان دارك التخريب" 11 من رفاقها السابقين في السجن لحضور الاحتفال.
وحضر نحو ثلاثين رئيس دولة أجنبية مراسم تنصيب روسيف (63 عاما)، إضافة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرجل الثاني في الحكومة الفرنسية وزير الدفاع آلان جوبيه، وولي عهد إسبانيا أمير إستورياس فيليب دي بوربون.
موتخلف روسيف النقابي وعامل المعادن السابق لولا دا سيلفا (65 عاما) الذي يحظى بشعبية قياسية وصلت إلى 87% بعد ثمانية أعوام في السلطة.
غير أن لولا الذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية رئاسية ثالثة لم يستبعد الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية للعام 2014.
وترث روسيف بلدا في أوج انتعاشه الاقتصادي مع نسبة نمو بلغت 7.6% وأدنى معدل للبطالة في تاريخه 5.6%.
وقد انتشل أكثر من 20 مليون برازيلي من الفقر أثناء سنوات لولا الثماني في الرئاسة، بفضل سياسات الرعاية الاجتماعية التي انتهجها والإدارة الاقتصادية المستقرة التي جعلت البرازيل جاذبة لمستثمري وول ستريت.
وفي إطار الاستمرارية احتفظت ديلما بـ11 من وزراء لولا، بينهم وزراء في مناصب رئيسية مثل المالية والدفاع، غير أنها أظهرت اختلافها بضم أكبر عدد من النساء في الحكومة في تاريخ البرازيل.
وسيكون أيضا على الرئيسة الجديدة توفير التمويل للاستثمارات الضخمة المقررة في السنوات المقبلة لاستقبال بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2014 ودورة الألعاب الأولمبية للعام 2016.يراث الانجازات