"فيسبوكيون" مع الانتفاضة الثالثة ضد فيس بوك
الوفد
أثارت إزالة موقع "فيس بوك" الاجتماعي صفحة كانت تدعو لانطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الكيان الإسرائيلي يوم 15 مايو المقبل – ذكرى الاحتلال - استجابة لطلب تقدمت به سلطات الاحتلال حالة من الغضب الشديد بين ملايين الشباب الفلسطيني والعربي.
واتهم الشباب مؤسس فيس بوك بالانحياز لإسرائيل وتحدوه بتدشين عشرات الصفحات البديلة التي تتبنى هذه الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال مع دعوة كل اللاجئين الفلسطينيين في العالم إلى العودة في وقت واحد يوم 15 مايو لفلسطين بخلاف فعاليات أخرى.
وأعاد منشئو صفحة "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي أغلقتها إدارة الموقع بدعوى أنها "تحرض على العنف ضد اليهود"، إطلاق صفحتهم مجددا تحت العنوان ذاته لتحشد أكثر من سبعة وعشرين ألفا وخمسمائة مشترك في يوم واحد.
وندّدوا في رسالة افتتاحية نشرت على الصفحة الجديدة التي تمّ إطلاقها مساء أمس الثلاثاء، باستجابة إدارة موقع "فيسبوك" ومؤسسه مارك زوكربيرغ إلى الضغوط الإسرائيلية الرسمية المطالبة بإغلاق الصفحة التي تتضمّن دعوة لانتفاضة جماهيرية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي في الخامس عشر من شهر مايو المقبل، والذي يصادف الذكرى الثالثة والستين لـ "النكبة الفلسطينية".
فيما برّرت إدارة الموقع الإلكتروني، قرار إغلاق الصفحة التي تجاوز عدد المشتركين فيها ثلاثمائة وخمسين ألفا بعد مرور أقل من شهر على إنشائها، بأنها "تحرض على اليهود وتحتوي على دعوات لممارسة العنف ضدهم"، كما قالت.
وجاء في نص بيان الإدارة الذي نشرته عقب إغلاق الصفحة ما مفاده أن الصفحة بدأت بالدعوة للاحتجاج السلمي، غير أنها استخدمت مصطلح ارتبط بـ "العنف في الماضي"، وأضاف أنه بعد انتشار الصفحة، بدأت تظهر تعليقات بلغت حد الدعوة المباشرة لممارسة العنف، حيث تقرّر إغلاق الصفحة بعد التوجه إلى القائمين عليها بسلسلة من التحذيرات المتكررة بشأن التعليقات الواردة فيها والتي تنتهك سياسة الموقع، وفق البيان.
وكان وزير الإعلام الصهيوني، يولي أدلشتاين، قد طالب في رسالة رسمية بعث بها إلى مؤسس موقع "فيسبوك" بإغلاق صفحة "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" بدعوى أنها تحرّض ضد اليهود.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: "إن الخوف من حدوث ثورة شعبية فلسطينية على غرار ما حدث وما يزال يحدث من انتفاضات شعبية في دول عربية عدة، قد ازداد بعد ظهور المجموعة الإلكترونية الداعية لهبة جماهيرية وانتفاضة ثالثة".
وأشارت صحيفة (هاآرتس) العبرية في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء إلى أن وزير الإعلام الصهيوني يولي ادلشتاين أرسل خطابا إلى مؤسس موقع فيسبوك" مارك زوكربريج زعم فيه أن هذه الصفحة (الثورة الشعبية الفلسطينية) استخدمت منبرا للتحريض وممارسة العنف والدعوة إلى قتل اليهود والتخلص من إسرائيل وتحرير القدس بالقوة.
وتزامن هذا مع إعلان فلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948 اليوم الأربعاء إضراباً عاماً في أنحاء الأراضي المحتلة كافة، وخصوصاً في مناطق الجليل والمثلث والنقب، بمناسبة مرور 35 عاماً على أحداث يوم الأرض في 30 مارس 1976 ، وذلك تلبية لقرار لجنة المتابعة العليا لشئون العرب على أراضي عام 1948، حيث ستنظم عدة مسيرات في هذه المناسبة.
ودشن العديد من نشطاء الإنترنت المصريين حملات وصفحات على فيس بوك منها: (مصريون مساندون للثورة الشعبية الفلسطينية) تطالب كل زملائهم بتبني حملة الثورة الشعبية الفلسطينية بعد حجب موقع فيس بوك المجموعة الرئيسية الخاصة بالثورة قائلين : (يا كل الأحرار , يا مناصري عدالة قضية فلسطين , يا جموع التحرير والثورة العربية ..... ساعدونا في نشر هذه الصفحة وجميع الصفحات المناصرة لفلسطين لنثبت للعالم أن قضية فلسطين مازالت هي قضية العرب ولننشر الرعب في قلوب المحتلين الذين يراقبون تحركاتنا ونشاطاتنا) .
وكان نشطاء فلسطينيون قد دعوا على موقع فيس بوك والمدونات لانطلاق الثورة الشعبية الفلسطينية بعودة جماعية للاجئين الفلسطينيين المهجرين من أراضيهم في فلسطين والدول العربية، داعين جميع القنوات الفضائية والصحف للمساهمة في الثورة، التي ستبدأ بحملة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية بتاريخ 15-5-2011 لتصل الفكرة إلى جميع العالم، فيما أعلنت إسرائيل عن استعدادات لمواجهة ثورة فلسطينية قادمة على غرار الثورات العربية.
وتحت عناوين عديدة لمجموعات فلسطينية أبرزها (الثورة الشعبية الفلسطينية) و(ثورة اللاجئين الفلسطينيين)، و(شرح الثورة التحرير في فلسطين)، دعا مئات الفلسطينيين (باسم عودتنا ...وباسم أجدادنا ..وباسم كل أحفادهم .. باسم الأقصى الطاهرة..باسم شهدائها) جميع الفلسطينيين اللاجئين للعودة إلى أرضهم التي طردوا منها في فلسطين المحتلة، فيما اعتبر البعض الآخر الفكرة غير عملية، لأنها ستسبب مشاكل للدول العربية التي لها حدود مع الكيان الإسرائيلي.
فيما قال آخرون إن هذا تدشين للثورة وأن العودة ليست سوى الخطوة الأولي.وأطلق آخرون على هذه الثورة اسم (ثورة العودة وثورة العبور إلى أرض الوطن) داعين لأن يكون فيس بوك وهذه المجموعات هي (حلقة وصل بيننا نحن أبناء الأرض الطاهرة المغتربين والمتفرقين بالشتات، نتبادل ونتناقش فيه الطرق المناسبة للتحضير للعودة) .
وتقول (اللجنة التحضيرية لثورة العبور إلى أرض الوطن) : "سنعود لك يا صفد ويا حيفا ويا طبريا ويا جبال الكرمل وصحراء النقب وشواطئ البحر الميت والمتوسط، سنُقبّل ترابك يا فلسطين ونشم رائحة الزعتر والزيتون، وبرتقالك يا حيفا، سنعود بإذن الله، لأنك حق، ولأنك حقنا .. قادمون يا أرض الرباط، قادمون يا أقصانا الحزين، قادمون بإذن الله ".
وأثارت الدعوة الفلسطينية الجديدة لعودة كل اللاجئين، ومن قبلها المخاوف من انتقال الثورات العربية إلى فلسطين، توجس الكيان الصهيوني الذي بدأ تدريبات واستعدادات لمواجهة هذه الثورة الشعبية الفلسطينية في حالة اندلعت، والتي ستكون أشبه بانتفاضة ثالثة.