فى حوار مفتوح عن مستقبل جماعة الإخوان بعد الثورة .. أبوالفتوح: تشكيل حزب دينى انتهازية سياسية
قال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو جماعة الإخوان المسلمين إن الإسلام ملك للجميع وليس حكرا لجماعة أو فصيل دون الآخر، وأن الإخوان فقط يقدمون فهمهم البشرى للإسلام، جاء ذلك خلال الحوار المفتوح الذى نظمته وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، والتى أدارها الكاتب والباحث حسام تمام رئيس وحدة الدراسات المستقبلية. وردا على دعوات وصفت التصويت بـ«نعم» للتعديلات الدستورية بأنه واجب شرعى، اعتبر أبوالفتوح ان هذه الدعوات ما كان لها ان تكون بهذا الشكل، مرجعا ظهور تلك الدعوات إلى حالة من «الحمى الدينية» التى نعيشها، والتى ساهمت فى تسطيح الدين، ومنوها على أنه يتحفظ حتى على فكرة ان الذهاب للتصويت واجب شرعى، وان المقبول فقط ان نقول انه واجب وطنى.
وقال أبوالفتوح إن مشاركة أصحاب «نعم» أو «لا» فى التصويت يعنى اعترافهم ضمنا بالدستور الحالى الذى سقط بسقوط نظام مبارك، كاشفا عن انه فضل فى البداية الصمت وعدم المشاركة، لكن شعوره باختطاف الثورة دفعه للجهر برأيه الموافق للتعديلات، لأنها ذات اطار زمنى يسعى لصنع دستور جديد
وعن مشاركته فى انشاء حزب «النهضة» قال أبوالفتوح: تلقيت حتى الآن عرضا برئاسة 5 أو 6 أحزاب، وبالتالى فأنا إلى الآن لم أقم بتأسيس حزب، ولم أترأس أى حزب، أو أشارك فى أى حزب
وأكد القيادى فى جماعة الإخوان انه ليس عضوا فى حزب جماعة الإخوان «الحرية والعدالة»، واصفا الحزب بأنه مجرد جناح للجماعة، وهو الامر الذى يرفضه، وانه حال تأسيسه لحزب سيكون غير حزب الإخوان على حد قوله
وأعلن أبوالفتوح انه مازال عضوا فى الجماعة، ويفخر بانتمائه لها، مشيرا إلى أنه أول من طالب الجماعة بعدم الدفع بمرشح معين للرئاسة من بينهم، كاشفا عن أنه فى حال ترشحه للرئاسة سوف يستقيل فورا من جماعة الإخوان، ليترشح كمستقل
«الإخوان لن يحصلوا فى انتخابات برلمانية نزيهة على أكثر من 20% من المقاعد» وفقا لأبوالفتوح.
كما شدد على اهمية ألا تخلط الحركات الإسلامية بين العمل الحزبى والدعوى، لافتا إلى أنه أول من اعترض على تشكيل حزب لأفراد من الإخوان، لأن الحزب يجب ان يكون منسوبا لأفراد لا لحركة إسلامية، وتشكيل حزب بهذا الشكل يضعنا امام شكل من اشكال الانتهازية التى لا احب ان تصعد على اكتاف الدين الإسلامى
وانتقد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح قرار المرشد العام للإخوان المسلمين القائل بأنه لا يمكن لعضو الجماعة الانضمام إلى أى حزب سوى ذلك الذى تنوى الجماعة تأسيسه، مؤكدا أن التعددية الحزبية ليست مدعاة للتفتت، وأنه يحق لعضو الجماعة الانضمام إلى أى حزب، باعتبار أن الجماعة دعوية وتربوية وتناضل سياسيا فى إطار القيم الكلية، بينما لا يمكن لأى شخص الانضمام إلى حزبين فى آن واحد مثلا.
وأجاب عن سؤال أحد الحضور حول النظام الذى قد تتبعه مصر فى حال سيطرة الإسلاميين على البرلمان القادم بين أن يكون إيرانيا أو تركيا أو غيره، قائلا إنه فى حال حدوث ذلك، فإن مصر سيكون لها نظامها الخاص لتفردها وخصوصيتها. وقال إن الشعب الذى ثار على الطغيان قادر على اختيار ممثليه فى البرلمان، وأن من يدفع بغير ذلك، فهو يهين الثورة، مشددا على ان هناك من يعبر عن الإسلام بطريقة تحدث قدرا من النفور.
واعتبر أبوالفتوح ان المؤسسات الإسلامية عاشت فى كنف السلطة، وعلى رأسها الأزهر الشريف الذى تمنى ان يعود لسابق عهده قبل «استئناثه»، منوها إلى ان الشيخ الطيب هو رمز للإسلام المستنير والوسطى فى مصر.
كما كشف أبوالفتوح عن «ثمة» معلومات تلقاها عن تدخل للسفارة الأمريكية اثناء الاستفتاء فقط لتعطيل اجرائه أو تأخيره، لكنه لم يفصح عن ماهية تلك المعلومات، مؤكدا ان الثورة المصرية كانت مفاجأة للنظام الأمريكى.
وبشأن حالة الرعب من الإسلاميين التى سادت مؤخرا فيما عرف إعلاميا بـ«فزاعة الإسلاميين» قال ان جزءا منها ناتج عن ممارسات للإسلاميين تجعل المواطن يتخوف من صعود الإسلاميين، مشددا على ان خوف الفتاة من فرض الحجاب بالقوة لا محل له، لأن الإسلام لم يفرض الحجاب بالقوة، وارتداء الفتاة له اجبارا هو نوع من النفاق.
وأضاف ان الإسلاميين احيانا لا يطيقون ان تختلف معهم كإســلامى، فما بالك بمن هو خارجهم، مؤكدا ان الخطاب الأحادى هو خطاب (مخيف).
الشروق