الحقيقة وراء مأكولات اﻟ ( دايت )
إستقطبت مادة الأسبرتام، وهي المادة التي تستعمل في إنتاج مأكولات ومشروبات الدايت، إهتماماً كبيراً حول العالم، وانقسم الناس حولها بين مؤيدٍ ومعارض لها. فبينما استخدم البعض مادة الأسبرتام كبديل عن السكر العادي في مأكله ومشربه، أشار البعض الآخر إلى خطورة تناول مثل هذه المادة زاعماً أنّها تؤدي إلى أمراضٍ خطيرة أبرزها سرطان الدماغ.
واشتعلت هذه الإتهامات وراجت بشكلٍ ملحوظ مع شيوع الإنترنت، إذ ظهرت مئات الصفحات الإلكترونية التي تتكلّم عن مخاطر مادة الأسبرتام ومأكولات اﻠ"دايت".
وتُستعمل مادة الأسبرتام في تصنيع أكثر من 6000 منتج غذائي معروف ﺒاﻠ"دايت"، منها المأكولات المخصصة للحمية والمشروبات الغازية الخالية من السعرات الحرارية، كما تُستعمل في تركيب بعض الأدوية وأقراص الفيتامين. ويبلغ عدد الأشخاص الذين يستخدمون مادة الأسبرتام كبديل للسكر العادي حوالي 200 مليون شخص حول العالم.
وفي الحقيقة، فقد أجري أكثر من 200 بحث علمي حول مادة الأسبرتام خلال العقود الثلاثة الأخيرة للتأكد من سلامتها، وأعلنت منظمات رسمية تعنى بالصحة في أكثر من 100 دولة، ومن ضمنها منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية التابعتين للأمم المتحدة، تأكيدها على ضمان سلامة مادة الأسبرتام وتأييدها لاستعماله.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (Food and Drug Administration) قد أعلنت منذ العام 1981 تأييدها لاستخدام مادة الأسبرتام في العديد من الأطعمة والمشروبات، كاللبن والجيلاتين والبوظة والعلكة والعصائر والمشروبات الغازية وغيرها. وأكّدت المنظمة أنّ المادة المذكورة لا تحتوي على مواد مسرطنة ولا تشكّل خطراً على الصحة.
وفي دراسة أُجريت عام 1998 في مركز الأبحاث في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن، أعطي 48 شخصاً مأكولات و مشروبات تحتوي على مادة الأسبرتام بنسبٍ عالية جداً. وأفاد الباحث بول سبيرز، القيّم على هذه الدراسة، أنّه لم تُسجّل أي تغيّرات عضوية أو تغيّرات في المزاج أو الذاكرة أو السلوك أو كهرباء الرأس لدى أفراد العيّنة.
ومن المعلوم أنّ مادة الأسبرتام هي عبارة عن مادة محلية صناعي يأخذ شكل بودرة بيضاء عديمة الرائحة ويتكوّن من حمضين أمينيين هما الأسبرتاك (Aspartic Acid) والفينيلالانين (Phenylalanine) بالإضافة إلى الميثانول (Methanol)، وجميعها مواد طبيعية تتواجد في العديد من الأطعمة والمشروبات كما تتواجد في جسم الإنسان بشكل طبيعي.
ويوضح الدكتور المدني، إستشاري التغذية والمشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة السعودية في منطقة مكة المكرمة، أنّ كل غرام من مادة الأسبرتام يزوّد الجسم بأربع سعرات حرارية ولكنّ حلاوته تعادل 180 مرة حلاوة السكر العادي، وبالتالي يمكن استعماله في كثيرٍ من المشروبات والأطعمة، حيث يكون منخفض السعرات الحرارية ولا يؤثّر على مستوى سكر الدم فيما لو استُعمل حسب التعليمات.
ويضيف الدكتور المدني: "إنّ المتناول الفردي المقبول للجسم السليم يصل إلى حوالي 50 مليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وهذا يمثل التركيز الذي يتناوله الفرد يومياً طول حياته دون الإضرار بصحته." ومن المعلوم أنّ هذا التركيز يعادل تناول حوالي 14 عبوة مشروب من المشروبات الغازية المنخفضة السعرات الحرارية يومياً أو تناول 80 عبوة من عبوات الأسبرتام يومياً.
وينبّه الأخصائيون إلى ضرورة أن يتناول الأطفال عموماً السكر العادي، خاصة أولئك الذين لا يزالون في مقتبل العمر، إذ أنّهم بحاجة إلى السعرات الحرارية التي يعطيها السكر العادي لضمان نموهم بشكلٍ سليم. كذلك يوصى بتناول السكر العادي للمرأة الحامل لأنّها بحاجة للسعرات الحرارية التي يتطلّبها الجنين ليحصل على الغذاء الكامل الذي يضمن له نمواً طبيعياً.
وهنالك بعض الحالات النادرة التي تزيد فيها نسبة أحد الأحماض الأمينية في الدم، وهذا يستلزم مراجعة الطبيب المعالج.
رورو 44