عشاء فى الظلام ..على طريقة "برايل" وفى حضور يسرا وأحمد عز

عشاء فى الظلام ..على طريقة "برايل" وفى حضور يسرا وأحمد عز
الأهرام
في قاعة يخيم عليها الظلام الدامس كان يجب على الحاضرين أن يتناولوا طعامهم دون أي بصيص من نور، أمامهم الأطباق مرصوصة بعناية على المائدةن لكنهم لا يرونها فغير مسموح إضاءة إي نور وكان المكفوفون هم الذين يشاركونهم العشاء والذي يقوم بتقديم الطلبات مكفوف أيضأ
والمدعوون على رأسهم النجمة الكبيرة يسرا والنجم الشاب أحمد عز والمذيعة الشهيرة بثينة كامل والكاتبان الصحفيان نجلاء بدير وحمدي الحسيني.
لم يكن هذا الذي شهدته إحدى قاعات الطعام بفندق كونراد مقطعا من فيلم سينمائي ولا فصلا في مسرحية من مسرحيات اللامعقول ولكنه حفل عشاء لتناول الطعام في الظلام.
هم جميعا محكوم عليهم بتناول العشاء وسط الضلام الحالك ومع ذلك كانو سعداء لأنهم جاءوا لمشاركة أطفال مكفوفين تلبية لدعوة من الجمعية المصرية لدارسي العلوم الصحية على العشاء في الظلام، لمشاركة الأطفال المكفوفين عالمهم وقضاء ساعتين معهم في ظروف مثل التي يعيشون فيها.
وكانت قوائم الطعام مكتوبة بطريقة برايل ليستطيع قراءتها فقط الأطفال المكفوفين ويساعدوا ضيوفهم علي معرفة أصناف الطعام المختلفة .
ومن هؤلاء الأطفال عبد الله كمال طفل مكفوف في التاسعة من عمره، يحب الغناء منذ الصغر، عبدالله بالطبع لم ير الفنانة يسرا أو أحمد عز أو بثينة كامل من قبل، ولكنه يحفظ أصواتهم عن ظهر قلب، وحين عرف أن يسرا تجلس بجواره، غني لها أغنية مقدمة مسلسل " قضية رأي عام " .
أما يارا ذات التسعة أعوام فقد استعدت منذ الصباح الباكر لذلك العشاء الذي يجمعها بالمشاهير، ويارا تشارك للمرة الثانية في "عشاء الظلام ". وكانت المرة الأولي في مطعم برج القاهرة في مايو الماضي وهي تتذكر جيدا أنها غنت في المرة الماضية مع الفنانة سيمون وكانت تنتظر هذه المرة لتغني مع بقية الأطفال والمشاهير .
اتحدت يارا مع زمياتها رحمة وكونوا فريق كورال صغير يغنون الأناشيد والأغاني باللغة الإنجليزية مع عبدالله وانضم اليهم باقي الأطفال المكفوفين.
كانت بثينة كامل مهتمة بسؤال الأطفال عن أحلامهم وطموحاتهم وأجاب معظم الأطفال بأنهم يريدون أن يعملوا مدرسين
حدث موقف طريف حين سمع حمدي الحسيني "الصحفي بروزاليوسف" الطفل عبدالله وهو يغني ضحك وعندما اندهش الجميع من صوت الضحكات في الظلام، كشف عن سبب ضحكه، لأنهم أخبروه أن الجالس بجواره اسمه عبدالله كمال، فاعتقد أن رئيس تحرير روزاليوسف هو الذي كان يجلس بجواره ولم يكن يعرف أنه الطفل الكفيف اسمه عبدالله كمال، فضحك الجميع من الموقف وعاد عبدالله للغناء مرة أخري .
وقالت يمني مختار المنسق الإعلامي ل"عشاء في الظلام ": إن هذه المرة لم تكن الأولي للجمعية، فلقد نظمت الجمعية عشاء مماثل في مايو الماضي في برج القاهرة وحضره العديد من المشاهير منهم الفنانة سيمون والفنان تامر هجرس.
تضيف يمني أنهم في المرة الماضية قصدوا برج القاهرة لأن أجمل مشهد لمصر يمكن أن تراه من فوق برج القاهرة.. وأردنا أن يشعر المشاهير معنا بأنهم محرومون مثل الاطفال المكفوفين من مشاهدة هذا المشهد.
وقصدنا أن يكون الحدث هذا العام أكبر لنروج من خلاله لمشاريع أخري سنعلن عنها مثل نادي المكفوفين والذي سيحتوي على أنشطة مختلفة منها كرة الجرس.
يمني تؤكد أنهم لم يدربوا الاطفال أو الضيوف علي العشاء في الظلام وعباس فقط هو من تدرب علي كيفية تقديم العشاء والمشروبات وتوصيل الضيوف إلى أماكنهم.
في أثناء عشاء الاطفال المكفوفين مع المشاهير، كان بعض أفراد أسرهم ينتظرون في الخارج في قاعة مجاورة، حيث جلست أم يارا سعيدة بأن ابنتها بالداخل ، أم يارا قطعت مسافة طويلة لتوصل ابنتها هذا العشاء ولكنها تحاملت علي نفسها لترسم البسمة علي وجه ابنتها ، فهي مازالت تتذكر سعادتها التي لا توصف بحفل مايو الماضي .
بينما قالت أم عبدالله وهي تبتسم أن ابنها يدرس في مدرسة طه حسين وهي المدرسة التي كان يدرس بها عمار الشريعي وأنه موهوب في الغناء.
مر الوقت سريعا وانتهي العشاء وخرج الأطفال وابتسامتهم علي وجوههم ، وحكي الجميع عن عباس بطل عشاء الظلام وعنصر الأمان لهم جميعا ، كان عباس يعرف طريق كل طفل وضيف في داخل قاعة الطعام.
عبرت يسرا خلال المؤتمر الصحفى عن سعادتها بالعشاء ثم دعت الى الاهتمام أكثر بالمكفوفين ،بينما شعر أحمد عز أنها تجربه جديدة بعيده تمام عن جو الأضواء والشهرة معترفا انه في أول الامر لم يعرف كيفية التعامل مع الظلام، إلا أن الاطفال ساعدوه علي التعامل معهم وعلى تناول طعامه في الظلام أما بثينة كامل فلم تستطع أن تخفي انبهارها بالعشاء وقيادة "عباس " الجرسون الكفيف لها في الظلام الدامس وكأنه يري مثل أي مبصر.