الصحافة المصرية.. الوحدة الوطنية في مواجهة قوي الظلام وإرهاب الفتنة
الأهرام
فرض العمل الإرهابي الذي استهدف أمن مصر، من خلال ضرب كنيسة القديسيين بالإسكندرية في الساعات الأولى من العام الجديد وتطوراته وتفاصيله وردود أفعاله المختلفة، نفسه على اهتمام جميع الصحف المصرية الصادرة اليوم الأثنين، حيث أفردت له تغطية واسعة وشاملة على صفحاتها الأولى والداخلية.
حظى الحدث لأهميته وخطورته على أمن مصر ومستقبل وحدتها الوطنية باهتمام كبير من الصحف القومية والمعارضة والمستقلة. وقد ظهر الوعي والاحساس الوطني واستشعار الساسة والعقلاء ،وعلى رأسهم الرئيس حسني مبارك، خطورة العمل الإرهابي الذي حاول إغراق الوطن في الفتنة وسعى إلى تمزيق النسيج الوطني بعمل إرهابي جبان، جاء في توقيت ومكان له دلالة، حيث إستهدف كنسية القديسين في خضم الاحتفالات بأعياد الميلاد بهدف الإيقاع بين عنصري الأمة من الأقباط والمسلمين.
أبرزت صحيفة الأهرام في عنوانها الرئيسي هذا القدر من الوعي بحجم المؤامرة التي تحاك لمصر في الخفاء من جانب خفافيش الظلام. وخرج المانشيت الرئيسي يقول مصر أسقطت "المؤامرة الدنيئة" لقوى الظلام. وركز المانشيت أيضا على تحدي البابا شنودة لتلك المؤامرة الإرهابية وعدم نجاحها في حرمان أقباط مصر من الاحتفال بالعيد. وقال عنوان المانشيت : البابا شنودة الثالث : سأصلي العيد الخميس المقبل حتى لا يحرمنا الإرهاب من الاحتفال. كما حمل عنوان الأهرام الرئيسي استشعار الإمام الأكبر شيخ الأزهر لخطورة الإرهاب الذي يتربص بمصر ويرغب في زعزعة استقرارها وضرب وحدتها الوطنية في مقتل واللعب على وتر الفتنة الطائفية، كما سبق وحدث في العراق، ليطلق بذلك صيحة تحذير تدفع أبناء الوطن للاستفاقة والحذر من أن الإرهاب قد يطال المسجد بعد أن طال الكنيسة لتحبك وتحكم بذلك خيوط المؤامرة وتجر المسلمين والمسيحيين إلى منزلق الفتنة، حيث قال : شيخ الأزهر : الجريمة تستهدف ضرب مصر وتحويلها إلى عراق آخر.. اليوم بالكنيسة وغدا بالمسجد.
واهتم المانشيت أيضا بتعليمات الرئيس مبارك بعلاج المصابين على نفقة الدولة وتكليف شركة "المقاولون العرب" بإصلاح الكنيسة والمسجد اللذين تضررا من التفجير بسيدي بشر. كما أشار المانشيت إلى التعاون بين وزارة الداخلية والنائب العام لكشف أبعاد الاعتداء وملابساته. ونوه بالوقفات الاحتجاجية للأقباط الذين يشعرون بثورة الغضب لاستهداف إخوانهم بكنيسة القديسين. ونشرت الأهرام صورة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف وهم يقدمون العزاء للبابا شنودة.
حرصت صحيفة الأخبار على أن تظهر في عنوانها الرئيسي الجهود المتواصلة لكشف الجناة في حادث كنيسة الإسكندرية وتأكيد النائب العام أن التحقيقات مستمرة والإعلان عن التفاصيل بعد الانتهاء منها. وفي ظل هذا الوضع قالت الأخبار نقلا عن وزير الداخلية "العادلي: إجراءات أمنية مشددة لحماية المنشآت الحيوية". كما اهتم مانشيت الأخبار بأننا كلنا كمصريين في الهم سواء، حيث نقلت على لسان شيخ الأزهر :كلنا في مواجهة الإرهاب. وأبرزت أيضا التحرك المشترك في "لجنة من الأزهر باسم بيت العائلة المصرية لإزالة أي أسباب للاحتقان في الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن البابا شنودة قوله إن : مصر كلها حزينة.
كما نوهت الصحيفة إلى تصريحات الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والتي تعكس وعي المصريين حيث قال : الشعب يرفض محاولات بث الفتنة. ونشرت الأخبار صورة لفتاة مسلمة محجبة تحمل الهلال وهو يعانق الصليب في مشهد يذكر بعبارات قديمة ترددت وكانت واقعا ملموسا خلال ثورة 19 . وحمل تعليق الصورة يحيا الهلال مع الصليب. كما نشرت مقالا للكاتب أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية بعنوان "موتى الكنيسة في الجنة.. وموتى الإرهاب في النار" استنكر فيه تلك الجريمة الشنعاء ومحاولة العبث بأمن مصر دار السلام والأمن والأمان.
وبالنسبة لصحيفة الجمهورية فقد أبرزت مسيرات تضامن وتأييد للوحدة الوطنية ومظاهرات غضب ضد الفتنة بالمحافظات. كما أشار عنوانها الرئيسي إلى تضييق الخناق على الجناة وتحليل الحامض النووي لـ 3 جثث وأن النائب العام يستعجل تقرير المعمل الجنائي للتوصل للجناة وأشارت الصحيفة إلى اهتمام مجلس الوزراء برفع درجة التأهب الأمني بالمنشآت الحيوية في البلاد. ونشرت الجمهورية على صدر صفحتها الأولى رسم كاريكاتير يجسد مصر وهى تقطع يد الإرهاب بمخرطة تحمل الهلال والصليب.
أما الصحف المستقلة فقد اهتم مانشيت صحيفة المصري اليوم بتحقيقات "مذبحة الإسكندرية" التي كشفت عن "الاشتباه في 15 أجنبيا دخلوا مصر في ديسمبر" . وهو ما يعزز إشارة الرئيس مبارك بأصابع الاتهام لأيدي خارجية. كما رصد المانشيت شهادة الشهود الذين أدلوا بأوصاف المتهم : طويل نحيف أبيض حليق ويرتدي نظارة طبية. وأشارت الصحيفة إلى الطب الشرعي الذي أوضح أن القنبلة بدائية الصنع ومصنوعة من مسامير وصواميل وتأكيد مدير الأمن العام بأن الأمن لا يمكنه منع العمليات الانتحارية "تماما".
ووضعت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان موعدنا مساء 6 يناير إختلاف الصحيفة في الرأي مع قيادات الكنيسة وعلى رأسها البابا شنودة رغم كل الاحترام الذي تكنه لقداسته والتقدير لمشاعره لقرار إلغاء الاحتفالات باعياد الميلاد. واعتبرت أن الرسالة من وراء هذا الإلغاء سلبية لأنه ربما يمنح المخربين فرصة الإحساس بأنهم نجحوا في التأثير على مسار الأحداث الطبيعي والمنطقي. ودعت أيضا في مبادرة الجميع إلى الكنائس وتطويقها وحمايتها بمشاركة إخوان الوطن في الاحتفالات بعيد الميلاد لنحمي المصلين في قداساتهم.
وعلى أربعة أعمدة أبرت المصري اليوم رفع حالة التأهب الأمني وعرض واشنطن مساعدة مصر في رد الهجوم.
وخرجت صحيفة الدستور بعنوان رئيسي بالخط الأحمر يقول: مصر تنتفض دفاعا عن كنائسها وعرضت صورة لمظاهرة استنكار في شبرا ترفع المصحف والصليب وتندد بالتفجيرات. وفيما يتعلق بكيفية وقوع التفجير الإرهابي نقلت عن مصادر أمنية قولها إن " تفجير الإسكندرية نفذه 3 أشخاص بأحزمة ناسفة وسيارة تحتوي على 75 كيلو متفجرات وأن إجراء تحليل دي إن إيه الحمض النووي لأشلاء المتهمين لتحديد *****يتهم وشكوك حول تورط افريقي.وفى خبر على 3 أعمدة نقلت الدستور عن صحف عالمية أن العنف الطائفي يهدد الانتقال السلمي للسلطة.
نقلت الدستور تحليلا عن صحيفة الدايلى تليجراف البريطانية للصحفى هيو مايلز المتخصص فى الشئوت المصرية أن تفجيرات الإسكندرية ستضاعف من حالة عدم الاستقرار التى تعيشها مصر وستثير العديد من المشكلات للحكومة الحالية. وأشار إلى أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة قد تؤدى إلى اضطرابات مدنية وعنف طائفى يهدد الانتقال السلمي للسلطة بنهاية العام الجاري.
وبالنسبة لصحيفة الشروق فقد أشارت فى العنوان الرئيسى إلى أن أشلاء الضحايا الـ 18 تؤخرالكشف عن جريمة الإسكندرية. وعن كيفية وقوع التفجير أوضح المانشيت أن الفحص الجنائي كشف أن المتفجرات بطيئة والتفجير استغرق أقل من واحد فى المليون من الثانية.
وفى الداخل استبعد مقال الكاتب سلامة أحمد سلامة بصحيفة الشروق أن يكون منفذي المجزرة الشنعاء مصريين أو مسلمين.
أما صحيفة الوفد فقد اهتمت بدورها بحالة الصدمة التى أحدثها الإرهاب فى الشارع المصرى وخرجت بعنوان كبير بالأحمر (صدمة الإرهاب تهز المصريين). وأشارت في عنوانها الرئيسي إلى اجتماع أمنى لبحث تورط تنظيم القاعدة والموساد الإسرائيلي فى انفجار سيدى بشر وتمشيط البؤر العشوائية واعتقال 17 من المشتبه فيهم وفحص الخلايا الإرهابية النائمة. كما أشارت إلى دور أميركى فى التحقيقات، حيث كلفت السفارة الأمريكية عناصر من المباحث الفيدرالية لجمع معلومات عن الحادث.
وفى صحيفة روزا اليوسف كتب رئيس التحرير عبدالله كمال تحليلا عن جريمة الإسكندرية وأبعادها بعنوان(بلد كاميليا.. الدولة المدنية فى مجتمع طائفى.. لماذا لم تعلن الدولة الحداد على ضحايا الأقباط؟)
وأجاب خلاله عن التساؤلات، هل مصر عاجزة عن أن تحمى مواطنيها؟، وهل أخلت الداخلية بتأمين الكنائس؟. واعتبر أن غضب الأقباط متفهم لكن ماتعرضنا له لا يعنى غضبهم وحدهم معتبرا أن الجريمة إرهاب استهدف البلد وليس عملا طائفيا.