قضم الطفل لأظافره من العادات التي تشعر الآباء والأمهات
بالقلق والغيظ في آن واحد، ولهم كل الحق في ذلك، فهذه العادة ليست سيئة فقط
إنما قد تسبب تشوه الأصابع وتضر بالأسنان أيضا، بل إن بعض الدراسات تشير
إلى أنها يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بتسمم الرصاص، ما قد يؤثر سلبا
في ذكاء الطفل وإدراكه.
كيف تساعدينه على التخلص من هذه العادة السيئة؟ الإجابة في السطور القادمة.
اعرفي لماذا يقضم أظافره
وراء قضم الأظافر الكثير من الأسباب، منها الفضول أو الشعور بالملل، وقد
يلجأ اليه الطفل كوسيلة لتخفيف الضغط، أو ربما قوة العادة هي السبب، فقضم
الأظافر الأكثر شيوعا من بين «العادات العصبية» للأطفال مثل مص الإبهام
وطحن الأسنان.
وقد يكون قضم الأظافر في كثير من الأحيان وسيلة لتخفيف حدة التوتر الشديد
الذي يعاني منه الطفل، وهي فترة عابرة في مرحلة الطفولة. فجميع الأطفال
يصابون بالقلق عند تعلم شيء جديد في المدرسة أو يشعرون بالخجل في حفلة أو
في الملعب، ويكون قضم الأظافر حيلة لتخفيف الشعور بالتوتر الناتج من هذه
المواقف.
وقد يكون ناتجا من سوء معاملة الطفل، فيلجأ إلى هذه العادة التي تثير إزعاج
الوالدين، ويكررها كأنه يريد أن يعاقب والديه على سوء معاملته. وقد يكون
السبب وراء هذه العادة السيئة تقليد أحد الكبار من أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء.
لا تستخدمي العنف
المشهد الشائع للكثير من الأمهات عند مشاهدتهن أطفالهن يمارسون عادة قضم
الأظافر هي النهر والصراخ والعقاب واللجوء إلى الضرب أحيانا. النصيحة التي
يوجهها المتخصصون الى هؤلاء الأمهات أن العقاب ممنوع لسبب بسيط وهو أنه
عديم الفائدة.
معاقبة طفلك بعنف لن تجعله يتوقف عن قضم أظافره، وإنما ستجعله يشعر بمزيد من الإحباط، ما قد يؤدي إلى تماديه في الأمر.
راقبي سلوكه
مساعدة طفلك على التخلص من هذه العادة السيئة تتطلب مراقبة جيدة لها، فمن
خلال تعقب سلوكه ستكونين قادرة على تسليط الضوء على الضغوط التي تؤدي به
إلى قضم الأظافر ومن ثم مساعدته على التخلص منها. هذه المراقبة ينبغي أن
تجيب عن الأسئلة التالية: أين كان الطفل عندما بدأ بقضم أظافره؟ من كان معه
أو حوله عندما بدأ بقضم أظافره؟ ما المواضيع التي كان يدور حولها النقاش
عندما بدأ في ممارسة هذه العادة السيئة؟ ما الأوقات التي يبدأ فيها بقضم
أظافره وهل هناك وقت معين لذلك؟
بدّدي قلقه ومخاوفه
أول خطوة في مساعدة الطفل على التخلص من عادة قضم الأظافر هي معرفة أسباب
القلق والمخاوف التي تدور في داخله. تحاوري معه بهدوء وصبر وشجعيه على
البوح بكل ما يشعر به من هواجس، هل يشعر بالاستياء من معاملة الوالدين؟ هل
الخلافات بين الوالدين تصيبه بالإحباط؟ هل يشعر بالخجل والقلق والخوف في
المدرسة؟
وضع يدك على ما يشعره بالخوف والقلق خطوة مهمة في التخلص من هذه العادة السيئة.
قصّي أظافره بانتظام
عندما تطول أظافر الطفل أكثر من اللازم فهذا مبرر كاف لأن يقوم بقضمها. من
المهم والضروري قص أظافر الطفل بطريقة منتظمة مع إزالة كل الزوائد
والمسامير على جانبي الظفر، لكي لا يجد الطفل أي طول في الظفر يمكنه قضمه،
مع تشجيعه والثناء عليه عندما يتعاون في الأمر.
جرّبي بعض الحيل
يمكنك استخدام بعض الحيل مع الطفل لردعه عن قضم أظافره مثل ارتداء القفاز
في البيت، أو وضع بعض المواد غير المحببة المذاق له، والتي لا تسبب له
الأذى مثل: عصير الليمون أو زيت الزنجبيل والثوم. لكن في هذه الحالة
تحتاجين الى إقناع الطفل، خاصة إن كان في سن كبيرة وصاحب شخصية متمردة
بالتعاون.
استخدمي التشجيع والمكافأة
المكافأة أسلوب فعال في مساعدة الأطفال على التخلص من العادات السيئة.
المكافأة تبدأ من مديح طفلك عندما تلاحظين انه توقف بنفسه ولو لبعض الوقت
عن قضم أظافره. وقد يتطور الأمر إلى مكافأة مادية إن استمر في التوقف عن
ممارسة قضم أظافره.
ويمكن الاتفاق معه على منحه نجمة عن كل يوم يتوقف فيه عن قضم أظافره على أن
يمنح مكافأة مجزية إن جمع سبع نجمات في نهاية الأسبوع، تذكري أن ضبط النفس
والتوقف تماما سيتطلب بعض الوقت.
لماذا قضم الأظافر خطر عليه؟
قضم الطفل لأظافره يمكن أن يسبب له بعض المخاطر، مثل حدوث التهابات في
الأظافر، ويمكن أن يؤدي إلى نقل البكتيريا أو الفيروسات من أصابعه الى
شفتيه أو فمه، كما يمكن أن يؤدي إلى التقاط عدوى الزكام أو غيرها من
الأمراض.
كما أشارت بعض الدراسات إلى أن لعادة قضم الأظافر تأثير سلبي بالغ في ذكائه
وإدراكه العقلي، وبينت هذه الدراسات أن الأطفال عندما يقضمون أظافرهم
يبتلعون كمية من الرصاص الذي يتراكم من الأجواء المحيطة تحت أظافرهم، خاصة
عند اللعب في الأجواء المغبرة المفتوحة. ابتلاع الرصاص يزيد من احتمال
الإصابة بتسمم الرصاص، وهو ما يؤثر سلبا في ذكائه وإدراكه.
أرقام
- قضم الأظافر بالفم أكثر شيوعا عند الذكور من البنات.
- ما بين %28 إلى %33 من الأطفال ما بين عمر 7-10 سنوات يمارسون هذه العادة السيئة.