حمدي تمام يكتب : بورسعيد بين اصدارتها الورقية وصحافتها الالكترونية
2011-06-02 17:44:43
غمرتنى سعادة بالغة للمبادرة الجسورة للأخ والصديق الاستاذ عبد الفتاح حافظ بإطلاق الموقع الجديد لصحيفة الرأى البورسعيدى التى يرأس تحريرها بأقتدار منذ فترة طويلة وقد حازت هذه الانطلاقة الجديدة " الالكترونية " لمواكبة العصر بعد النجاح الذى أحرزته هذه الصحيفة فى عالم الصحافة الورقية خلال الاعوام الماضية لخدمة المجتمع البورسعيدى وتبنى قضاياه العادلة ، والدفاع عنها مع فريق صحفى متميز يتفانى فى رسالته ونثق فى أنه سوف يواصل المسيرة الجديدة الى الامام .
ولعل مبعث سعادتى بالوليد الجديد يأتى نابعاً من اهتمامى المبكر بممارسة العمل والشأن البورسعيدى على وجه الخصوص منذ اكثر من نصف قرن من خلال عشقى لمحبوبتى بورسعيد وعلاقتى الوثيقة بمهنة الصحافة من خلال عملى بجريدة الاهرام منذ عام 1958 كمدير لمكتبها ببورسعيد او بصفتى احد المؤسسين للصحافة المحلية فى بورسعيد منذ ذلك التاريخ المبكر مع كوكبة من ابناء المحافظة الذين عشقوا هذه المهنه منذ نعومة أظافرهم فأصبحوا من نجومها وأعلامها البارزين , واذكر منهم بكل الاعتزاز - على سبيل المثال لا الحصر- الاخوة والاصدقاء المرحوم الاستاذ مصطفى شردى والاستاذ ابراهيم سعده والاستاذ جلال عارف والاستاذ صلاح طايل والمرحوم الاستاذ جلال سرحان وغيرهم كثيرون , اذكر منهم الاخوة والاساتذة : فتحى سلمى وسامى هويدى والسيد المصرى وكانت بدايات معظمهم فى بورسعيد من خلال صحيفة (الشاطئ) التى كانوا يصدرونها اثناء دراساتهم بمدرسة بورسعيد الثانوية وفى العديد من الاصدارات المحلية التى كانت تصدر عن المحافظة او التنظيمات السياسية المتعاقبة فى العقود الماضية .
ومن أسفي ان معظم الاصدارات الصحفية المحلية فى بورسعيد لم يكتب لها على مدى اكثر من 50 عاماً مضت الاستمرار والحياة رغم قوة تحريرها , فقد توقفت تلك الاصدارات لاسباب كثيرة اهمها عدم الظروف الملائمة ، وخاصة من الناحية المادية لان العنصر المالى هو أهم عوامل الاستمرار والتطوير ، بينما نجحت الاصدارات المحلية فى المحافظات المجاورة لبورسعيد ، واذكر منها جريدة اخبار دمياط التى أسسها الراحل الاستاذ زكريا الحجاوى من اكثر من65 عاماً ويتابع اصدارها حتى الآن خلفاؤه من بعده بإنتظام وفى محافظة الاسماعيلية نجد أن جريدة القناة مازالت تصدر حتى الان ومنذ ان شارك فى تأسيسها الاستاذ سامى عمارة ، وفتحى رزق ، وهلال السعيد .. غفر الله لهم جميعا .
وأعود فأقول ان موقع صحيفة الرأى البورسعيدى الالكترونى قد صدر فى صورة جذابة ورائعة تضارع مثيلاتها فى هذا العالم الجديد - عالم الصحافة الالكترونية - التى تهز الان وبقوه عالم الصحافة الورقية ان لم تكن تكاد سحب البساط من تحت اقدامها .
وفى رأيي ان توقيت هذه التجربة الوليد قد جاء فى وقت نحن أحوج مانكون فيه فى تلك المحافظة الى صحافة اقليمية رشيدة تجوس المسالك باحثة منقبة فى شئون الاهلين تصوغها رسالة امينة تتحدي الحاكمين خاصة وان بورسعيد مازالت تنجب وتزخر حتى الان بعشرات من الاقلام الصحفية القديرة .
نعم .. أقول ما أحوجنا الان الى مثل هذه الصحيفة .. أعنى صحيفة " الرأى البورسعيدى " .. لنجتاز بها ومع غيرها من الصحف المحلية المرحلة الراهنة بالرأى السديد والاقتراحات البناءة من اجل مستقبل مشرق لبورسعيد , ولاشك عندى ان ذلك الدور للصحافة المحلية فى بورسعيد يتطلب منا جميعاً ومن القيادات التنفيذية وعلى رأسها محافظنا الجليل اللواء أ . ح احمد عبد الله وكذلك القيادات الشعبية والقوى الفعاله فى المجتمع البورسعيدى تقديم كل الوان واشكال الدعم المادى والمعنوى حتى تشق هذه الصحف طريقها ، وينبغى ان لا نتردد فى تقديم المساندة والدعم لهذه الصحف عن ايمان عميق بضروروة وجود منابر للرأى والحوار فى بورسعيد ، ويكفى ماصادفته الصحافة المحلية فى بورسعيد على مدى قرون من التضييق و التهميش , ولتكن اشراق ثورة الخامس والعشرين من يناير قوة دافعة لتنمية قدرات تلك الصحف وازدهارها ودفعها وتعزيز بقائها لأداء رسالتها فى خدمة المجتمع وهو دور يؤمن به محافظنا الجديد من خلال ايمانه العميق بالدميوقراطية والرأى الحر والحوار البناء .
أخلص التهانى القلبية لصحيفة الرأى البورسعيدى الالكترونية وللأخ الاستاذ عبد الفتاح حافظ لهذه الخطوة الجريئة وندعوا الله له ولكل زملائه فى اسرة تحرير هذه الصحيفة الناشئة بالتوفيق والسداد فى نقل الخبرمن موقعه ، والمعلومة الصحيحه من مصدرها .
الكاتب الصحفي
حمدي تمام
المصدر الرائ البورسعيدي