صالح في ورطة كبيرة بعد تصريحات خوجة وكلينتون
محيط
رغم تأكيدات الحزب الحاكم في اليمن حول عودة الرئيس على عبد الله صالح إلى بلاده خلال أيام ، إلا أن التطورات المتلاحقة ترجح عكس ذلك وتشير إلى أن ذهاب صالح للسعودية للعلاج بصحبة 35 من أقاربه وعدد من كبار مسئولي نظامه بدا وكأنه مخرج أعدته واشنطن والرياض لإنهاء الأزمة المتصاعدة في هذا البلد العربي .
ففي 6 يونيو ، دعت الولايات المتحدة صراحة الحكومة اليمنية الحالية إلى انتهاز فرصة غياب الرئيس علي عبد الله صالح وتواجده للعلاج بالسعودية من أجل بدء ما سمتها عملية الانتقال الديمقراطي.
واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في هذا الصدد أن مصلحة اليمن تقتضي سرعة نقل السلطة ورفضت في مؤتمر صحفي عقدته بواشنطن عقب لقاء نظيرها الفرنسي آلان جوبيه التعقيب على ما إذا كان يتعين على الرئيس اليمني العودة من السعودية حيث يتلقى العلاج.
كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أن "الوقت قد حان الآن للبدء في انتقال سلمي نحو عملية ديمقراطية".
وبالتزامن مع الموقف الأمريكي السابق ، أعربت السعودية عن أملها بأن يوقع صالح على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز بن محيي الدين خوجة عقب جلسة لمجلس الوزراء السعودي عقدت برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الإثنين الموافق 6 يونيو إن المجلس أعرب عن أمله بتجاوب جميع الأطراف بما يحفظ للجمهورية اليمنية أمنها واستقرارها ووحدتها.
وفي السياق ذاته ، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي أنها مستعدة لتفعيل المبادرة الخليجية التي تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحي صالح وتسليم صلاحياته إلى نائبه في غضون ثلاثين يوما ثم تنظيم انتخابات رئاسية بعد ستين يوما .
وقالت دول مجلس التعاون الخليجي على لسان الأمين العام عبد اللطيف بن راشد الزياني إن :"المبادرة الخليجية لا تزال تمثل الحل الأنسب".
ودعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأطراف المعنية في اليمن إلى التهدئة وضبط النفس ونبذ العنف والحيلولة دون تدهور الأوضاع في هذا البلد العزيز حفاظا على مصالح الشعب اليمني ومكتسباته.
ويبدو أن ردود أفعال المعارضة اليمنية ترجح أنه لا أمل في عودة صالح ، حيث قالت على لسان الناطق باسم ائتلاف أحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان :"سنعمل بكل ما أوتينا من قوة على منع عودته".
أضاف قحطان أن أحزاب اللقاء المشترك ترى خروج صالح إلى السعودية يوم السبت الموافق 4 يونيو من أجل العلاج "بداية نهاية هذا النظام الديكتاتوري والفاسد"، حسب تعبيره.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن قحطان القول أيضا إن المعارضة مستعدة للتعاون مع عبد ربه منصور هادي الذي كان نائبا للرئيس وأصبح القائم بأعمال الرئاسة بعد مغادرة صالح للسعودية، لكن المشكلة، حسب تعبير قحطان، هي هل سيقبل أولاد الرئيس بتسليم السلطة.
قصف القصر الرئاسي وكان صالح أصيب يوم الجمعة الموافق 3 يونيو في قصف تعرض له القصر الرئاسي بالعاصمة اليمنية صنعاء ، وذكرت محطة "بي بي سي" البريطانية أن صالح أصيب بشظية قرب قلبه وحروق من الدرجة الثانية في صدره ووجهه.
ورغم أن الحزب الحاكم أعلن أن صالح سيعود إلى صنعاء خلال أيام بعد إجرائه عملية جراحية ناجحة بالرياض ، إلا أن خصومه الذين يتظاهرون لإسقاطه منذ أربعة أشهر رفضوا عودته بشدة وبدءوا بالفعل في الاحتفال بعزله عن السلطة , وهو الأمر الذي شجع الرياض وواشنطن فيما يبدو على المضي قدما في إنهاء الأزمة خلال وجود صالح في السعودية للعلاج .
ويبدو أن الروايات المتضاربة حول هوية الجهة المسئولة عن الهجوم على القصر الرئاسي ، حيث أشار البعض إلى تورط منشقين عن الحرس الرئاسي في الهجوم ، فيما أشار البعض الآخر إلى احتمال أن يكون الهجوم تم بالتعاون بين واشنطن وجهات داخل اليمن للإسراع بإنهاء الأزمة .
وبصفة عامة ، فإنه في حال تأكد عدم عودة صالح لليمن ، فإن ثورات الربيع العربي تكون قد نجحت بإطاحة ثالث رئيس عربي من السلطة بعد التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.