نقلا عن mrsmisses.com
يشغل بال كل أم و أب قبل أن يرزقا بمولودهما، الاسم الذي سيسميانه به، و عملية التفكير في الاسم أو البحث عن اختيارات مهمّة ممتعة تجعل الوالدين في شوق و لهفة أكبر لرؤية صغيرهما الذي سيحمل هذا الاسم، و لكنها مهمّة محيّرة و دقيقة في نفس الوقت، لأننا عندما نفكر في الاختيارات، نرغب في اقتناء الأفضل لأن هذا الاسم سيشكل هوية الطفل، و سيحمله معه إلى الأبد، حتى و إن حاول تغييره رسمياً في المستقبل، فسيظل هو اسمه المتعارف عليه بين الأقارب و الأصدقاء و غيرهم
لذا وجب علينا كأمهات (و آباء) أن نتأنى في اختيار أسماء أبنائنا و أن نحرص كل الحرص على معرفة معاني هذه الأسماء، و إن كان يحدث في كثير من الحالات أن يخطط الوالدان لاسم معين، و يعتمدانه طوال فترة حمل الأم، و ما أن يولد المولود حتى يغيرانه إلى اسم آخر، و كما يقال: “المولود بيجي اسمو معو”.
و لتسهيل عملية اختيار الاسم، يمكنكِ أن تقومي مع زوجك بوضع لائحة بالأسماء التي تعجبكما
، و تقوما بالبحث في هذه اللائحة و مناقشتها و اختصارها تدريجياً إلى حين الوصول إلى الاسم الأنسب و الذي يتفق عليه كلاكما.
أذكر هنا بعض الخطوط العريضة التي يمكن اتباعها عند اختيار اسم الطفل:
1. أن يكون للاسم معنى جميل و محبب، أو على الأقل ألا يكون معناه سيئاً، و يجب تجنب تسمية المواليد بأسماء مجهولة المعنى :???: ، فقط لكونها (دارجة)، فقد تكون لها معاني غير محببة و أحياناً محرّمة.
2. أن يكون للاسم جرس موسيقي جميل، فلا يكون مزعجاً عند سماعه أو صعب النطق و الكتابة، فالأسماء السهلة تساعد الطفل في المراحل الأولى على سرعة تعلمها و تهجئتها و كتابتها، كما تساعد الآخرين على حفظ اسمه بسهولة.
3. أن يكو ن الاسم مميزاً ل***** حامله، فأنا لا أحبذ الأسماء التي ليست مؤنثة وليست مذكرة (أي تصلح للطرفين) لأنها تسبب الارتباك لحامل الاسم نفسه، و لمن يتعاملون معه أيضاً. (أذكر أني في فترة عملي، كنت أراسل أحد العملاء -الذين لا أعرفهم شخصيا-ً عبر الإيميل، و كنت دائماً أرسل الإيميل إلى: السيدة … و أخاطبها بصيغة المؤنث لأن الاسم يوحي بذلك، (بدون ذكر أسماء عشان ما حدا يزعل) و في مرة بعد 3 أو 4 مراسلات، قام هذا الشخص بالحديث معي على الهاتف، ليخبرني أنه سيد و ليس سيدة!!! 8O (طبعاً بعد ما طفح معو الكيل). كان موقفاً محرجاً جداً لي و له بالطبع
4. اختيار اسم الولد بحيث يدل على القوة و الشدة والشجاعة، و اسم البنت بحيث يدل على النعومة واللين و الأنوثة، و تكون حروفه ذات وقع موسيقي لطيف.
5. تسمية الأبناء أو البنات بأسماء دينية أو تاريخية مشرفة مثل أسماء الأنبياء و الصحابة والصحابيات، أو اختيار الأسماء من القرآن الكريم.
6. هناك موضة هذه الأيام بتسمية المولود باسم أحد المشاهير كالممثلين أو المغنيين أو السياسيين و غير ذلك، و أنا شخصياً لم أحب هذه الفكرة أبداً، لأنها لا تعطي أي تميز للمولود، فيكون اسمه منتشراً جداً بصورة مزعجة، كما أن هذه الشخصيات ليست هي الشخصيات المثالية التي يجب أن نقتدي بها أو نسمّي أبناءنا تيمّناً بها. (يعني مثلاً في العام الماضي، كان نصف المواليد مهند و نور، و النصف الثاني لميس و يحيى!!!)
7. التسمية بأسماء الأجداد و الجدّات و الأقارب: في بعض الحالات تجري العادة أن يسمي الابن الأكبر ابنه الأول و ابنته بأسماء أبويه، و في معظم هذه الحالات يكون هذا الاسم قديماً لا يلائم الزمن الحالي، مما يجعل حامله يتضايق منه و قد يكون محط استهزاء من أقرانه (خصوصاً في مراحل الدراسة)، و ينتهي به الأمر إلى أن يتحول إلى توتو و سوسو و فوفو بسبب الخجل من الاسم الأصلي، و يصبح معروفاً بهذا الاسم و يكون اسمه الأصلي مجهولاً لدى العديد من معارفه
. و أنا هنا لا أشجع على عقوق الوالدين، ففي بعض الحالات قد يغضب الأهل جداً من عدم اتباع هذه العادات، و قد يوصي أحدهما بذلك و هو على فراش الموت، و في هذه الحالة لا مفر من تنفيذ الوصية، و لكن إن كان من المتاح التناقش في الأمر و الخروج بحل يرضي جميع الأطراف، فذلك هو الأفضل.
و علينا أن نتذكر قول الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم فأحسنوا أسمائكم “.