افتح قلبك مع د. هبة ياسين .. ومن الحب ما خنق!!
الدكتورة هبه يس خبيرة العلاقات الأسرية
(مش ممكن هاتلاقى حد يحبها أدى)، ( دانا كنت بادلعها وشايلها من على الأرض شيل)، (ماكنتش بابعد عنها ثانية واحدة)، (عمرى ما زعلتها أو أجبرتها على حاجة).
(طول الوقت كنت بأنفذ كلامه وطلباته بالحرف)، (كنت قايداله صوابعى العشره شمع)، (كنت بافكر فيه اكتر ما بافكر فى نفسى)، (المهم عندى دايما انه يكون راضى ومبسوط)...
عبارات مليئة بالحب والتفانى والتضحية والإخلاص، وتعكس مشاعر حقيقية،واهتمام غير مشكوك فيه من صاحبها، ولكننا دائما ما نسمعها من أزواج أو محبين تعرضوا للهجر من شركائهم، يا ترى ليه؟ إيه الغلط اللى عملوه؟، ليه اللى بيحب بالشكل ده غالبا ما يتعرض لقلة التقدير بل ومعاقبته بالابتعاد عنه أحيانا؟...
أولا وقبل أى تحليلات للموقف، فالقلوب جنود مجنده، والعلاقات أمر قدرى لا يمكن منع حدوثها أو فرضه إذا خالف هذا ما كتب لنا، لهذا فقد لا يكون هناك سبب محدد لترك إنسان شريك حياته، وقد تكون الأسباب خارجية، وقد تكون متعلقة بالطرف الآخر لا الشخص المهجور، لكننا فقط نحاول أن نتناول ما بأيدينا من نقاط، والتى من الممكن أن تغير الحال فى بعض الأحوال...
1) قد تقدم (التفاح) طوال الوقت لأنه أغلى الثمار، وتنسى أننا كبشر نشتهى الرخيص منها أحيانا:
فقد يبذل الشخص عطاء غير محدود بالفعل لشريك حياته، كان تراعى الزوجة زوجها وكأنها أمه فى بعض الأحوال، وهذا شعور نبيل وقمة فى التضحية فعلا، لكنه قد يفتقد منها إلى الإحساس بالصديقة التى يستمتع بالحوار والنقاش معها.
وقد يمنح الزوج مالا بلا حدود، ورفاهية مطلقه لزوجته، وذلك شىء تتمناه كل النساء، لكنها قد تفتقد منه إلى قليل من الوقت الخاص بهما وحدهما، والذى قد لا يتوفر أحيانا على الرغم من بساطة وعدم تكلفة الطلب.
2) أنا أحب ( الأرز) إذا سأقدم لك (الأرز) أنت أيضا:
قد نقدم (توليفه) متنوعة من أنواع الحب، وقد نغير من أدوارنا كمحبين من وقت لآخر، لكننا نقع فى خطأ شائع جدا، ألا وهو أننا نمنح الحب الذى نريده، لا الذى يحتاجه الآخر، فقد ترى إحدى الزوجات أن الحب الحقيقى هو أن تعمل على راحة زوجها، وألا تشغل ذهنه وتحمله بالأعباء المادية والمعنوية، وذلك لأنها تتمنى أن يراعيها الآخرون بنفس الطريقة، فى حين أنه قد يشعر أن فى ذلك إقصاء له من حياتها، وأنها تقلل من أهميته داخل بيته وأسرته.
كذلك قد يرى زوج ما أن قمة التعبير عن الحب والاهتمام يتمثل فى (العلاقة الحميمة) مثلا، وجودتها كما وكيفا، لأنه يؤمن بأهمية هذا الأمر فى حياته، بينما قد لا يمثل هذا الأمر الكثير بالنسبة للزوجة، وربما تتمنى أن يقلل من اهتمامه بهذا الشأن فى مقابل زيادة (الكلام الحلو)، أو (الخروجات العائلية) أو حتى (زيادة المصروف).
3) لا تحب (كالقنفد):
هناك قصة معروفة عن مجموعة من (القنافد)، تلك الحيوانات المعروفة بوجود الأشواك المدببة على أجسادها، هذه المجموعة كانت متحابة جدا، وترغب فى مزيد من الترابط فيما بينهم، لهذا حرصوا على ألا يفارقوا بعضهم أبدا، وأخذوا يقتربون جسديا من بعضهم البعض شيئا فشيئا، وأخذت المسافة بينهم تتقلص مع الوقت، حتى جاءت اللحظة التى نفر فيها الجميع من بعضهم، وقرروا التباعد إلى حيث لا رجعه، أتعرف لماذا؟، لأنهم اكتشفوا أن التقارب أكثر من اللازم سيجعل كل منهم يؤذى الآخر بأشواكه، هكذا نحن البش أيضار، يجب أن يكون لكل منا مساحته الشخصية والخاصة جدا، والتى نشعر بالضيق والاختناق والنفور إذا اخترقها أحدهم، حتى ولو كان بدافع الحب والاهتمام.
فقد تكون تحب بصدق، فتحاول ألا تبتعد عن محبوبك أبدا، وأن ترافقه طوال اليوم، وفى جميع المناسبات، وأن تعرف كل ما يفكر فيه، و يخطط له، وألا يكون منفردا بصديق أو قريب بدونك، وإن تكون أنت أول من يعرف أفراحه وأحزانه، وخواطره ومشاكله، و و و ...
كل هذا جميل، لكن كن حذرا ، لا تكن كالقنفد، لا تتطفل على مساحته الشخصية، واترك له بعضا من الوقت ليكون منفردا، أو مع غيرك، فحقا و بلا جدال (من الحب ما خنق)!!.
اليوم السابع