محافظون أطاح بهم المواطنون ونفذ القرار مجلس الوزراء.. ضياء الدين لقب بـ"ديكتاتور المنيا".. وأهالى المنوفية دقوا الطبول لخلع عمارة.. وسمير سلام عجلت به تقارير المركزى للمحاسبات
جاءت حركة المحافظين الجدد بعد انتظار دام ومطالب شعبية أكد عليها ثوار 25 يناير، ونفذها مجلس الوزراء برئاسة د. عصام شرف أمس، الخميس، وشملت 5 من رجال الحزب الوطنى، و9 من قيادات الجيش، و8 من قيادات الداخلية.
وكان هناك أكثر من سبب للإطاحة بعدد كبير من المحافظين، إما لمخالفات مادية ومالية وإدارية، وإما لتصريحات مستفزة هزت كيان الشارع المصرى، وإما لعجزهم فى حل الأزمات والسيطرة على الكوارث، وإما انتماءاتهم القديمة للحزب الوطنى والنظام السابق، وهو ما يرفضه الشعب الآن.
بداية اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية، كان على خلاف دائم مع أمين الحزب الوطنى بالمحافظة، بالرغم من أنه كان يردد بأنه يعمل تحت رئاسة حكومة الحزب الوطنى، ويحب المديح ويتسع صدره له، وتظهر انفعالات قوية عندما يسمع الذم.
ورغم حرصه الشديد على المال العام، إلا أنه فى الفترة الأخيرة ظهرت العديد من المخالفات التى كشفها الجهاز المركزى للمحاسبات، من إهدار 3890 مليون جنيه فى الإنارة العامة، وتخصيص مساحات كبيرة لضباط الشرطة فى مدينة جمصة، وحصل منها المحافظ شخصياً على مساحة فيها، إلا أنه قرر إلغاء تخصيص الأرض بعد اكتشاف ذلك.
أما الدكتور محمد محمود يوسف، محافظ دمياط، فقد أعفى من منصبه ضمن حركة تغيير المحافظين، وهو لم يمض سوى شهرين تقريباً فى منصبه، استهل بداية مسئوليته بأزمة كادت أن تطيح به بعد يومين فقط على خلفية تصريح له لإحدى القنوات التليفزيونية، بأن أبناء دمياط لا ينتظرون أموال تعويضات متضررى أحداث يناير، وهو ما أثار غضب جموع الحرفيين بدمياط، ونظموا وقفة احتجاجية ضده أمام ديوان عام المحافظة.
تلا ذلك خبر نشر على العديد من صفحات الفيس بوك، حول تحذير يوسف من زراعة الأرز بدمياط، لحين توفير خط مياه لشركة موبكو للبتروكيماويات بميناء دمياط، والتى مازالت محل رفض شعبى من أهالى دمياط.
وقام اللواء سامى عمارة، محافظ المنوفية السابق، بالتوقيع على قرار قبول استقالة اللواء السيد سالم المستشار الهندسى له، ويعد هذا القرار آخر ما وقع عليه المحافظ السابق من قرارات قبل ترك منصبه كمحافظ للمنوفية ومغادرة مكتبه.
وفى سياق متصل، رحب عمال غزل شبين الكوم بقرار الإقالة، مؤكدين أن المحافظ السابق هو السبب فى سحب نادى شركة الغزل من اتحاد المساهمين المملوك للعمال، مؤكدين أن "عمارة" لم يقم بحل أى مشكلة داخل المصنع، وأن العمال هم من قادوا المفاوضات التى جاءت بجزء كبير من حقوقهم المهدرة.
ويذكر أن آخر ما حرص عليه اللواء عبد الجليل الفخرانى، محافظ الإسماعيلية السابق، هو تأكده على التصدى لمن يحاولون التعدى على أراضى الدولة، كما طالب رؤساء الوحدات المحلية والقرى والمدن بالمحافظة، بضرورة التواجد طوال اليوم، وعدم التقاعس مع تهديد من يعرقل مشاكل المواطنين.
وشهدت الأحداث ما بعد ثورة 25 يناير بالإسماعيلية، حالة من التمرد من بعض العاملين بالمحافظة تحت مسمى "التغيير"، والتى أسفرت عن ظهور العديد من المشاكل منها: البطالة، وتردى النظافة فى المدينة، وقطع التيار الكهربائى بحجة ترشيد الكهرباء، والعديد من المشاريع التى كلفت الملايين دون جدوى.
بينما قضى اللواء نبيل العزبى فى أسيوط، قرابة الـ5 سنوات منذ عام 2006، انقسمت فيها أسيوط حول هذه الشخصية التى اتسمت بالحزم والصرامة والقسوة فى بعض الأحيان.
كان من أهم قراراته إغلاق الطريق الصحراوى الشرقى بعد حادث أتوبيس المنيا، وإقالة بعض قيادات مديرية التربية والتعليم، وكان آخرهم وكيل وزارة التربية والتعليم بعد كثير من الاختلافات بينهما.
كما أصدر أوامر بإزالة 2652 حالة تعدى على الأراضى الزراعية بأسيوط خلال فترة الثورة وبعدها، كما قرر إطلاق اسم شهيد الثورة حجازى فوزى على أحد الشوارع، كما بدأ بحملة تبرعات لإنشاء أكبر مركز لزراعة الكبد فى الصعيد، وقدم 2 مليون جنيه لبدء الحملة.
بينما لقب الدكتور أحمد ضياء الدين بمحافظ الكوارث، وطالبه أهالى المنيا بالرحيل أكثر من مرة، حيث إنه جمع رئاسة مجلس إدارات الصناديق والجمعيات حتى جريدة صوت المنيا، إضافة إلى فرض رسوم وإتاوات على المواطنين تحت مسمى تقنين الأوضاع، إلى جانب القانون 119 الذى قام خلاله المحافظ بفرض رسوم على توصيل المرافق للعقارات، وأيضا كان منفرداً بالقرارات دون النظر إلى توصيات المجلس المحلى.
ومما زاد من إثارة غضب المواطنين عليه، وسحب سلطات جميع رؤساء مجالس المدن ووكلاء الوزراء، هو ما قام به من سحب جزء كبير من حصة المخابز المطورة لإنتاج الخبز الأبيض.
اليوم السابع