كاتب إسرائيلى: حبس "مبارك" سيدفع زعماء عرب للهروب من بلادهم
"ثلاثة قادة.. معمر القذافى وبشار الأسد وعلى عبد الله صالح، هم على يقين من أنهم قد يلاقوا مصير الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك، ولذلك فالهروب هو تطلعهم الأخير حتى لا يواجهون ذلك المصير المؤلم"، هكذا بدأ المحلل السياسى الإسرائيلى المخضرم فى الشئون العربية والسياسة المصرية، تسيبى برائيل، تقريره المطول بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية عقب نشر خبر حبس مبارك على ذمة التحقيق لمدة 15 يوما، مضيفا أن هؤلاء الزعماء الثلاثة سيفضلون طريقة الرئيس التونسى المخلوع، زين العابدين بن على، بالهرب خارج بلادهم عن بقائهم فيها حتى لا تكن نهايتهم كنهاية "آل مبارك".
وأضاف برائيل أن كلا من هؤلاء القادة الثلاثة قرروا قمع المظاهرات والثورات التى نشبت ضد نظام حكمهم بالعنف والقسوة المفرطة لوأد تلك الاضطرابات الشعبية، بل وإن كلا منهم وعدوا بإجراء إصلاحات دون الالتزام بجدول زمنى، وقرر كل واحد منهم تجاهل كل الضغوط الدولية والعربية فى محاولات التسوية.
وأوضح المحلل الإسرائيلى أن أهم المعارك التى خاضتها تلك الأنظمة هى المعركة "الحامية الوطيس" التى شنها الرئيس الليبى معمر القذافى ضد معارضيه من أبناء بلده، حيث قتل حوالى 300 شخصا بمدينة "مصراتة" وحدها، بالإضافة لاشتباكات مسلحة بمدينة "أجدابيا" التى يسيطر عليها معارضو القذافى ونظامه، بالرغم من هجمات قوات حلف شمال الأطلسى على أهداف أرضية تابعة لكتائب القذافى.
ونشرت الصحيفة العبرية فى متن تقرير برائيل صورة للرئيس المخلوع ،حسنى مبارك، أثناء استقبال نظيره السورى، بشار الأسد، فى منتجع بمدينة شرم الشيخ على البحر الأحمر 30 نوفمبر عام 2004، فى إشارة إلى ما قد يحدث للرئيس السورى من مصير مماثل لنظيره المصرى السابق.
وقالت هاآرتس، تعليقا على الصورة المنشورة، إنه فى غضون ذلك، يواصل الرئيس السابق حسنى مبارك التفكير فى حل نهائى للخروج من مصر، بعد قرار حبسه واستجوابه بجانب استجواب نجليه "جمال وعلاء" بمستشفى فى شرم الشيخ.
وأشار برائيل إلى أن التحقيق مع مبارك ونجليه، تمحور حول اتهامات رئيسية وهى الاختلاس وقتل المتظاهرين خلال يوم "جمعة الغضب" يوم 28 يناير الماضى، بالإضافة للهجوم على المتظاهرين فيما عرف إعلاميا بـ "موقعة الجمل".
ورأى المحلل الإسرائيلى أن اعتقال مبارك ونجليه يعد من أهم التدابير التى قام بها النظام الجديد بالقاهرة لتهدئة الجمهور المصرى، الذى شعر الكثير منهم بالإحباط بسبب التباطؤ نحو الإصلاح السياسى والاقتصادى وأيضا طول الفترة التى سبقت قرار حبس آل مبارك.
وقال برائيل "لكن.. قبل ساعات المساء نشرت محطات التلفزيون المصرى تدهور حالة مبارك الصحية وأنه قد أصيب بـ "أزمة قلبية" وأن التحقيق معه تم فى المستشفى، وبالتالى على هذا النحو سيتم اشتعال الجدل الدائر حول الإصلاح السياسى مع مسألة ينبغى أو لا ينبغى ألا يسمح لسفر مبارك إلى خارج البلاد لتلقى العلاج الطبى".
وعودة للشأن الليبى، أشار برائيل إلى أن وزير الخارجية الليبى المرتد عن نظام القذافى ،موسى كوسى، والذى كان مديرا أيضا للاستخبارات الليبية لفترة طويلة من الوقت، حذر فى لندن مؤخرا خلال زيارته الأخيرة لها من أن ليبيا من الممكن أن تتحول الى صومال جديدة إذا لم يتحقق انتصار عسكرى حاسم.
وعن بشار الأسد، الرئيس السورى، قال برائيل إنه أفضل حالا من القذافى لعدة أسباب، وهى أنه لا تعارضه القوات المسلحة، مثل المجموعات المتمردة بليبيا، ولا توجد تقارير عن انشقاقات سياسية من جانب المسئولين فى حزب البعث، بل وأن معظم الضغوط الغربية على الأسد ليست بنفس القوة التى واجهها القذافى والتى أدت فى نهاية المطاف للتدخل الدولى فى ليبيا.
وقال برائيل "واشنطن قد تدين القمع العنيف، لكنها لن تطلب الإطاحة بالأسد، وهكذا يمكن للرئيس السورى بإحاطة المدن السورية بدباباته، وإطلاق النار على سكان البيضاء، ووضع حظر التجول الصارم ضد درعا، وقطع خطوط الكهرباء وخدمة الإنترنت، واعتقال مئات من الناشطين والمتظاهرين"، مضيفا أنه خلافا لليبيا وتونس ومصر، فإن الجيش السورى هو جزء لا يتجزأ من النظام فى البلاد.
وعن اليمن والرئيس اليمنى على عبد الله صالح قال برائيل إنه على استعداد لاختبار قدرة معارضته للإطاحة به ، كما أنه يميل على بعض زعماء القبائل الذين لا يزالون يدعمون حكمه، أو الموافقة وفقا للتسوية التى سوف تغير القيادة تدريجيا وتتم عن طريق إجراء انتخابات جديدة، مضيفا أنه يتم رفض هذه المقترحات وغيرها من قبل المعارضين الذين يطالبون بالإطاحة بصالح كشرط لأية تسوية.
اخبار مصر