الجارديان: بعبع الثورة المضادة يهدد المستقبل الديمقراطى لمصر

الجارديان: بعبع الثورة المضادة يهدد المستقبل الديمقراطى لمصر
اليوم السابع

تواصل الصحف العالمية تعليقها على الأحداث الدامية التى شهدها ميدان التحرير فجر السبت الماضى، وتقول صحيفة الجارديان فى المقال الذى كتبه خالد دياب تحت عنوان "بعبع الثورة المضادة" إن الخوف من انتقام بقايا النظام القديم لا يجب أن يُستغل لتقييد الحريات التى حصل عليها المصريون بصعوبة، وأن يُستخدم هذا الخوف فى مهاجمة المحتجين السلميين. واعتبر الكاتب أن ما حدث فى ميدان التحرير من هجوم بالأسلحة النارية أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة العشرات قد سحق الآمال بمستقبل أكثر ديمقراطية فى البلاد.

ورأى دياب أن العنف الذى وقع فى التحرير لم يكن العمل الوحيد الذى تم تبريره بهذا الشكل، فهدم الأضرحة الصوفية وحرق كنيسة أطفيح وأعمال العنف المتلاحقة وحتى إضرابات العمال وُصفت جميعاً بأنها من أعمال الثورة المضادة.

وانتقد الكاتب القانون الذى تمت الموافقة عليه قبل أسبوعين من قبل المجلس العسكرى والذى يجرم الإضرابات والاحتجاجات والاعتصامات التى من شأنها وقف سير العمل، قائلاً إن الغموض الذى يحيط به يجعل أيا من يشارك فى الاحتجاجات عرضة للسجن فترة تصل إلى ثلاث سنوات.

وحذر دياب من أن الخوف من الثورة المضادة ربما يمتد ليشمل كل أنواع الحريات وفرض القيود على وسائل الإعلام والمجتمع المدنى مثلاً، بزعم أن بعض عناصره جزء من خطة الثورة المضادة.

ويمضى الكاتب فى القول إن أفضل الوسائل لتحقيق الاستقرار السياسى الذى يطمح إليه الجميع دائما لا يزال محل نقاش. وما تحتاجه مصر الآن هو الاستقرار الحقيقى الذى يقوده المساواة الاجتماعية والحرية السياسية والتطبيق العادل للقانون بدلاً من الاستقرار الزائف الذى تفرضه القوانين القمعية واليد الثقيلة للأمن الوحشى.

وختم الكاتب مقاله بالقول إنه حتى الآن لا أحد يفهم بشكل واضح التهديد الذى تمثله الثورة المضادة وماهية أهدافها وما الذى تحاول تحقيقه أو وسائل ذلك، لكن هناك بعض الجماعات التى تستغل ذلك لاتهام معارضيهم وتسىء استخدامها لتقييد الحريات.