تصوير محمد عبد الغني
هاجم ممثلو النقابات المهنية والنقباء جلسات الحوار الوطنى الماضية، لتجاهلها دعوة النقابات المهنية، باعتبار أن النقابات المهنية تمثل غالبية مطالب الشعب، ووصفوه بأنه حوار غير مكتمل، ومحاولة لامتصاص غضب الشعب المصري من الثورة المضادة، مشيرين إلى عدم صدق النوايا الراعية لهذا الحوار.
وقال الدكتور شريف قاسم، أمين عام اتحاد النقابات النقابية ونقيب التجاريين: «النقابيون مندهشون من استمرار حالة التهميش والتجاهل التى كانوا يعاملون بها قبل الثورة، رغم أن النقابات المهنية تمثل طليعة المثقفين المصريين، وتعبر عن الطبقة المصرية المتوسطة، ويبلغ عدد ممثلي النقابات أكثر من 8 مليون نقابي يمثلون مختلف القطاعات».
وشدد قاسم على ضرورة أن تصبح النقابات المهنية، في الوقت الراهن، مستشاراً للدولة وأجهزتها المختلفة، ولا يتم تجاهلها مرة أخرى، مع ضرورة أن يتم التعامل مع النقابات على قدم المساواة، وليس تدليل البعض والالتفاف على مطالب البعض الآخر – على حد قوله.
وأشار نقيب التجاريين إلى أن النقابات المهنية عانت على مر تاريخ الحكومات المتعاقبة من جور وتهميش، وهو أمر لا يمكن أن يُحتمل بعد ثورة يناير، منتقدا جلسات الحوار الوطني الذي قال إنها «تمت بعشوائية وكانت لقاءات إعلامية أكثر منها حقيقية وغير فعاله، شكك الشعب فى جدواها لعدم حضور ممثلين عن دائرة صنع القرار سواء من المجلس العسكري أو الحكومة».
ومن جانبه، قال الدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء، «إنها ليست المرة الأولى الذى يتجاهل فيه القائمون على إدارة الحوار الوطنى النقابات المهنية، فقد سبق وأن تجاهلها الحوار الذى أداره سابقاً، اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، رغم إرسال النقابات له، كما تم تجاهل اتحاد النقابات المهنية الذي يتولى مسئوليه هذا الحوار، ولم يتم دعوته حتى الآن».
وأضاف أن الحوار الوطنى غير مكتمل وفى حاجه إلى مراجعة، والنقابات لديها العديد من القضايا تود طرحها خلال الحوار، وهى أكثر دراية بمطالب الشعب وأكثرها قربا منه. وانتقد السيد جلسات الحوار السابقة، قائلاً: «ركزت على قضايا فرعيه بعيده عن مطالب الشعب المشروعة، وأهملت القضايا الحيوية».
واتفق معه المهندس طارق النبراوي، عضو تجمع مهندسون ضد الحراسة، في أن الحوار الوطنى السابق، الذي كان برعاية الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء، حوراً ناقصاً، يلاحظ منه تجاهل مغرض لدور النقابات المهنية، التى تعانى على مر تاريخها من التهميش بسبب القيود التى فرضها النظام السابق على نشاطها.
وأشار إلى أن النقابات المهنية في الفترة المقبلة ستشارك بفعالية وذلك بعد رفع القيود التى عانت منها في السابق وهو ما كان مدبراً لإبعادها عن المسرح السياسي.
وشدد الدكتور على حبيش، نقييب العلميين، على ضرورة دعوة النقابات المهنية في جلسات الحوار الوطنى، لأنها القوى المحركة لكل مقومات المجتمع، وعمود التنمية في دول الخارج.
وقال الدكتور عبد الله زين العابدين، أمين عام نقابة الصيادلة، إن ما يتم حالياً من حاله من إغفال لدور النقابات وعدم مشاركتها على المستوى المهني والسياسي يؤكد قصور نظر القائمين على الحوار ، ويعد إهداراً لرأى شريحة هامه في المجتمع تتمتع بدور وطني، وتكبيد لدورها.
وهاجم الدكتور سامي سعد، نقيب العلاج الطبيعي، الحكومة المصرية قائلا: «للأسف مازالت الحكومات المتعاقبة على مصر تصر على تجميد دور النقابات المهنية وتجاهل إجراء حوار دائم معها رغم أن هدفها المشاركة في الحياة السياسية بما يتفق مع الصالح العام.
وطالب محمد غريب، نقيب المرشدين السياحيين بمشاركة ممثلي النقابات وذلك لوضع خريطة طريق للخروج بالبلاد من الأزمة، كما أن المشاركين في الحوار يغيب عنهم صفة التخصصية ـ على حد تعبيره.
وقال عبد السلام جمعة، نقيب الزراعيين، إن النظام السابق حَول النقابات المهنية إلى نادي اجتماعي، غاب خلاله الدور الحقيقي والفعال للنقابات، مشدداً على ضرورة أن يجرى «الحوار الوطنى» مع كافة أطياف الشعب وممثلين عن كل نقابة مهنية في مصر.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]