الظاهر بيبرس (قبل السلطنه)
الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البندقداري الصالحي النجمي . ( اتولد حوالي سنة 1221 - اتوفى 2 مايو 1277 ). رابع سلاطين الدولة المملوكيه وبيعتبر من أعظم سلاطينها و المؤسس الحقيقي ليها و من أعظم اللى حكمو مصر عبر التاريخ.
قومندان عسكرى و سياسى فذ على مستوى التاريخ و العالم ، حقق انتصارات كتيره ضد الصليبيين و المغول وغيرهم عسكرياً و سياسياً من غير ما ينهزم فى أى معركه. لقبه مؤرخين بـ " نابوليون مصر " بغض النظر عن ان بيبرس ما خسرش ولا معركه عسكريه و نابليون خسر.
قبل ما يتسلطن لعب دور رئيسى فى هزيمة الصليبيين فى معركة المنصورة سنة 1250 و هزيمة المغول فى معركة عين جالوت. قعد على عرش مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت و إغتيال السلطان سيف الدين قطز. حكم من سنة 1260 لغاية وفاته بعد معركة الأبلستين ضد المغول سنة 1277. أحيا الخلافه العباسيه في القاهرة بعد ما قضى عليها المغول في بغداد ، و انشأ نظم اداريه جديده فى الدوله ، و دخل في حروب كتيره ضد الصليبيين و المغول ، و اشتهر بذكائه العسكري و الدبلوماسى ، و كان له دور كبير فى تغيير الخريطه السياسيه و العسكريه فى منطقة البحر المتوسط. قضى على الحشاشين فى الشام سنة 1273. حكم 17 سنه و شهرين .
الدوله المملوكيه فى أكبر توسع ليها
قصة حياة الظاهر بيبرس فى حد ذاتها تشبه الأساطير و حواديت الف ليله و ليله. الظاهر بيبرس اللى كان بيحب التاريخ و بيهتم بيه و كان بيقول : " سماع التاريخ أعظم من التجارب " اتحول لرمز من رموز الشهامه و البطوله في الوجدان الشعبي المصرى و اتعملت له فى مصر أكبر سيره شعبيه اتعملت لحاكم عبر التاريخ إسمها سيرة الظاهر بيبرس.
. اصله
الفتره اللى اتولد فيها بيبرس كانت فتره حالكه مليانه حروب و مآسى. فى الحروب فى الزمن ده كانت المدن بتتحاصر بألات الحصار و كانت يا إما تقاوم لغاية ما ترد المحاصرين ، أو تستسلم و تطلب الامان ، أو تقاوم لغاية ما تقع فى ايد المحاصرين ، و فى الحاله دى كانت بتقتحم من غير ما يكون من حقها طلب الأمان فكان المحاصرين بيدخلوها و الغل ماليهم فيدمروها و ينهبوها و يقتلوا و يأسروا سكانها و يسبوا ستاتها و يخطفوا عيالها. فى الظروف دى راجت اسواق بيع العبيد اللى أصلاً ما كانوش عبيد لكن شاء حظهم الوحش انهم يتإسروا فى الحروب و يتباعوا فى اسواق العبيد. بيبرس اتولد حوالى سنة 1221 و دى الفتره اللى اجتاح فيها المغول بقيادة جنكيز خان أراضي الدوله الخوارزميه و استولوا على بخارى و سمرقند و اتقدمت جحافلهم فى اتجاه شرق اوروبا ، و فى سنة 1237 اقتحموا بولغار-على-الفولجا و هما فى سكتهم على روسيا و اوروبا. المنطقه دى فى شمال البحر الاسود كانت عايشه فيها قبايل من الترك القبجاق ( أو القفجاق ) اللى اتفق المؤرخين ان بيبرس كان منهم. كلمة " ترك " فى الأزمان دى كانت كلمه عامه بيتقصد بيها شعوب و قبايل كتيره مش اتراك تركيا بتاعة دلوقتى و حتى المغول كانوا بيتسموا ساعات ترك. الأتراك بتوع تركيا دلوقتى كانوا بيتسموا الروم.
وصوله مصر
وصل بيبرس مصر و انضم لمماليك الصالح أيوب.
المتفق عليه ان بيبرس اتخطف من مكان ما و هو طفل صغير و فضل يتنقل من مكان لمكان لغاية ما اتعرض للبيع فى سوق العبيد فى حماه. المؤرخ محيى الدين بن عبد الظاهر ماقالش حاجه عن الفتره دى ، فى الغالب عشان ما يحرجش بيبرس اللى كان بيقرا اللى بيكتبه و بيقابله من وقت للتانى. لكن المقريزى و مؤرخين تانيين قالوا انه وصل حماه مع تاجر و اتعرض للبيع على الملك المنصور محمد حاكم حماه لكن ما عجبهوش فراح التاجر بيه على دمشق و باعه هناك بتمنميت درهم لكن اللى اشتراه رجعه للتاجر تانى لإن كان فيه حاجه زى مايه بيضه (كتاراكت ) فى عين من عيونه ، فأشتراه الأمير " علاء الدين أيدكين البندقدار " .
بيبرس كان طويل و أسمر و صوته جهورى و عينيه كانت فيها زرقه ، و كان فيه نقطه بيضا فى واحده منهم. قعد بيبرس فتره فى خدمة علاء الدين أيدكين و بعدين أخده منه الصالح أيوب سلطان مصر وبقى من مماليكه، و بالطريقه دى بيبرس وصل مصر.
الأيوبيين من بداية عصرهم اتوسعوا فى شرا المماليك الترك ، و كانوا بيجيبوا عساكر مماليك متدربه جاهز و متعودين على خوض الحروب. لكن لما الصالح نجم الدين أيوب وصل الحكم الموضوع كبر واتطور، وبقى يشترى مماليك صغيرين فى السن ما يعرفوش لا فى الحرب ولا فى شيل السيوف. وبنى لهم معسكرات وبراج في جزيرة الروضه في القاهره وقعدهم هناك وياه بعد ما عزل من قلعة الجبل.
بزوغ نجم بيبرس
نجم بيبرس بزغ سنة 1250 وقت الحمله الصليبيه السابعه على مصر
نجم بيبرس بزغ فى معركة المنصوره سنة 1250. قبلها بسنه كانت الحمله الصليبيه السابعة اللى قادها الملك الفرنساوى لويس التاسع فرغت حمولتها من العسكر و السلاح على بر دمياط و احتلتها ، و لما قرر لويس التقدم للقاهره طلع المماليك البحريه و الجمدارية على فرسانه فى المنصوره و بادوهم بقيادة زعيم المماليك البحريه فارس الدين أقطاى الجمدار اللى بقى القائد العام للجيوش المصريه بعد ما اتقتل قائد الجيش الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ فى جديلة جنوب المنصوره.
خطة معركة أو مصيدة المنصوره اللى عملها كان ركن الدين بيبرس البندقدارى بموافقة شجر الدر الحاكمه الفعليه لمصر فى الفتره دى بعد موت جوزها و سلطان مصر الصالح أيوب وقت احتلال الصليبيين لدمياط.
نهاية حكم الايوبيه و هروب بيبرس على الشام
بعد ما انتهت الحمله الصليبيه السابعه و اتسمح للويس التاسع بالخروج من مصر بعد ما اشترى حياته بدفع ديه ، اتقتل السلطان توران شاه أخر ملوك الأيوبيه فى مصر. شجر الدر و المماليك كانوا استدعوا توران شاه من حصن كيفا بعد ما مات ابوه ، و نصبوه سلطان على مصر عشان يمسك البلد و يقود الجيش المصرى ضد القوات الصليبيه الغازيه. لكن بعد ما الحرب خلصت ابتدى توران شاه يضايق شجر الدر اللى عملته سلطان و قعد يطالبها برد فلوس و مجوهرات ابوه ، و فى نفس الوقت قعد يهدد المماليك و يستبعدهم من المناصب ويحط مكانهم صحابه اللى جم معاه من حصن كيفا لغاية ما المماليك اتآمروا عليه بمشاركة بيبرس و قتلوه فى فارسكور. بعد موت توران شاه نصب المماليك شجر الدر سلطانه بإعتبارها أرملة السلطان الصالح ايوب و أم ابنه خليل اللى برضه كان متوفى ، و طلبوا من امرا الايوبيه فى الشام الاعتراف بسلطنتها. طبعا الايوبيه ما وافقوش لإن موافقتهم كان معناها نهاية دولتهم فى مصر ، و لا وافق الخليفه العباسى المستعصم بالله فى بغداد و بعت قالهم لو ما عندكوش رجاله فى مصر قولوا نبعت لكم. موافقة الخليفه العباسى كانت مهمه لانها كانت بتدى الحكام اياميها شرعيه للحكم. لما شاف المماليك ان العمليه مش ماشيه بالطريقه دى راحت شجر الدر خالعه نفسها و اتجوزت الأمير المملوكى عز الدين أيبك واتنازلت له عن العرش عشان يرضوا الخليفه طالما انه كان عايز راجل يمسك الحكم. لكن المشاكل مع الايوبيه ما انتهتش و قامت صراعات مسلحه انهزم فيها الأيوبيين.
الصراعات المسلحه بين مماليك مصر و أيوبية الشام و انتصارات المماليك عليهم ادت المماليك فى مصر مكانه كبيره و بقوا مسيطرين على كل حاجه بقيادة زعيمهم فارس الدين أقطاى الجمدار و ده خلا السلطان أيبك يحس بالقلق من ناحيتهم و بقى خايف يطيحوا بيه فراح مدبر مؤامره مع أعز مماليكه الأمير سيف الدين قطز و قتلوا سيف الدين أقطاى فى قلعة الجبل. و بكده انقسم المماليك لفريقين. فريق السلطان أيبك اللى بيقوده قطز زعيم المماليك المعزيه و فريق المماليك البحريه اللى بيضم ركن الدين بيبرس و قلاوون الألفى. المرحله دى مهمه بالنسبه لموضوع قتل قطز بعد معركة عين جالوت. بعد ما فهم المماليك البحريه ان ايبك و قطز ناويين يخلصوا عليهم هربوا من مصر فى نفس ليلة قتل زعيمهم اقطاى و اتفرقوا فى البلاد ، فيه منهم هربوا على الكرك و فيه منهم هربوا على سلطنة الروم السلاجقه لكن الفريق المهم اللى فيه بيبرس و قلاوون و بلبان الرشيدى و غيرهم من كبار الأمرا هربوا على سوريا عند ملك دمشق الأيوبى الناصر يوسف اللى فرح بيهم على اساس انهم ممكن يساعدوه على استرداد مصر للأيوبيه.
حاول الناصر يوسف مهاجمة مصر بمساعدة البحريه الهربانين عنده لكن مصر بإمكانيتها العسكريه كانت اكبر منه بكتير فانهزم هو و البحريه على ايد أيبك و قطز فى كل محاولاته. الخليفه العباسى اللى كان حامل هم المغول اللى بقم قريببن من بغداد قدر يعمل معاهدة صلح بين أيبك و الناصر يوسف فلما شاف بيبرس و البحريه ان الصلح ده مضر ليهم و معناه انهم حايفضلوا لاجئين فى سوريا و مش حا يعرفوا يرجعوا مصر راحوا على الكرك عند الملك المغيث عمر ملك الكرك الأيوبى و وزوه على غزو مصر. فى الوقت ده اتقتل السلطان أيبك و حل محله ابنه نور الدين على و ده كان طفل كل اهتماماته كانت تربية الحمام و مناطحة الكباش و ركوب الحمير فى القلعه . الحاكم الفعلى لمصر بقى الأمير قطز. رفض بيبرس و البحريه الهربانين فى الكرك الاعتراف بسلطنة نور الدين على ابن أيبك ، و انضموا لجيش الملك المغيث اللى هاجم مصر لكن قطز طلع لهم و غلبهم وقدر يإسر الأمرا قلاوون الألفى و بلبان الرشيدى.
سقوط بغداد و سوريا و رجوع بيبرس لمصر
المغول بيقتحموا بغداد 1258
و المشاكل و الصراعات دى دايره اقتحم المغول بقيادة هولاكو بغداد سنة 1258 ( شوف : سقوط بغداد ) ، و دخلت جحافلهم الشام و احتلت دمشق و بقية المدن السوريه و بدأت طلايعهم توصل غزه. المغيث عمر فى الكرك كان مدى ولائه للمغول من زمان. بيبرس حذر الناصر يوسف و نصحه بتحضير جيش يتصدى بيه للمغول و شتم وزيره " زين الدين الحافظي " ، اللى كان بينافق المغول و كان من رأيه ان احسن حاجه يعملها الناصر يوسف هى انه يستسلم للمغول و يديهم ولائه الكامل ، و قاله انهم سبب كل المآسى ، لكن الناصر يوسف و وزيره استمروا فى منافقة المغول و قعدوا يبعتوا هدايا و تحف لهولاكو. بيبرس و البحريه حاولوا يقتلوا الناصر يوسف لكن هرب منهم و استخبى فى قلعة دمشق، و فى الأخر لما شاف المغول اقتحموا سوريا و رايحين على دمشق لم شوية عربان و حطهم فى دمشق و هرب هو على مصر و ساب دمشق لمصيرها ، لكن قطز رفض يدخله مصر ففضل هايم فى التيه قرب حدود مصر لغاية ما قبض عليه المغول و ودوه لهولاكو. ما بقاش قدام بيبرس و البحريه غير انهم يتصلوا بقطز اللى كان فى الغضون دى عزل السلطان الطفل نور الدين على و سلطن نفسه عشان يقدر يواجه المغول. قطز سمح لبيبرس و البحريه بالرجوع لمصر.
خرج الجيش المصرى بقيادة السلطان قطز و بيبرس و اتابك الجيش المصرى فارس الدين أقطاى الصغير و حقق نصر كبير على المغول فى معركه تاريخيه مهمه اسمها معركة عين جالوت ( 3 سبتمبر 1260 ). فى المعركه دى قاد بيبرس طلايع الجيش المصرى و اشتبك مع جيش المغول و استدرجه لمصيدة الجيش المصرى اللى قضى عليه و قتل قائده. بعد المعركه و النصر الكبير اتأمر الأمرا على السلطان قطز و اغتالوه لأسباب مش واضحه بالكامل و هما راجعين مصر و نصبوا بيبرس سلطان على مصر فدخل التاريخ من اوسع ابوابه و انضم لقايمة أعظم حكام مصر عبر التاريخ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]