princess المشرف العام
سجل بتاريخ : 14/12/2010 الجـــنــــس : العــمـــــــر : 39 الابـــــــــــراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 5033 وسام التميز :
| موضوع: خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية الأحد 27 مارس 2011, 11:42 pm | |
| خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية
د / منى سعد محمد الشاعر *
يتضمن هذا البحث دراسة عن فئة خاصة من النساء هن خواتين أو خاتونات(1) البيت الأيوبي ودَورهنّ المؤثِّر خلال ذلك العصر؛ إذ أسهمن بَدَور كبير في الحياة العلمية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن أن بعضهن قد أسهمن بِدَور بارز وملموس في الحياة السياسية(2).
ومن هذا المنطلق بُدئ البحث عن تلك الفئة الخاصة من النساء ، وماذا كان دورهن في أطر الحياة المختلفة وخاصة الحياة العلمية في عصر الدولة الأيوبية ، وهو عصر انشغلت فيه الأقلام والعقول حول الخطر الصليبي وموقف ملوك الأيوبيين في مصر والشام من هذا الخطر، خاصة وأنه قد دهم الشرق خلاله العديد من الحملات الصليبية بدءًا من الحملة الصليبية الثالثة في عهد السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي حتى الحملة الصليبية السابعة في عهد السلطان الصالح أيوب.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا البحث اقتصر على الخواتين بنات السلاطين والملوك الأيوبيين وأخواتهن اللائي ينتسبن إلى الأصول الأيوبية ؛ ويخرج منهن زوجات السلاطين والملوك اللائي ينتهي نسبهن إلى بيوت أخرى مثل : عصمة الدين بنت معين الدين أنر، زوج السلطان صلاح الدين الأيوبي، وشجرة الدر، زوج السلطان الصالح نجم الدين أيوب وأمثالهن.
وسيتناول هذا البحث إبراز دَورهن في الحياة الثقافية والعلمية؛ إذ أسهم بعضهن بِدَور كبير في إنشاء المؤسسات التعليمية كالمدارس ودُور الحديث ، بل تفقّه بعضهن في الدين ورواية الحديث ، وتحوّلت دُورهن إلى قبلة للعلم والعلماء، ووجد منهن محدِّثات أخذ عنهن الحديث رجال بارزون آنذاك.
الخاتونات أخوات السلطان صلاح الدين الأيوبي :
الخاتون ست الشام :
الحقيقة أن معظم خاتونات البيت الأيوبي قد أسهمن بِدَور كبير في الحياة العلمية والثقافية ، وإن كان يتفاوت هذا الدَّور بينهن حسب الظروف والأحداث السائدة آنذاك ، فمن أبرز هؤلاء الخاتون ست الشام بنت الأمير نجم الدين ، وأخت السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي التي اهتمت بالحياة العلمية والثقافية بشكل كبير، تمثّل ذلك بإنشائها مدرستين كبيرتين بدمشق.
أما المدرسة الأولى فهي المدرسة الشامية البرانية(3)؛ وعُرفت أيضًا بالمدرسة الحسامية نسبة إلى حسام الدين عمر بن لاجين، ابن الخاتون ست الشام(4) ، وتقع في ظاهر دمشق بمحلة العونية(5)؛ ويذكر أن مكانها كان يعرف بالعقيبة الكبرى بالقرب من سوق صاروجا الذي كان يُسمى من قبل بالعيينة(6).
وكانت هذه المدرسة أحادية المذهب حيث أوقفتها الخاتون ست الشام على أصحاب المذهب الشافعي(7).
وتعتبر هذه المدرسة من أكبر المدارس وأعظمها في مدينة دمشق، وبها كثير من الفقهاء ، وذلك نظرًا لكثرة الأوقاف التي أوقفتها عليها الخاتون ست الشام، حيث قُدّر ما أوقفته عليها " ثلاثمائة فدّان، حدّه قناة الريحانية إلى أوائل القبيبات إلى قناة حجيرا ودرب البويضا ، ومنه لوادي التحتاني ووادي السفرجل، وقدره نحو عشرين فدّانًا ، ومنه ثلاثة كروم وغير ذلك"(Cool.
وحتى تضمن الخاتون ست الشام استمرار ما أوقفته على المدرسة الشامية البرانية، ولكي لا يتعدّى عليه أحد أرسلت وكيلها ابن الشيرجى(9) إلى قاضي القضاة زكي الدين ليحضر إليها بدارها فحضر ومعه أربعون عدلاً من أعيان دمشق ليشهدوا على أنها أوقفت أملاكها على تلك المدرسة؛ وبذلك ظلت المدرسة التي عُرفت بالشامية البرانية قبلة للعلم والعلماء طوال العصر الأيوبي، واستمرت حتى العصر المملوكي، فخرّجت الكثير من العلماء والفقهاء والمحدِّثين والمفسرين، منهم تقي الدين بن الصلاح، وشمس الدين بن الأعرج، وشمس الدين بن المقدسي وغيرهم الكثير(10).
ومما تجدر الإشارة إليه أن الخاتون ست الشام كان من شروطها لمن يدرّس في هذه المدرسة ألا يجمع بينها وبين غيرها من المدارس(11) ولعل هذا يعطي انطباعًا عن طبيعة عمل المدرِّسين في العصر الأيوبي، فمنهم من كان يقتصر عمله في مدرسة واحدة، وهناك من كان يجمع بالتدريس بين أكثر من مدرسة.
أما المدرسة الثانية فقد عرفت بالمدرسة الشامية الجوانية(12)، وتقع قبلي البيمارستان النوري بدمشق، ويبدو أنها كانت من قبل دارًا للخاتون ست الشام ، حيث تذكر المصادر أن دارها كانت بالقرب من البيمارستان النوري بدمشق (13) ؛ كما يذكر النويري أن الخاتون ست الشام عندما لحق بها المرض "جعلت دارها مدرسة ووقفت عليها وقوفًا"(14).
وكانت هذه المدرسة أيضا أحادية المذهب، أوقفتها الخاتون ست الشام على أصحاب المذهب الشافعي(15).
ويذكر النعيمي الأوقاف التي أوقفتها الخاتون ست الشام على هذه المدرسة ومنها ضيعة بيزينة، وأخرى تعرف بجرمانا من بيت لهيا، وعدة أسهم من ضيعة تعرف بالتينة والضيعة المعروفة بمجدل القرية ونصف ضيعة تعرف بمجدل السويداء(16).
ولعل هذا يوضح مدى اهتمام الخاتون ست الشام وحرصها على أن تستمر هاتان المدرستان قائمتين على عملهما، كما يوضح أيضًا مدى اهتمامها بدراسة وتدريس المذهب الشافعي الذي يبدو أنها كانت تنتمي إليه ؛ لذا فقد أوقفت عليهما الكثير من الأوقاف لتضمن استمرار سير العملية التعليمية ، واستمرارية إيرادات ومصروفات المدرسة ومرتّبات مدرِّسيها وهيكلها الإداري، حيث كان ينفق من إيرادات هذه الأوقاف على تلك الجوانب.
ويتضح مما سبق الدور الكبير الذي قامت به الخاتون ست الشام في إثراء الحياة العلمية والثقافية في العصر الأيوبي خاصة وأن دارها كانت قبلة للعلم والعلماء، كما كانت ملجأ للقاصدين(17).
| |
|
Dada-Dada مؤهل للأشراف
سجل بتاريخ : 16/12/2010 الجـــنــــس : العــمـــــــر : 30 الابـــــــــــراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 1425 وسام التميز :
| موضوع: رد: خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية السبت 11 يونيو 2011, 12:25 pm | |
| | |
|