ملك البحرين يتمسك بمشروعه "الاصلاحي" وسط ضغوط دولية متصاعدة
AFP
لمنامة (ا ف ب) - اعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خلفية المضي في تنفيذ مشروعه "للاصلاح" بينما تتصاعد الضغوط الدولية على النظام الحاكم في البحرين حيث اعلن عن وفاة متظاهر جديد في هجوم الاربعاء على دوار اللؤلؤة.
وقال العاهل البحريني خلال استقباله اعضاء مجلس الشورى مساء الجمعة ان "مشروع الاصلاح الذي بداناه منذ تولينا مقاليد الحكم لن نسمح له بان يتوقف".
واضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء البحرينية الرسمية "لا يمكن له (مشروع الاصلاح) ان ينتهي، فجميع الابواب مفتوحة لجميع المواضيع التي يراد بها الخير لجميع ابناء هذا البلد" الذي تسكنه غالبية شيعية.
واعتبر ان "مظاهر الاحتقان الطائفي غريبة على هذا الوطن الذي عرف بتسامحه وتعايش الجميع فوق ارضه وتحت سمائه، فالمسلمون جميعا ولقرون طويلة تعايشوا على تنوع مذاهبهم في البحرين التي تعددت فيها المذاهب والاديان".
واعرب كذلك عن "خالص شكره وتقديره للاشقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي على إرسال قوات درع الجزيرة المشتركة"، في اشارة الى انتشار قوات سعودية واماراتية وقطرية في البحرين.
في هذا الوقت اكد نائب بحريني معارض لوكالة فرانس برس وفاة متظاهر بحريني فقد اثره منذ مهاجمة القوات الامنية الاعتصام عند دوار اللؤلؤة في المنامة، ما يرفع عدد قتلى هجوم الاربعاء الى اربعة.
وقال النائب المستقيل مطر مطر المنتمي الى جمعية الوفاق الشيعية ان "السلطات ابلغت عائلة عيسى عبد علي راضي انه توفي"، مشيرا الى ان راضي "هو واحد ممن فقد اثرهم منذ الاربعاء وعددهم 60".
وهاجمت القوى الامنية صباح الاربعاء الاعتصام الذي نظمته المعارضة التي تطالب بالاصلاح السياسي في دوار اللؤلؤة في المنامة واستمر نحو شهر.
وكانت وزارة الداخلية اعلنت كذلك عن مقتل عنصرين من الامن في هذه الصدامات.
واعلنت السلطات حظر التجمعات والمسيرات غداة الهجوم على دوار اللؤلؤة الذي بدات السلطات بازالته كليا، كما اعلن العاهل البحريني حالة الطوارئ.
في موازاة ذلك اعلنت "القيادة العامة لقوة دفاع البحرين" اليوم عن "حظر بحري (في الشمال والشرق) اعتبارا من السبت من الساعة 17,00 (14,00 ت غ) ولغاية الساعة 6,00 (3,00 ت غ) (من الاحد) وحتى اشعار آخر".
وقتل 16 شخصا على الاقل من المتظاهرين ورجال الامن منذ بدء التحرك الاحتجاجي الذي تقوده الغالبية الشيعية في منتصف شباط/فبراير في المنامة.
واثارت التطورات الميدانية في البحرين ردود فعل دولية منددة، اذ دعت الولايات المتحدة السلطات البحرينية الى عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين واعربت عن "قلقها العميق" ازاء اعتقال ناشطين معارضين.
وعبرت وزارة الخارجية الاميركية في بيان عن قلق خاص حيال اعتقال ابراهيم شريف احد ابرز رموز جمعية العمل الوطني الديموقراطي (وعد) اضافة الى "الاعتقال المفترض" لعلي العكري الطبيب البارز في اكبر مستشفى حكومي في البحرين.
واكدت المعارضة ان العكري اوقف الخميس في مكان عمله بعد اتهامه على التلفزيون الحكومي بنشر "اكاذيب" حول وضع المستشفى.
وطالبت واشنطن "القوات الامنية بممارسة اقصى درجات ضبط النفس" و"بوقف العنف خاصة الموجه ضد الاطباء والمنشآت الطبية".
وتنتشر قوات الامن البحرينية خارج مجمع السليمانية الطبي في البحرين حيث وردت مزاعم عن مهاجمة اطباء كانون يحاولون اسعاف الجرحى من المتظاهرين. الا ان الحكومة نفت هذه المزاعم.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اكد لعاهل البحرين في اتصال هاتفي ان الاستخدام المفرط للعنف ضد المتظاهرين قد يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وتحدى آلاف البحرينيين الشيعة الجمعة قرار منع التظاهر وحالة الطوارئ المعلنة في البلاد وتظاهروا في قرى شيعية بالقرب من المنامة، فيما ابقت القوات الامنية البحرينية قبضتها الحديدية على البلاد.
وحاول وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد ال خليفة التخفيف من اهمية الانتقادات الاميركية والدولية لبلاده قائلا في مؤتمر صحافي الجمعة "لسنا قلقين من خسارة اصدقاء او حلفاء".
وتابع "الصورة ما تزال غير واضحة للخارج ونتطلع لتوضيح الامور اكثر ونحن نتحدث مع حلفائنا كل يوم".
والى جانب الولايات المتحدة، اثارت التطورات في البحرين انتقادات من قبل ايران وزعماء شيعة في العراق وحزب الله الشيعي اللبناني.
وتظاهر السبت الاف العراقيين من الاحزاب الشيعية في البصرة وبغداد للتنديد بتفريق المحتجين في المنامة وبحكام السعودية والبحرين، فيما تشهد المنطقة الشرقية في السعودية التي تتركز فيها غالبية الشيعة السعوديين تظاهرات مستمرة.