عبود الزمر: ثورة يناير خططت لها فى 1984 وخاطبت الجيش للوقوف بجوار الثوار.. وقتلنا السادات فجاء مبارك الظالم.. والتيار الجهادى سيعود قريباً.. ونقبل بالدولة المدنية
اليوم السابع
قال عبود الزمر إنه يعتذر للشعب المصرى عن قيامه وباقى زملائه بالتخطيط لمقتل الرئيس السادات، وإنهم لو كانوا يعلمون أن قتل السادات سيأتى بمبارك لتراجعوا عن الفكرة، وإنهم لم يقصدوا بقتل السادات أن يصل مبارك للحكم، وكانوا يقصدون الخير لمصر، مضيفاً فى عدة مقابلات أُذيعت مساء أمس الاثنين "أن خالد الإسلامبولى فكر فى عمل فردى لإخراج المجتمع المصرى من الحالة التى كان فيها".
وشرح عبود الزمر، أشهر المعتقلين السياسيين فى تاريخ مصر، لبرامج التوك شو التى تزامنت فى مواعيد بثها "من قلب مصر" و"90 دقيقة" و"العاشرة مساء" أن تزوير الانتخابات وإنشاء المعتقلات وأزمة التوريث والفساد والاستهانة بحقوق الإنسان خلق حالة من الاحتقان ضد حسنى مبارك، فكانت ثورة 25 يناير، وأضاف: "كنت أظن فى بداية الثورة أنها حركة احتجاجية بسيطة، ومع سقوط الشهداء يوم 28 يناير تحولت الحركة الاحتجاجية إلى حركة ثورية، وزاد سقف المطالب لـ"رحيل مبارك"، وعندما علمت بموقعة الجمل تأكدت أن الثورة ستنجح، وأن النظام السابق أفلس".
وقال الزمر إن الإعلام القوى وضع الثورة فى عيون الجماهير فتوحدت الملايين، وتحركت لتنجح الثورة وتطهر البلاد، وإن المجتمع الدولى رفض فكرة التعامل مع التظاهر السلمى بالقوة، عكس ما كان يحدث فى الماضى.
وأضاف: كنت أشعر بقلق من الحرس الجمهورى، لكن موقف الجيش كان مشرفاً كالعادة، وتعامل بروعة مع المتظاهرين وأبناء الشعب، وحاولنا التدخل لوقف العنف فى التسعينيات، ولكن النظام رفض تدخلنا.
وأشار إلى أن طريقة التكفير حساسة ولها أهل الاختصاص، وأن التخطيط لاغتيال السادات ارتبط بفتاوى تجيز الخروج عليه، كما أكد دعمه للحكومة الحالية، موضحاً أنه لا يصح أن يكون رئيس الجمهورية خارج نطاق الحساب، كما أن آلية العزل هى تأمين وحماية للمسئولين.
وأوضح الزمر أن الحكومة الحالية والمجلس العسكرى قدما خطوات جيدة للإصلاح، مؤكداً أنه ضد التجمهر وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس، مطالباً بوضع الرئيس السابق مبارك تحت الإقامة الجبرية حتى لا يدعم الثورة المضادة، مؤكداً أن جملة "الله يرحم أيامك يا مبارك" لن تقال بتاتا.
وأشار الزمر إلى أن الكيانات الإسلامية المختلفة يمكن جمعها فى حزب سياسى واحد، فنظام مبارك كان يخيف الغرب بالحركات الإسلامية التى كان يسوء صورتها، وهذا ما تأكد منه الغرب الآن.
وأثنى الزمر على دور المرأة المصرية، ووصفه بأنه لا يقل عن دور الرجل، فزوجته أم الهيثم أصبحت متحدثة إعلامية باسم المعتقلين، ووقفت بجانبه طوال سنوات اعتقاله، وأنه سعيد بأن هناك امرأة قاضية، وكانت زوجات المعتقلين يقمن بدور الأب والأم فى أثناء غياب أزواجهن.
وأضاف الزمر أن النظام السابق حاول كثيراً التفريق بين الأخوة بالتيار الجهادى داخل السجن ممن كانوا يقضون فترة العقوبة، حيث حاول أن يشق صفوفهم، وأن يبث حالة من السخط بينهم عن طريق إطلاق سراح بعضهم وإقناعهم بعدم العودة إلى الأفكار التى كانوا يتمسكون بها والتخلى عن العمل السياسى.
وأكد الزمر أنهم يقبلون الدولة المدنية والاندماج فى المجتمع، وتكوين رؤية جديدة فى واقع يختلف عن العهد السابق الذى كان يعتمد على أسلوب القمع فى كافة النواحى، حيث أصبحت الرؤية مختلفة تماما من حرية إطلاق حرية الأحزاب والترشح للبرلمان، حيث كانت اللجنة المسئولة عن إطلاق الأحزاب من الحزب الوطنى الذى كانت تحكم التضييق على الأحزاب.
وأشار الزمر إلى أن نظام الرئيس السابق كان مبنياً على القمع وإقصاء كل المواطنين عن العمل السياسى، والتدخل فى التنظيمات الطلابية والحياة البرلمانية، وزيادة أعداد المعتقلين من أبناء تيار الجهاد أو أى حركة سياسية، مما دفع الناس إلى أن تفكر فى أخذ حقها منه، مما اضطر الناس إلى التظاهر والتحرر وكسر حاجز الخوف، مشيراً إلى أن القادم أفضل لأن القوى الشعبية حاكم على أحكام الحاكم، مؤكداً أنه فى المرحلة القادمة لن يعانى المواطنون من الاضطهاد أو التعرض لتلفيق القضايا كما تعودوا من النظام السابق، مؤكداً دعمه لحكومة شرف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بسبب الخطوات الإصلاحية الكثيرة التى اتخذوها فى الفترة القليلة السابقة.
وأكد الزمر أن تقويض سلطات الرئيس ستجعل من السهل محاسبته فى أى وقت، وهو ما يختلف عما كان عليه النظام السابق، حيث لا توجد أية رقابة أو جهة تقاضى رئيس الجمهورية، أو أية آلية تعزل الحاكم، مؤكداً أن التعديلات الدستورية ستكون الضامن لمنع تكرار هذا مرة أخرى، لأن النظام السابق لم يتح الفرصة لمحاسبة الوزير وهو موجود فى عمله، وهو ما أدى إلى إهدار المال العام ونهب ثروات البلاد.
وأوضح الزمر أن التيار الجهادى سيعود فى أقرب وقت ممكن بعد غياب دام فى عهد مبارك والسادات، وليس شرطاً أن يتضارب مع الإخوان المسلمين، لأن الساحة واسعة ومتاحة لكل التيارات السياسية، مطالباً برجوع الشريعة الإسلامية وتفعيلها فى المجتمع، وهو الحكم بالجلد وبتر اليد فى حالة الخطأ، مؤكداً أنهم ليسوا ضد البنوك، ولكنهم يفضلون البنوك الإسلامية.
وأكد أن ثورة يناير خطط لها فى 1984، مضيفاً أنه أرسل بياناً فى بداية الثورة إلى الشباب المشاركين لحثهم على الاستمرار فى ما قاموا به، موضحاً أنه فى الوقت الذى نزل الجيش فيه إلى الشارع قام بإرسال بيان له للتعاون مع المتظاهرين والوقوف بصفهم.
وأشار الزمر إلى أن محاسبة المسئولين تعتبر حماية كبيرة لهم، ولو أتيحت الفرصة لمحاكمة السادات لما تم تدبير خطة لاغتياله سنة 1981، مؤكداً أنه لم يكن هناك عداء شخصى بينه وبين الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان لا يريد أن يصل الأمر إلى حد القتل، مؤكداً أنهم لو أردوا قتله كانوا قتلوه فى استراحته عن طريق أحد الضباط فى الحرس الجمهورى الذى كان من أعداء السادات، وكان يدعى أسامة، وكان يقف فى استراحة السادات وبينه وبين الرئيس 25 متراً فقط، لأن التيار كان يريد بناء دولة إسلامية لا تلجأ لاستخدام العنف، وكان هدفه تحرير مصر وتعديل صورتها فى الخارج بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، ما أدى إلى قيام الدول العربية بقطع صلتها بمصر وعملت على إخراجها من الجامعة العربية، موضحاً أنه فى الوقت ذاته كان السادات يعمل على تقوية صلته بالولايات المتحدة وإسرائيل على حساب الدول العربية، لافتا إلى أن هدف الجهاد الإسلامى كان أن تعود مصر إلى دورها الريادى فى العالم العربى والإسلامى.
وأكد الزمر أنه لم يكن من أنصار اغتيال السادات، وأنه لم يكن يخاف من التهديدات التى تلقاها من الرئيس فى أحاديثه المباشرة فى قوله "الواد بتاع القناطر أنا هربيه"، مؤكداً أن من يتحكم فى عمره هو الله عز وجل فقط.
وقال الزمر إنه فى الوقت نفسه ظهر الشيخ خالد الإسلامبولى، وكان المسئول عن العرض أمام الرئيس ومدبر حادثة المنصة، مؤكداً أنهم وضعوا خطة لمحاكمة السادات على مدى 4 سنوات، وأنه لم يتوقع أن تتم خطة اغتياله بهذه السهولة، مشيراً إلى أنهم كانوا متوقعين أن تتم تصفيتهم قبل الوصول إلى المنصة، وكانوا يعتمدون على الذخيرة الحية التى تخترق البدل المضادة للرصاص، ولكنه لم يرتديها فى ذلك الوقت.
وأكد الزمر أنه هرب بعد تنفيذ العملية وقام ومجموعة من أصدقائه بتأجير إحدى الشقق، وكانوا يقومون بإجراء الاتصالات بمن لديهم فى الخارج لمعرفة الأحداث منهم، موضحاً أنه حدثت لهم خيانة من أحد المتعاملين معهم، وبالفعل اقتحمت قوات الأمن الشقة التى كانوا بها، وألقى القبض عليهم يوم 13 أكتوبر 1981 قائلا "فى الوقت الذى كنا فيه على البرش كان حسنى على العرش".