princess المشرف العام
سجل بتاريخ : 14/12/2010 الجـــنــــس : العــمـــــــر : 40 الابـــــــــــراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 5033 وسام التميز :
| موضوع: ثلاثية المسكن السعيد الإثنين 14 مارس 2011, 3:36 pm | |
| ثلاثية المسكن السعيد السكن هو ثاني أركان البيت السعيد، ولقد امتن الله تعالى على عباده بنعمة السكن فالسكن نعمة من نعم الله العظيمة التي نغفل – حقاً – عن قدرها وشكرها حق الشكر- بل إن البعض استخدم هذه النعمة فيما يبغض الله تعالى بأن أدخل فيها ما يفسد أخلاق أهلها ودينهم وعقيدتهم، ومن المسلمين من جعل بيته قبراً، ومنهم من جعله بيتاً للجن والشياطين، ومنهم من تطاول به فخرا وكبرياء.. وهكذا نلمس في الواقع عظيم جهلنا بنعمة السكن وغفلتنا عن الشكر الحقيقي لهذه النعمة الجليلة.
السكن في القرآن
قال تعالى: ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعاً إلى حين). \"النحل:80\".
وتفسيرها كالتالي:
والله جعل لكم من بيوتكم سكنا جعل لكم معناه صير، وكل ما علاك فأظلك فهو سقف وسماء، وكل ما أقلك فهو أرض، وكل ما سترك من جهاتك الأربع فهو جدار، فإذا انتظمت واتصلت فهو بيت، وهذه الآية فيها تعديد نعم الله تعالى على الناس في البيوت، فذكر أولاً بيوت المدن وهي التي للإقامة الطويلة. وقوله: سكنا أي تسكنون فيها وتهدأ جوارحكم من الحركة، وقد تتحرك فيه وتسكن في غيره، إلا أن القول خرج على الغالب. وعد هذا في جملة النعم فإنه لو شاء خلق العبد مضطرباً أبداً كالأفلاك لكان ذلك كما خلق وأراد، ولو خلقه ساكنا كالأرض لكان كما خلق وأراد، ولكنه أوجده خلقا يتصرف للوجهين، ويختلف حاله بين الحالتين، وردده كيف وأين.
والسكن مصدر يوصف به الواحد والجمع.وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها ذكر تعالى بيوت النقلة والرحلة فقال وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها \" أي من الأنطاع والأدم، بيوتاً \"يعني الخيام والقباب يخف عليكم حملها في الأسفار.
أثاثاً ومتاعاً
الأثاث متاع البيت، واحدها أثاثه، هذا قول أبي زيد الأنصاري. وقال الأموي: الأثاث متاع البيت، وجمعه آثة وأثث، وقال غيرهما: الأثاث جميع أنواع المال ولا واحد له من لفظه. وقال الخليل: أصله من الكثرة واجتماع بعض المتاع إلى بعض حتى يكثر، ومنه شعر أثيث أي كثير، وأث شعر فلان يأث أثا إذا كثر والتف، قال امرؤ القيس: وفرع يزين المتن أسود فاحم أثيث كقنو النخلة المتعثكل وقيل: الأثاث ما يلبس ويفترش. وقد تأثثت إذا اتخذت أثاثاً. وعن ابن عباس رضي الله عنه أثاثاً \" مالاً. وقد تقدم القول في الحين، وهو هنا وقت غير معين بحسب كل إنسان، إما بموته وإما بفقد تلك الأشياء التي هي أثاث.
ومن هذه اللفظة قول الشاعر: أهاجتك الظعائن يوم بانوا بذي الزي الجميل من الأثاث.
فوائد السكن
تأمل عظيم هذه النعمة- نعمة البيت والمسكن- في أنها:
>تستر العورات.
>وتحمي من هوام الأرض ومطر السماء.
>وتشعرنا بالأمن والاطمئنان.
>حرز من السرّاق والقطاع.
>نقضي بها معايشنا.
>نأمن فيها على أعراضنا وأطفالنا وأثاثنا ومتاعنا.
إلى غير ذلك من فوائد (السكن) التي لا يشعر بها ولا يجد لذتها إلا من فقدها.
وتأمل العجب في وصف الله تعالى له بـ (السكن) قال تعالى: ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً) تسكن إليه أبدانكم ونفوسكم وتأنس بها! فالسكون فيه معنى الهدوء والراحة والاطمئنان وقرة العين. ففرق بين البيت وبين السكن، فمن البيوت مالا تكون سكناً بل تكون بيوت جحيم وشقاء وفزع وخوف – أجارنا الله وإياكم- فتأمل هذا واستشعر عظيم منّة الله عليك بهذا السكن.
شروط المسكن السعيد:
1- السعة.
2- أن يكون محصنا بالأذكار.
3- الجار الصالح.
وحتى يكون بيت الأسرة سكناً (سعيداً) فإنه لابد أن يتميّز بثلاث:
المسكن الواسع:
ثبت في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه السابق- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من السعادة) وذكر منها: (المسكن الواسع) فالسعة والوسع والتوسع أمر مباح في الشريعة دون مجاوزة الحدّ.والوسع في السكن أمر نسبي! بمعنى أنه يختلف باختلاف الناس في نفوسهم وطبائعهم وأنماط حياتهم.
لكن تبقى صفة السعة صفة محمودة تجلب السعادة لأهلها، وبقدر ما يوجد الوسع بقدر ما تزيد السعادة. والنفس مفطورة على حب السعة والتوسع، فمن جوانب السعادة في المسكن الواسع أنه:
ضرورة تربوية
ففي المنزل الواسع بإمكان الوالدين أن يحققا الأمر بالتفريق في المضاجع بين الأبناء- على سبيل المثال- ثم إن المسكن الواسع يساعد على تهذيب وتشكيل نفسية الأطفال تربويا كعامل مساعد.
رورو 44 | |
|