بين متعة الطعام والإفراط في تـناوله

بين متعة الطعام والإفراط في تـناوله

تزداد يومياً المشاكل المكتسبة والمصطنعة للمعدة وبقية أجزاء الجهاز الهضمي الناجمة بالأساس من الإسراف والعشوائية في تناول الطعام.

فالمتعة في تناول ما لذ وطاب, والتمادي فيه كيفما اتفق ودون أي ضوابط للنوع أو الكمية أو الكيفية, وكذلك دون وضع أي اعتبار للأنشطة اليومية قبل وبعد تناول الطعام, تكون نتائجها المعاناة والعذاب من أعراض اضطرابات المعدة و المريء.

وأحد أهم اضطرابات عدم التنسيق بين قدرات المعدة على احتواء كمية الطعام المتناولة وتعاملها السليم مع هضمها وتصريفها إلى الأمعاء, هو ارتداد محتويات المعدة إلى المريء, ويسبب هذا الارتداد ظهور أعراض مزعجة ومؤلمة على المدى القصير, واحتمال ظهور حالات من الالتهاب المزمن في المريء, أو نشوء سرطان المريء لاحقاً.

فخروج محتويات المعدة الحمضية وارتدادها, يؤثر على بطانة المريء الحساسة والغير مهيأة للتعامل مع الحمض, فيحصل تفاعل التهابي يعطي شعوراً بحرقة في منطقة فوهة المعدة, أو إحساس بطعم حمض المعدة في الفم نتيجة خروجه إلى المريء, وفي بعض الحالات يشعر المريض بألم في الصدر يشبه على حد كبير ألم الذبحة الصدرية, أو صعوبة في تناول الطعام وكأنه يعلق في الحلق, أو المعاناة من سعال جاف خاصة أثناء الليل, أو وجود رائحة للنفس أو الفم غير محببة.

وأهم نصيحة لمرضى ارتداد محتويات المعدة إلى المريء هي الانتهاء من تناول أي وجبة ولو كانت خفيفة, قبل موعد النوم بثلاث ساعات على أقل تقدير, والامتناع عن التدخين والعمل على خفض وزن الجسم وتناول الوجبات القليلة الكمية والمحتوى من الدهون والطماطم والبهارات, والنوم على وسائد مرتفعة تشمل رفع الكتفين أيضاً, وتجنب الملابس الضيقة والعاصرة على البطن, كما أن المريض يلعب دوراً مهماً فمن خلال خبرته يستطيع أن يحدد ما يؤذيه ليتجنبه.

فإن لم تعطي هذه التصرفات الوقائية راحة تامة, فلا بد من اللجوء للعلاج الطبي الذي يشتمل على الأدوية لخفض درجة حمضية محتويات المعدة, أو اللجوء أخيراً للعمل الجراحي.


رورو 44