الكربوهيدرات تسرع القدرة على التفكير
اظهرت دراسة ان كلا من الوجبة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات والغنية بالدهون والوجبة الغنية بالكربوهيدرات ومنخفضة الدهون تحسن انقاص الوزن وتعزز الحالة المزاجية للانسان وسرعة التفكير، ولكن الوجبة قليلة الكربوهيدرات قد توفر مزايا اقل في ما يتعلق بمعدل المعالجة الادراكية.
وقال الدكتور جرانت دي.برينكوورث الباحث في مركز التغذية البشرية التابع لمنظمة البحث العلمي والصناعي بدول الكومنولت في اديليد بجنوب استراليا “بالنسبة للاشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن او البدانة فإن اتباع خطة غذائية محدودة الطاقة لانقاص الوزن مرتبط بتحسن الحالة المزاجية بصرف النظر عن تكوينها الغذائي الضخم”.
اشار برينكوورث الى انه علاوة على ذلك فعلى الرغم من ان الوجبات التي تحتوى على كل من قدر عال ومنخفض من الكربوهيدرات تعزز على ما يبدو سرعة المعالجة الادراكية فان “النتيجة المثيرة للاهتمام هي انه بالمقارنة للوجبة التي تحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات فإن الاشخاص الذين تناولوا وجبات منخفضة الكربوهيدرات قل لديهم هذاالتحسن”.
وقارن برينكوورث وزملاء له الحالة المزاجية والوظائف الادراكية لدى رجال ونساء يعانون من زيادة الوزن او البدانة ولكنهم فيما عدا ذلك اصحاء وكانت اعمارهم بين 24 عاما و64 عاما.
وعلى مدى ثمانية اسابيع التزم المشاركون بواحدة من وجبتين تحتوى على القدر نفسه من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضخمة.
وكانت الوجبة المنخفضة الكربوهيدرات تحتوي على 35 في المائة من اجمالي البروتين و61 في المائة من مجمل الدهون (20 في المائة دهون مشبعة) واربعة في المائة من اجمالي الكربوهيدرات. وكانت الوجبة المرتفعة الكربوهيدرات تتألف من 24 في المائة من اجمالي البروتين و30 في المائة من اجمالي الدهون ( اقل من ثمانية في المائة من الدهون المشبعة) و46 في المائة من اجمالي الكربوهيدرات.
ولم يجد الباحثون تغيرا في الحالة المزاجية بين الاشخاص الذين تناولوا سواء الوجبة المرتفعة او المنخفضة الكربوهيدرات ولكن كان هناك اختلاف بسيط بين المجموعتين لمصلحة الاشخاص الذين تناولوا وجبة غنية بالكربوهيدرات في السرعة التي ادى بها المشاركون اختبارات الذكاء والاستدلال.
وقال برينكوورث ان النتائج تشير الى ان “الوجبات المنخفضة الكربوهيدرات بشكل كبير توفر ميزة اقل من الوجبات الغنية بالكربوهيدرات لتحسين الوظيفة الادراكية.
من جهة اخرى أفاد باحثون أمريكيون بأن اتباع نظام حمية غذائية يحتوي على القليل من الكربوهيدرات والكثير من البروتين يعد أكثر فعالية في إنقاص الوزن.
فقد خلصت دراستان نشرت نتائجهما في دورية “سجلات الطب الباطني” إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظام الحمية الغذائية المعروف باسم “أتكنز” ينجحون في التخلص من نسبة اكبر من اوزانهم.
كما اكتشفت الدراسة أن معدلات الكوليسترول تتحسن بصورة أكبر لدى الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية تشتمل على كميات أقل من الكربوهيدرات مقارنة بأولئك الذين يتبعون حمية غذائية تشتمل على كميات أقل من الدهون.
وفي المقابل، يقول منتقدون إن هناك شكوكا في شأن أثر هذه الأنظمة الغذائية على الصحة على المدى الطويل.
وأخضع باحثون من المركز الطبي لجامعة ديوك بمدينة دورهام بولاية نورث كارولينا في الدراسة الأولى 120 متطوعا يعانون من السمنة لنظامين للحمية الغذائية أحدهما يشتمل على كميات قليلة من الكربوهيدرات وكميات كبيرة من البروتينات والآخر يتضمن نسبة منخفضة من الدهون والكوليسترول والسعرات الحرارية.
وبعد ستة أشهر من اتباع النظامين الغذائيين فقد المتطوعون الذين اتبعوا الحمية الغذائية التي تشتمل على القليل من الكربوهيدرات والكثير من البروتينات والمعروفة باسم نظام “أتكنز” 26 رطلا، بينما فقدت المجموعة الأخرى التي تتبع النظام الغذائي الذي يشتمل على دهون أقل 14 رطلا فقط.
وكان للحمية الغذائية المعروفة باسم “أتكنز” أثر جيد على معدلات الدهون حيث فقد المتطوعون الذين اتبعوا هذا النظام الغذائي نسبة أعلى من الدهون كما قلت لديهم نسبة مادة الترايجليسريد وتحسنت معدلات الكوليسترول لديهم أكثر من المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي الذي يشتمل على دهون أقل.
أما في الدراسة الثانية، فقد أخضع باحثون من المركز الطبي للمحاربين القدامى بفلادلفيا 132 شخصاً مصاباً بالسمنة لنظامين للحمية الغذائية أحدهما يشتمل على القليل من الكربوهيدرات والآخر يحتوي على نسبة قليلة من الدهون.
واكتشف الباحثون بعد ستة أشهر أن الأشخاص الذين اتبعوا الحمية الغذائية التي تشتمل على كربوهيدرات أقل فقدوا كيلوجرامات أكثر من المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي الذي يشتمل على كميات قليلة من الدهون.
لكن الباحثين وجدوا أن المجموعتين فقدتا نفس الوزن بعد مرور سنة كاملة. فقد استمرت المجموعة التي تتبع النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة قليلة من الدهون في فقدان كيلوجرامات أكثر من الوزن بعد مرور أول ستة أشهر من اتباع النظام الغذائي، بينما ظلت معدلات فقدان الوزن ثابتة بالنسبة للمجموعة التي كانت تتبع تناول كميات أقل من الكربوهيدرات.
وقالت الدكتورة ليندا ستيرن، معدة دراسة فلادلفيا: “اعتقد أن نظام الحمية الغذائية الذي يحتوي على كربوهيدرات أقل هو الاختيار الأفضل لأن الإفراط في تناول الطعام مرتبط باستهلاك كميات كبيرة من الكربوهيدرات”.
لكنها أشارت إلى أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات للتأكد من أن هذا النظام الغذائي آمن وفعال على المدى الطويل.
وقال الدكتور والتر ويليت من كلية هارفارد للصحة العامة في مقال مرفق بالدراسة: “لم يعد بإمكاننا الآن أن نغلق الباب أمام النظام الغذائي الذي يشتمل على القليل من الكربوهيدرات”.
وأضاف ويليت: “يجب أن يركز المرضى على إيجاد عادات غذائية يمكنهم إتابعها للأبد بدلا من البحث عن أنظمة حمية غذائية تجعلهم يفقدون أوزانهم بسرعة”. وقال الدكتور ديفيد هاسلام رئيس منتدى مكافحة السمنة البريطاني: “ليس هناك أي شك في أنه إذا اتبع المرء الحمية الغذائية التي تتضمن القليل من الكربوهيدرات والكثير من البروتينات فإن وزنه سيقل. لكن الأمر الذي طالما كان محل شك هو مدى فعالية هذه الحمية على المدى البعيد، كما أن هناك بعض المخاطر المصاحبة لفقدان الوزن على المدى القصير بالنسبة لبعض المرضى وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل في الكلى”. وأضاف هاسلام: “لا تتوافر حتى الآن أية معلومات عن مدى فعالية هذه الطريقة على المدى البعيد، كما أنه لا يمكن اتباع هذه الحمية الغذائية على المدى الطويل لأنها ليست مستساغة”.
ودعا هاسلام إلى إجراء المزيد من الأبحاث في هذا الشأن في مدة تتراوح ما بين خمسة وستة أعوام وليس شهورا.
وأوضح الطبيب البريطاني أن أفضل حمية غذائية هي تلك التي توازن بين المواد الغذائية وتقلل نسبة الدهون.
كما حذرت ديتزمينا جوفنجي من جمعية الحميات الغذائية البريطانية من الاعتقاد في أن حمية “أتكنز” أو اي حمية غذائية مماثلة قد تكون أفضل طريقة لإنقاص الوزن.
رورو 44