أدوية البرد والكحة تصيب الأطفال بالتسمم
مع قدوم فصل الشتاء والانخفاض الملحوظ في درجة حرارة الجو تزداد حالات الإصابة بالبرد والكحة نظراً إلى أن هناك سلالات جديدة من الفيروسات تتكون في هذا الفصل بالتحديد، ونادراً ما يكون لدى الإنسان مناعة ضد هذه الفيروسات، خاصة الأطفال، فهم أكثر عرضة للإصابة بهذه الفيروسات من الكبار.
ويلجأ الكثيرين في مثل هذه الحالات إلى أدوية الكحة والبرد المعتادة دون اللجوء إلى الإشراف الطبي، وهو ما يسبب مشاكل خطيرة للأطفال، حيث كشف تقرير حكومي أمريكي أن عقاقير مضادة للكحة ونزلات البرد تسببت في إدخال حوالي سبعة آلاف طفل إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات لتلقي العلاج.
وأوضح التقرير أن حوالي ربع الحالات، شارك أحد الأبوين في إعطاء جرعة علاجية مناسبة، غير أنها تسببت في تطوير إصابة بالحساسية ومشكلات طبية أخرى، بينما شكل الأطفال الذين تناولوا العقاقير دون إشراف طبي حوالي ثلثي الحالات، وفقا لدراسة أجرتها مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها، وشملت العقاقير التي يتم شراؤها إما بوصفات أو من الصيدليات مباشرة دون وصفات طبية.
وصدرت الدراسة بعد أقل من أسبوعين على تحذير وجهته إدارة الغذاء والدواء للآباء بشأن مخاطر إعطاء عقاقير ضد الكحة والبرد لأطفالهم، خصوصا لمن لا تزيد أعمارهم على العامين، من دون وصفات أو استشارة طبية.
وأوضحت الإدارة، أن استخدام تلك الأنواع من الأدوية، التي عادة ما يقدمها والدا الأطفال المصابين بالبرد والسعال إلى أطفالهم، يبدو أنه السبب في حدوث العديد من التفاعلات العكسية لدى أكثر من 1500 طفل، ممن هم دون سن الثانية خلال العامين الماضيين.
وجاء هذا التحذير ضمن تقرير مكون من 350 صفحة، أصدرته الإدارة يتضمن نتائج الاختبارات التي أجرتها الإدارة للتأكد من سلامة وفعالية نحو 800 نوع من الأدوية، يشيع استخدامها بشكل واسع، في علاج أمراض البرد والسعال عند الأطفال.
المضادات الحيوية خطر
ويلجأ الكثيرين عند الإصابة بالبرد إلى المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا، لكن الأمر الذي يغيب عن الأذهان هو أن هذه المضادات تضر بالجسم، وهو ما أكده أطباء المان، حيث حذروا من أن الأشخاص المصابين بنزلات البرد والأنفلونزا الذين يطلبون من الطبيب أن يصف لهم مضادا حيويا لعلاج حالتهم إنما يتسببون في الإضرار بأنفسهم.
وأوضح فولف فون رومر رئيس اتحاد أطباء الإمراض الباطنية الألماني في فيسبادن، أن الفيروسات هي السبب في نزلات البرد والأنفلونزا والإصابة بمعظم حالات السعال وليست البكتيريا، مضيفا أن المضادات الحيوية تكون فعالة في حالة الإصابة بأمراض ناتجة عن البكتيريا، أما عندما تستخدم في علاج البرد والأنفلونزا فإنها تكون ضارة أكثر منها نافعة.
وقال فون رومر إن تناول مضاد حيوي أو دواء متبق في صيدلية المنزل من علاج سابق من هذا النوع يجعل الإنسان يشعر بتحسن وهمي، فالأنفلونزا يمكن أن تعالج على نحو فعال عن طريق الادوية المضادة للفيروسات فحسب او التحصين بلقاح ضد الأنفلونزا يحمي منها لمدة عام.
وأشارت الدراسة إلى أن الاستخدام الخاطيء للمضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالحساسية، ويمكن ان يتسبب في مضاعفات بالنسبة للمعدة، أو أن يتسبب في الإسهال والحساسية الشديدة لضوء الشمس، كما انه قد يؤدي في الحالات الحادة إلى إلحاق إضرار بالكلى والكبد.
روشتة فعالة
وفيما أننا نصاب بأدوار البرد والأنفلونزا من وقت لآخر بسبب العدوى من شخص مريض أو قلة المناعة أو غيرها من الأسباب، لذا فمن أفضل الطرق لتجنب العدوى هو تناول الأغذية التي تقوي من المناعة وتفيد أكثر من غيرها في حالة أدوار البرد ومن أمثلتها الأغذية الغنية بفيتامين أ والبيتاكاروتين وفيتامين ج. والبيتاكاروتين الذي يستخدمه الجسم في صنع فيتامين أ ويوجد في الخضراوات والفاكهة ذات اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي وخاصة المشمش والبرتقال والقرع والبطاطا والفلفل الأحمر والخضراوات كالبروكلي وخضراوات السلاطة مثل الجرجير.
ولكي نتناول فيتامين ج في أحسن وأصح صورة يفضل تناول الموالح والعصائر والفراولة والتوت والكيوي الذي إن لم تستسغ بطعمه بمفرده يمكنك خلطه بغيره من الفواكه المحببة إليك ودمجه معها في العصائر.
وينصح الأطباء أيضاً بتناول الخضراوات الورقية، ولكن يفضل تناولها وهي طازجة بقدر الإمكان حيث يتضاءل بها الفيتامين كلما مر عليها وقت.
وتشير دراسة حديثة أجرتها جامعة كارديف البريطانية إلى أن برودة القدمين يمكن أن تؤدي إلي الإصابة بنزلات البرد العادية.
واستندت الدراسة إلى أن انخفاض كمية الدم في الدورة الدموية يتسبب في خفض قدرة الجسم علي مقاومة الجراثيم والفيروسات.وانتهت الدراسة التي أجريت علي180 طالباً إلى أن الأوعية الدموية بالأنف تنقبض عندما تنخفض حرارة الجسم، مما يسهل هجمات نزلات البر.
وينصح الأطباء في تحسين فاعلية العلاج من أدوار البرد والأنفلونزا بتجنب تناول الحليب ومنتجات الألبان عند الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا باعتبار أنها تزيد من المخاط وتزيد الحالة سوءا لذا يفضل الابتعاد عنها تماما بمجرد الإصابة بأعراض البرد والأنفلونزا.
رورو 44