الخلايا الجذعية لعلاج سرطان الأطفال
تمثل الخلايا الجذعية نقطة تحول رئيسية في أبحاث الطب والعلاج البشري، لما أثبتته من أهمية بالغة،وقدرة علي علاج العديد من الأمراض المستعصية والخطيرة، بالإضافة إلي استخدامها في عمليات زرع الأعضاء، وفي هذا الإطار نجح أطباء روس في علاج أمراض سرطان الأطفال وأمراض الجهاز العصبي بواسطة الخلايا الجذعية لأول مرة في تاريخ الطب.
وأشار البروفيسور جيورجي مينتكيفيتش نائب رئيس مركز علاج أمراض السرطان التابع لاكاديمية العلوم الطبية الروسية، بأن اللجوء إلى استخدام الخلايا الجذعية يتم فقط في الحالات المستعصية التي لا تستجيب للعلاج التقليدي بالأشعة والكيمياوي والجراحة، مؤكداً أن الخلايا الجذعية يحصل عليها أما من الشخص المصاب نفسه عن طريق جهاز المفرزة وأما من المتبرعين الأقارب.
وأضاف مينتكيفيتش أن استخدام الخلايا الجذعية أدى إلى حدوث تقدم ملموس في علاج بعض الأمراض السرطانية، مبيناً نجاح العلاج في حوالي 60 في المائة من الإصابة بمرض هلاك الكريات الحمراء وخمسين في المائة من أورام الجهاز العصبي المركزي.
وأوضح الأطباء أنهم ينقلون الخلايا الجذعية المأخوذة من النخاع العظمي في منطقة حوض المريض إلى النخاع الشوكي كما ورد بجريدة "عمان اليوم"،، مشيرين إلى أن هذه الخلايا تنتقل عبر النخاع الشوكي إلى منطقة الدماغ وتنقض على الأورام السرطانية في الرأس أو بقية أنحاء الجسم لدى المرضى، مؤكداً أن هذا الاسلوب العلاجي أدى إلى نتائج ملموسة تمثلت في القضاء على أورام الجهاز العصبي المركزي وزوال أعراض المرض لدى العديد من المرضى، حيث أن العلاج بهذه الخلايا يكون أكثر فعالية في بداية الإصابة بالورم السرطاني وانحسار رقعة انتشاره في جسم المريض.
خلايا جذعية من خلايا ميتة
وفي هذا الصدد، توصل علماء بريطانيون إلي طريقة جديدة لإنتاج الخلايا الجذعية من خلال أجنة ميتة، من أجل القضاء علي الأمراض المستعصية.
وأشار ميودراج ستوجكوفك بروفسور علم الأجنة وعلم الخلايا الجذعية في جامعة نيوكاسل، إلى أن هذه الأجنة المستخدمة في البحث تكون قد توقفت عن النمو وبذلك فهي في عداد الميتة.
وأضاف ستوجكوفك أنه يمكن استخدام هذه الأجنة الميتة وذلك لإنتاج خلايا جذعية جنينية، وبذلك ستعطي مصدراً إضافياً للخلايا الجذعية لاستخدامها في البحوث لأن الأجنة البشرية ثمينة جداً.
من جانبه، أشار الدكتور روبن لوفل بادج رئيس قسم تطوير علم الأجنة في المعهد الوطني للبحوث الطبية، إلى أن أهمية هذا البحث تكمن في اكتشاف أن جميع الأجنة بما فيها الميتة يمكن استخدامها في بحوث الخلايا الجذعية.
خلايا جذعية تعيد إنبات جذور الأسنان
وفي إطار الحديث عن بعض استخدامات الخلايا الجذعية في علاج أنواع معينة من الأمراض، نجح باحثون في إنبات جذور وأربطة داعمة للأسنان، للمساعدة في عملية تصليح تاج أحد الأسنان، وذلك من خلال استخدام خلايا جذعية مأخوذة من ضرس العقل لأجسام بالغة في تجارب على خنازير صغيرة الحجم.
وأشارالدكتور سونجتاو شي في كلية طب الأسنان بجامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن استخدام تقنية الخلايا الجذعية يقود إلى إعادة بناء وظيفة الأسنان في نموذج حيواني مشابه للإنسان.
وأوضح شي أنه يأمل في السنوات القادمة أن يكون لدى مرضى الزرع عظماً كافياً في فكهم لدعم عملية الزرع، أما من ليس لديهم فإن هذا العلاج يعتبر بديلاً عظيماً.
طريقة جديدة لزرع أوعية دموية
باحثون كنديون يفيدون بإمكانية استخدام الخلايا الجذعية التى تؤخذ من النسيج العضلى فى بناء أوعية دموية جديدة من أجل زراعتها فى جسم الإنسان.
وقام الباحثون من خلال الدراسة التي طرحت فى اجتماع فى "تورونتو"، بزرع هذه الخلايا الجذعية فى أنابيب مرنة قابلة للتحلل بعوامل بيولوجية وذلك لاستنبات أوعية دموية جديدة من أجل الفئران، وذلك خلال يومين من استخراج هذه الخلايا الجذعية.
وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تؤدى إلى طريقة جديدة لبناء وصلات نسيجية من الاوعية الدموية لزراعتها لدى مرضى القلب والكلى.
وذكر الباحثون أن هذه الخلايا التى يطلق عليها خلايا جذعية مأخوذة من العضلات هى بمثابة خلايا جذعية للبالغين تختلف عن النسخ المأخوذة من الاجنة والتى مازالت محل جدل حاليا.
وحقن الباحثون 10 ملايين من هذه الخلايا الجذعية فى أنابيب قطرها 2ر1 مليمتر، ونمت الخلايا الجذعية فى هذه الإطار لمدة أسبوع قبل أن تزرع هذه الأنابيب بداخل الشريان الرئيسى ببطن كل فأر.
تعيد الإبصار للحيوانات
أثبتت دراسة طبية حديثة أن الخلايا الجذعية البشرية يمكن أن تعيد الإبصار جزئياً لفئران عمياء مما يعطى مؤشراً لعلاج أمراض معينة في العين.
وأظهرت الدراسة أن الخلايا المشتقة من خلية جذعية جنينية بشرية يمكنها إنقاذ وظيفة الإبصار في الحيوانات التي بدونها كانت ستصبح عمياء، وهذه الخلايا هي الخلايا الرئيسية التى تتكون بعد بضعة أيام من الحمل حين يكون الجنين ما زال مضغة.
أمل جديد لمرضى الكبد والسكر
أكد الدكتور عبدالحميد أباظة الأمين العام للهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية، بأن الهيئة نظمت ندوة ناقشت خلالها أحدث الاكتشافات العلاجية التي تفتح أبواب الأمل أمام مرضى الفشل الكبدي والبول السكري.
وأضاف أن ذلك يتم من خلال استخدام الخلايات الجذعية "خلايا الدم الأولية الموجودة بالنخاع العظمي"، وذلك عن طريق زرع الخلايا الأولية للمريض نفسه حتى يمكن تلافي مشكلة رفض الجسم للأنسجة الغريبة.
وتم تطبيق هذا العلاج بالخلايا الجذعية في مصر علي مرضى التليف الكبدي وإصابات العمود الفقري، وأظهرت نتائج مبشرة، مما قد يؤدي لحدوث ثورة جديدة في العلاج، حيث يعتبر نجاح العلاج الخلوي من المريض ذاته إنجازاً علمياً واقتصادياً.
طريق للشفاء من الأورام الدماغية
وفي نفس المجال ، أكد باحثون أمريكيون أنه قد يكون بإمكانهم أن يجربوا أبحاث الخلايا الجذعية في معالجة مرضى السكتات الدماغية والأورام الدماغية اعتبارا من العام القادم .
وتفيد الأبحاث الجديدة التي قاموا بها بأن الخلايا الجذعية تنجذب بشكل طبيعي إلى الأجزاء المريضة من الدماغ .
وقد بينت هذه الدراسة لأول مرة أن الخلايا الجذعية المأخوذة من مخ العظام في الأشخاص البالغين يمكن أن تتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجملة العصبية المركزية.
وقد أجريت التجارب حتى الآن على الفئران، ويريد الباحثون تطبيق ما توصلوا إليه على الإنسان . يشار إلي أن الخلايا الجذعية يمكن أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا المتخصصة في الجسم .
أسلوب لعلاج سرطان الدم
كما طور باحثون بريطانيون أسلوباً جديداً يعتمد على الخلايا الجذعية يمكن أن يساعد مرضى المراحل المتقدمة من سرطان الدم أو الاورام الليمفاوية.
وتدخل العلماء وراثيا في خلايا المنشأ المتبرع بها ، وهي خلايا رئيسية يمكن أن تتحول لأي نوع من الخلايا حتى يمكنها أن تبقى حية أثناء العلاج الكيميائي العالي السمية .
وأوضح أحد الباحثين أنه يمكن استخدام عمليات زراعة خلايا المنشأ في علاج سرطان الدم والأورام التي تصيب الجهاز اللميفاوي والتي لا تستجيب عادة للعلاج التقليدي ، وتتم زراعة خلايا المنشأ في المريض لاحداث استجابة للمناعة ضد المرض ، وغالبا ما يعقب هذا علاج كيميائي قوي لقتل الخلايا السرطانية .
علاج لضمور العضلات
اكتشف فريق من الباحثين الايطاليين نوعاً من الخلايا الجذعية موجودة في الاوعية الدموية يمكن استخدامها فى تجديد العضلات. وقد قام العلماء بمعهد أبحاث الخلايا الجذعية، باجراء تجارب علي احد فئران التجارب المصاب بصورة من صور مرض ضمور العضلات الذي يتسبب في تدمير العضلات. ووجدوا ان خلايا الاوعية الدموية الجذعية المعدلة وراثيا، والمسماة "ميسانجيوبلاستس"، لديها القدرة علي تجديد وتوليد انسجة عضلية جديدة في الفأر.
وتعد الخلايا الجذعية هي " الخلايا الرئيسية "، التي يمكن تحفيزها لتنمو في أنواع مختلفة من الانسجة.
وقد تصور العلماء عملية لجمع الخلايا الجذعية من الاوعية الدموية لمريض بشري، ثم تعديلها وراثيا في مختبر، وبعد ذلك يتم حقنها مرة اخري في مجري الدم. وتوصل العلماء الي ان هذه العملية سوف تؤدي الي انتقال الخلايا الي عضلات المريض، ثم تبداء في انتاج خلايا عضلية سليمة وصحية. واضافوا أن الجسم لن يرفض هذه الخلايا، لان منشأها من جسم المريض نفسه.
رورو 44