عيون طفلك مرآة صحته.. كيف تحافظين عليها؟
تكثر الحكم التي تدور حور علاقة الصحة بنوعية الأكل، وانعكاس كل ذلك على العيون، والتي تؤكد أن العيون هي مرآة الصحة، من هذه الأمثال والحكم انطلق أحد علماء الصحة الغربيين، في محاولة منه للتوصل إلى أفضل الطرق التي تمكّن الأهل من المحافظة على عيون أطفالهم، وخصوصاً الأطفال حديثي الولادة, ما دعاه في النهاية لإطلاق كتاب خاص حول كل البحوث والدراسات الحديثة التي تناولت هذا الموضوع.
الفحوصات الطبية
أول ما يعالج فيه الطبيب لويس اسمث (أخصائي العيون بمستشفى بوسطن الأمريكي) هو مسألة الفحوصات الطبية والتشخيصات الدقيقة التي يجب إجراءها على أعين الأطفال، لمعرفة مدى ما يتمتع به الطفل من نظر سوي، فإذا ظهرت في التشخيص أي دلائل على ظهور بعض الأمراض في نظر الطفل، فيجب التركيز بصورة أساسية بعد ذلك على العناية بها وعلاجها قبل استفحال مشاكلها، لأن استمرار وجود بعض المشاكل الصحية في أعين الأطفال، يؤدي إلى تضرر بصر الطفل في المستقبل، لا سيما وأن هناك ملايين الأطفال في العالم فقدوا قدرتهم على النظر بسبب إهمال الأهل لإجراء الفحوصات والتشخيص المبكر لهم.
زيت السمك
إحدى أهم النقاط التي عالجها الطبيب في كتابه، هو أهمية زيت السمك بالنسبة لأعين الأطفال، بسبب ما يحتويه زيت السمك من خصائص نادرة وقدرة فائقة في المحافظة على سلامة نظر الأطفال.
بعض العلماء أخضعوا هذا الزيت للتجارب بهدف معرفة قدرته على وقاية عيون الأطفال حديثي الولادة من الأمراض التي تصيب النظر, خاصة مع وجود عدّة أنواع من أمراض العيون، من بينها مرض يصيب جفن العين، مئات الآلاف من الأطفال في العالم.
وحينما بحث الأطباء في أسباب ظهور هذا المرض، توصلوا إلى أن غالبية الأطفال الذين أصيبوا به، يعانون من سوء في عملية الامتصاص، رغم ولادتهم كاملي الحواس.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور لويس اسمث: "إننا نحاول إكمال النقص الذي أصاب الطفل بداخل رحم أمه، ومن ثم نحاول تعزيزه وتنميته بواسطة التركيز على عامل التغذية".
الوقاية خير من العلاج
يعالج الطبيب المؤلف نقطة أساسية في سلامة عيون الأطفال، والتي تدور حول حقيقة طبية تقول: "إن منع وتحاشي الأمراض التي قد تصيب الأطفال، تعد من أعظم الإجراءات التي توصل إليها الطب الحديث, فإذا حدث واستطاع الإنسان وقاية نفسه من معظم الأمراض، فستخفي بموجبه معظم الأمراض الفتاكة والتي يعاني منها معظم سكان العالم الفقير".
وبما أن بعض الأطفال يولدون وهم يعانون من عجز بعض الأوعية الدموية الهامة التي تغذي العين بالدم, فإن قدرة أعينهم على الرؤية تضمحل بعد فترة من ولادتهم، مما يسبب لهم العمى في طفولتهم المبكرة.
ولتجاوز هذه المشكلة، بدأ فريق طبي متخصص، البحث في علاج مثل هذه الحالات المؤلمة للأطفال ولعائلته. وتوصلوا لحقيقة هامة جداً، وهي أن أفضل الأغذية التي يمكن أن يتناولها الطفل لتجنب أو لعلاج مثل هذا المرض هو "زيت السمك" حيث أدركوا أنه يعمل على تغذية تلك الأوعية الدموية الدقيقة في العيون، ويعمل هذا الزيت على تعزيز قدرة العيون في الرؤية أيضاً.
بجانب هذا فإن تناول زيت السمك الذي يحتوي على مادة "أوميغا 3" له أيضاً مفعول سحري على رفع أداء عمل القلب والوقاية من خطر كل أمراض تصلب الشرايين وضغط الدم. وبالمقابل، إذا تناول الإنسان الكثير من لحوم الهامبروغر فإن دهونه سوف تؤثر على عمل القلب وأيضا على سلامة نظره.
توجّه عالمي لدعم تناول زيت السمك
وعادة ما نجد إن أطباء النساء والولادة ينصحون النساء الحوامل بضرورة تناول جرعات من زيت السمك، وخصوصاً في المرحلة الأخيرة من مراحل الحمل "أي ما بين الشهر السابع والتاسع"، وهم عند هذا يدركون أن شبكية عين الجنين قد بدأت بالتشكّل خلال هذه الفترة، وأن هذا الزيت سوف يعمل على تغذية العيون والأوعية الدموية الدقيقة فيها.
في بحوث طبية حديثة أجريت حول تنازل زيت السمك، تبيّن أنه يساعد في سرعة نمو واكتمال دماغ الطفل، حيث أنهم أدركوا أنه يعمل على تنشيط كل الأوعية والأوردة التي تحيط بالدماغ.
وحول هذا الموضوع، يقول طبيب العيون: "تعتبر هذه العملية في غاية السهولة, وإننا سوف نحاول إخضاع كل جنين لعمليات الفحص والتشخيص اللازمة بحيث لا يصاب بأمراض العيون مستقبلا, ولهذا فقد أوصت جمعية أطباء العيون بإضافة جرعة من زيت الأسماك لكل أنواع الحليب المستخدم في غذاء الأطفال في كل الشركات العالمية العاملة في هذا المجال".
حواء