د. سعيد حسونة: ريجيم التجويع ممنوع علمياً وطبياً
باتت السمنة مشكلة تؤرق أفراد المجتمع، في ظل الاتجاه إلى نظام غذائي غير متوازن، يعتمد على الوجبات السريعة المغدقة بكميات من الدهون لا تعمل على ارتفاع الوزن فقط؛ بل تؤدي إلى أمراض خطيرة كضغط الدم والأزمات القلبية وغيرها.
وفي هذا الحوار، نلتقي مع استشاري الأمراض الجلدية والرشاقة والجمال د. سعيد حسونة ليوضح لنا أسباب السمنة وطرق علاجها بالتوازن الغذائي والرياضة الخفيفة، والحالات التي يمكن خلالها الاتجاه للريجيم.
- لماذا أصبح مرض السمنة من أكثر الأمراض التي تعاني منها النساء والفتيات في الوقت الحالي؟
- مما لا شك فيه أن مرض السمنة بات من أكثر الظواهر الشائعة في مختلف المجتمعات العربية والأجنبية بصفة عامة، ولعل أهم أسباب انتشار هذا المرض نظام التغذية غير المتوازن الذي يعتمد على نظام الوجبات السريعة التي تحتوي على كميات عالية من الدهون، بالإضافة إلى نظام الحياة غير الصحي والذي يعتمد على الأكل بوجبات شديدة دون الاعتماد على تنظيم الاتزان الغذائي، ناهيك عن قلة ممارسة الرياضة من قبل الأفراد، التي من شأنها أن تقوم بعملية حرق السرعات الحرارية الداخلة إلى الجسم، وكذلك معاناة الفتيات والنساء من الضغط النفسي الذي يؤدي إلى شراهة في الأكل، خاصة أثناء فترة الليل، والخلل في الهرمونات.
وبالمجمل فإن الأسباب التي تؤدي إلى السمنة في الوقت تتمثل في الظروف التكنولوجية ونظام الحياة الخاطئ، إضافةً إلى الضغوط النفسية والعصبية التي يمر بها الفرد.
- لا يقتصر الأمر على السمنة والبدانة، بل أنهما يؤديان إلى أمراض أخرى يترتب عليها وضع خطير لصحة الفرد؛ فما هي الأمراض المترتبة على السمنة والبدانة؟
- الحقيقة أن التخلص من مرض السمنة ليس ظاهرية تجميلية فقط، وإنما يتم من خلاله التخلص من أمراض أخرى خطيرة على صحة الإنسان، أهمها: أمراض ضغط الدم، وتصلب الشرايين، بالإضافة إلى زيادة فرصة حدوث الأزمات القلبية وحصوات المرارة، ووجود دهون على الكبد، ومشاكل في الأوعية الدموية، ومشاكل أخرى في الجهاز الهضمي والعصبي، لذلك فإن السمنة ظاهرة سيئة جداً لما تحدثه من أمراض خطيرة على صحة الإنسان.
- بماذا تنصح الفتيات والنساء اللاتي تعاني من سمنة زائدة؟ وما الخطوات الواجب إتباعها لإنقاذ أنفسهن من السمنة؟
- لا بد أولاً من تشخيص نوع السمنة التي تعاني منها، حيث تنقسم إلى نوعين: سمنة عامة في جميع أنحاء الجسم، وسمنة موضعية في أجزاء معينة من الجسم. لذلك لا أنصح جميع أفراد المجتمع باتباع الريجيم القاسي أو التجويع؛ لأنه يؤدي إلى إنقاص في الوزن بشكل مؤقت، وبعد ذلك يؤدي إلى وجود ترهلات في الجسم، ووجود مسافات بالجلد، ويعود الإنسان للأكل مرة أخرى، وبالتالي تزيد لديه السمنة بشكل أكبر مما كان عليه.
ولكن هناك بعض الخطوات إذا ما اتبعها من يعاني من السمنة؛ فإنه يتخلص منها، ولعل أول تلك الخطوات الاتزان الغذائي بأن يعود الإنسان نفسه على نمط غذائي على مدى الحياة، وليس لفترة معينة من الزمان؛ لذلك فإن ريجيم التجويع ممنوع علمياً وطبياً، والأجدر تعويد المعدة على نظام غذائي معين، فإذا ما اعتادت المعدة على تناول وجبات صغيرة ومتكررة؛ فإن ذلك يؤدي إلى الإنقاص من السمنة.
فيما تتمثل الخطوة الثانية بأن يضع كل إنسان لنفسه من ناحية الاتزان الغذائي ممنوعات يمتنع عن تناولها، أو لا يفرط في تناولها كالمياه الغازية، والحلويات، والنشويات، والمعجنات والتي إذا ما تناولناها بكميات كبيرة فإنها تؤدي إلى السمنة.
والعمل على أخذ جميع أنواع الغذاء المتنوع من فواكه وخضراوات، وعدم الإكثار من الخبز والنشويات، وكذلك الإكثار من شرب السوائل قبل كل وجبة، والامتناع عن الأكل في فترة الليل، فذلك يحقق الاتزان الغذائي.
وفي خطوة ثالثة إذا ما بقيت تعاني من السمنة، يكون التوجه إلى طبيب تغذية مختص؛ لعمل تحاليل كاملة، وتحديد الإصابة بمشاكل أخرى كالغدة الدرقية أو القولون والهضم؛ ليتم منح العلاج وفقاً للحالة المرضية.
وبعد ذلك تأتي خطوة رابعة بتحلي الفرد بالإرادة القوية، والرغبة الشديدة لإنقاص الوزن، وممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري ومنتظم.
أما إذا وجد لديه سمنة موضعية في أماكن محددة من الجسم، فيتجه إلى الوسائل العلمية المتاحة للتخلص منها، ومن أهمها: عملية شفط الدهون لكنها تؤدي إلى مضاعفات ومشاكل كثيرة على صحة الإنسان، الآن نحن نتبع أسلوب إذابة الدهون عن طريق الكريمات.