ما لا تعرفينه عن البكتريا النافعة في الجسم
تناقلت وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين أنباءً تحدثت عن نتائج بحوث جديدة تتعلق بعلاج بعض الأمراض لدى الأطفال، كالحساسية، والتهاب المفاصل وغيرها، مشيرة إلى أن العلاج قد يكمن في "البكتريا".
وإن كان البعض يعتقد أن البكتيريا ضارة وغير نافعة، إلا أنها تعد من الكائنات الحية المفيدة جداً للإنسان، في صحته وغذاءه وحياته اليومية.
آخر البحوث:
البحث الجديد قال: "إن أمراضاً مثل الحساسية والتهاب المفاصل الرثياني، يمكن منعها يوماً ما عن طريق استخدام نوع من البكتيريا، مثل المعينات الحيوية الموجودة في الزبادي".
وبحسب وكالة رويترز فإن الباحثين قاموا بتغذية فئران بعائلة بكتيرية، ووجدوا بأنها حفزت على إنتاج خلايا دموية بيضاء معينة يطلق عليها خلايا (تي).
ونقلت عن كينيا هوندا (أحد العلماء والأستاذ المساعد لعلم المناعة في جامعة طوكيو) قوله: "إن زيادة خلايا (تي) ستساعد في كبح العديد من أنواع الحساسية والأمراض الناتجة عن اضطراب جهاز المناعة".
وخلايا تي هي خلايا دم بيضاء، تنظم جهاز المناعة وتمنعه من التفاعلات الزائدة. وعندما يبدأ جهاز المناعة في مستوى نشاط إضافي، فإنه يمكن أن يسبب الحساسية.
نظرة عن كثب:
البكتيريا هي كائنات حية دقيقة جداً، لا ترى بالعين المجردة، تبلغ أطوالها بين (0.5) و(5) ميكروميتر، تصنف ضمن وحيدات الخلية، وتكون عادة إما على شكل مكورات، أو عصيات.
ما يميز البكتريا هو قدرتها على العيش ضمن بيئات مختلفة ومتنوعة، بل وقاسية أحياناً. فهي تعيش فوق الأرض وتحته، في المياه وقيعان المحيطات، وفي التربة والهواء وداخل الأجسام الحية، بل وحتى في الفضلات النووية والمركبات الكبريتية الحمضية. ولتخيل حجم تواجد البكتريا من حولنا، فإن العلماء يؤكدون أنه كل غرام واحد من التربة يحتوي على عشرة مليارات خلية بكتيرية.
ولم يخلق الله سبحانه وتعالى البكتريا بهذا التعداد، وهذه القدرة على الحياة في أصعب الظروف إلا لفائدتها وعظيم صنعها في الحياة. فالبكتريا تلعب دوراً أساسياً وحيوياً في تدوير المغذيات البيئية.
و للبكتريا آثار أساسية في دورة التغذية، بل لها وظيفة أساسية في تثبيت النتروجين في الغلاف الجوي أيضاً.
كيف تفيدنا البكتريا؟
داخل جسم الإنسان، فإن البكتريا يفوق عددها عدد خلايا الجسم البشري ذاته، ومنها ما هو ضار، ومنها ما هو مفيد، وتكمن بعض الفائدة في المساعدة على الهضم، كما أن البكتريا المفيدة توجد توازناً متعادلاً مع البكتريا الضارة، كما تشكل حاجزاً طبيعياً للطبقة السطحية من الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي، ما يحول دون دخول البكتريا الضارة، وتصنع البكتريا المفيدة في الجسم حمض اللاكتيك، وأحماض عضوية أخرى تشكل جزءًا من الجهاز المناعي في الجسم.
ولا تقتصر أهمية البكتريا المفيدة على هذه الأمور، بل تتعداها لإنتاج فيتامين ب3، وب6، وب12، وإنتاج حمض الفوليك، والبيوتين، كما تساهم البكتريا في محاربة السرطان، من خلال تكسير السموم الناتجة عن المواد المسببة للسرطان، وتعديل تركيب الخمائر الممهدة لنمو الأورام السرطانية.
كي لا نخسر هذه الفائدة:
تقع على الإنسان مسؤولية المحافظة على صحته وحياته، وهي أمانة وضعها الله سبحانه وتعالى في عنقه، ومما يفيد الصحة هو المحافظة على البكتريا النافعة في الجسم.
فبعض الممارسات الخاطئة قد تسبب موتاً مدمراً لهذه البكتريا، كالإكثار من تناول المضادات الحيوية، والتي تقتل البكتريا المفيدة والضارة على حد سواء.
من النصائح الطبية في هذا المجال، الإكثار من تناول الزبادي، وأخذ بعض الأدوية التي تتغذى عليها البكتريا المفيدة، ولكن بعد استشارة الطبيب المختص.
كذلك من المفيد الإكثار من تناول الخضروات والفواكه التي تساعد على بقاء ونمو وتكاثر البكتريا المفيدة للجسم.
لها أون لاين