العلكة Chewing Gum - المضغ مستمر منذ 9 الاف سنة!
ينبت السؤال فجأة: لماذا؟ ثم يدفعنا فضولنا إلى تذكر أسئلة ال«كيف؟» وال«متى؟» و«ما هي القصة الأصلية؟» قصة عطر أو اسم أو وردة... أشياء تعيش معنا ونعيش معها، أشياء نحتاج إليها كل لحظة ونتعامل معها كأنها وجدت قبلنا وكأنها بلا تاريخ ثم ننتبه فجأة إلى أننا نجهل عنها بداياتها، وجودها الأول. وإذا سألنا أنفسنا لماذا وجدت؟ وكيف؟ ومتى؟ نكتشف أننا نحتاج أن نعرف القصة الأولى، القصة الأصلية ونبحث عمّن يحكيها لنا ثم نحكيها بدورنا... هنا نحكي لكم قصصاً أولى، قصصاً أصلية وبدايات...
سواء كانت لانعاش النفس أو تهدئة الأعصاب أو المساعدة على الهضم أو تنظيف الأسنان أو قمع الشهية على الأكل، فالعلكة قد أبقت ال***** البشري مشغولاً بالمضغ لأكثر من 9 آلاف سنة.
في الواقع، إن حاجة الكائن البشري الفطرية الى المضغ في شكل مستمر هي فعلاً غريبة. وفقاً لعلماء النفس، فهي تنبع من الولادة، وهي تقدّم طبيعي لفعل الرضاعة الذي يبعث الهدوء في النفس.
بينما يروح الأطفال ينمون ويتقدمون في السنّ، يضعون مجموعة متنوعة من أغراض المنزل في أفواههم، وعندما يصبحون راشدين تستمر هذه العادة لديهم ويروحون يقضمون أقلام الحبر وأقلام الرصاص وأظافر أصابع اليدين.
ليس من الغريب إذاً أن تكون الحضارات السابقة قد طوّرت أشكالاً أساسية من علكة المضغ. فاليونانيون والأتراك القدامى كانوا يقضمون علكة مصنوعة من صمغ الماستيك وهو النّسغ أو السائل المستخرج من شجرة المصطكاء.
ومضغ شعب المايا التشكلية وهي مادة صمغية تُستخرج من شجرة السّبوتة، وكان الأميركيون الأصليون يفضلون مادة الراتينج المستخرجة من شجرة الراتينجية التي تنتمي إلى فصيلة الصنوبريات.
قام المستعمرون الأميركيون الأوائل بتقليد عادة السكان الأصليين وبدأوا هم أيضاً بمضغ علكة الراتينجية، ومزجوها مع شمع العسل لكي يبتكروا مزيجاً لذيذ المذاق أكثر.
وظهرت العلكة التجارية الأولى المصنوعة من مادة الراتينج الصمغية وشمع العسل في أميركا في العام 1848.
وبعد سنتين، أصبح شمع البارافين المحلّى شعبياً، وإنتهى به الأمر أن قضى على مجموعة الراتينج من السوق.
ولكن لم تظهر العلكة فعلاً: إلا عام 1869. وكان ذلك عندما استقبل طوماس أدامز المقيم في جزيرة ستاتين، وهو يعمل مصوراً فوتوغرافياً في النهار ومخترعاً في الليل، مستأجراً في منزله لكي يزيد من قيمة دخله المنخفض. وكان المستأجر الجنرال أنطونيو لوبيز دو سانتا أنا، وهو الفاتح السيئ السمعة في معركة ألامو Alamo ورئيس جمهورية المكسيك السابق الذي لحق به العار والموجود حينذاك في المنفى في مدينة نيويورك.
وإذ لاحظ الجنرال إندفاع صاحب الملك الى الابتكار، استورد شحنة من التشكلية «Chiclet» من المكسيك واستخدم أدامز لكي يطوّر بديلاً صناعياً عن المطاط. ورغم الجهود التي بذلها أدامز، باءت محاولاته بالفشل.
وعندما وصل الى نهاية هذا المطاف الطويل، وكاد يرمي ما تبقى من التشكلية «Chiclet» في النهر الشرقي، سمع أدامز مصادفة فتاة صغيرة في صيدلية تطلب علكة مصنوعة من شمع البارافين.
وإذا بأدامز يقرر أن يستفيد الى أقصى الحدود من هذه الفرصة، وبعد أن أنقذ التشكلية «Chiclet»، حوّلها الى علكة. ورغم أن هذه العلكة كانت خالية من النكهة، فهي كانت أكثر سلاسة وليونة من العلكة المصنوعة من مادة الراتينج أو البارافين.
وهكذا لُفت عيدان العلكة الصغيرة بالورق وأُطلق عليها تسمية «علكة أدامز نيويورك رقم 1» «Adams New York No.1».
بحلول العام 1871، أصبحت العلكة تباع في الصيدليات على صعيد البلد برمته بسعر سنت للقطعة الواحدة.
وسرعان ما وصلت الى اسمها الرفيع المستوى وأصبحت العلكة المفضلة في أميركا، وأخيراً تمكّن آدامز من تذوّق النجاح الذي لطالما تاق إليه.
لها