هل جمال المرأة يعني القوة والجبروت؟
الجمال بشكل عام نعمة كبيرة، يتجسد في الطبيعة والسماء والنجوم والقمر وفي بني البشر. العين لاتستطيع التغاضي عن النظر لكل ماهو جميل والعقل لايتوقف عن التفكير في كمالية هذا الجمال عند الخالق. الشاعر البرازيلي المعروف فينيسيوس دي مورايس قال في كتابه المعنون "وصفة المرأة السحرية" قال " القبيحات تسامحنني بسهولة ولكن ما أريده هو أن لاتسامحني الجميلة ان تغاضيت عن جمالها أو لم أنظر اليه". في هذا القول الكثير من المعاني التي ربما يعتبرها البعض مجازية، ولكن الشاعر كان يعي مايقول، أعطي الجمال حقه لأن الحياة جميلة.
التعاطف مع الجمال:
مجلة / ايستو ايه/ الشهرية البرازيلية التي تعنى بشؤون المرأة والمجتمع تطرقت الى موضوع فيه الكثير من الأهمية حول ماأسمته بقوة وجبروت جمال المرأة وأكدت بأن قوة المرأة تتضاعف ثلاث مرات اذا جمعت بين الجمال والذكاء. وقالت ان المرأة بدأت تدرك قيمة جمالها وتستخدمها لمصلحتها المهنية والاجتماعية منذ ستينيات القرن الماضي. فدخلت عالم الأزياء والموضة والتمثيل والرياضة والتجارة والصناعة ومجالات أخرى كثيرة.
وتحدثت المجلة في عددها لهذا الشهر عماأسمته بتعاطف البشر مع الجمال في كل شيء. وضربت أمثلة على ذلك بالقول ان القلب يتعاطف مع جمال وردة جميلة والمشاعر تتعاطف مع الجمال الأنثوي والعين تتعاطف مع جمال الطبيعة والعقل يحترم ويقدر ويتعاطف مع جمال الخالق. وأضافت في مقال مقتضب عن العلاقة بين جمال المرأة وقوتها بأن الجمال يساعد المرأة على اكتساب شخصية قوية تمكنها من تحقيقق أهدافها.
جمال المرأة لاينبغي تحويله الى سلاح ضد الرجل:
ومع كل هذا الاطراء على جمال المرأة حذرت المجلة من مغبة استخدامه سلاحا فتاكا ضد الرجل لأنه اذا تم ذلك فان الذكورة تصاب بخدش والخدش يمكن أن يحول الرجل الى وحش كاسر يدمر كل ماهو جميل. وقالت أيضا بأن جمال المرأة يمكن أن يسحر قلب الرجل ولكنه يفقد قيمته عنده عندما يشعر بانه سيتحول الى عبد لهذا الجمال.
وأضافت المجلة بأن جمال المرأة الممزوج بالخبث والمصلحة الأنانية البحتة هدام بالنسبة لمستقبل المرأة لأنه عندما يزول نتيجة التقدم بالعمر أو الاصابة بعاهة من العاهات فان الكل سيتخلى عنها. وهنا ، كما أوضحت المجلة، تأتي أهمية ادراك المرأة بأن الجمال الممزوج بطيبة القلب وجمال الروح يمكن أن يكون أبديا.
آراء مقتدرات:
بعد اطلاع سيدتي على هذا الموضوع المقتضب للمجلة البرازيلية والذي يعتبر موضوعا يهم نساء العالم بأسره قامت باجراء مقابلات مع ثلاث نساء برازيليات لهن سمعة داخلية وخارجية على جانب كبير من الأهمية لمعرفة آراء متنوعة ومختلفة عن قوة الجمال عند المرأة أينما كانت.
باتريسيا غايا /43 عاما/: ممثلة مجموعة /أرماني/ في البرازيل قالت ان الجمال يعتبر هاما عندما تمارس المرأة عملا له صلة مباشرة مع الناس، ولكنه يكتسب أهمية خاصة عندما تكون المرأة في منصب له علاقة بالنواحي الجمالية. وأضافت بأن وجود الجمال وحده لايكفي اذا لم يكن مقترنا بخيارات للمرأة تعطي الجمال رونقا خاصا بعيدا عن اطار الاثارة ال*****ية.
وأضافت بأن هناك عدة عوامل تتدخل من حيث معرفة المرأة استخدام جمالها بشكل صحيح. ومن هذه العوامل معرفة استخدام الثياب التي تتناسب مع درجة جمال المرأة والمكياج وتعابير الوجه واللغة المستخدمة في مخاطبة الآخرين. وأوضحت بأن على المرأة الجميلة اتباع ذلك ان شاءت أم أبت والا فان الجمال سيفقد بريقه. وقالت أيضا ان هناك نساء جميلات كثيرات مخفيات في المجتمع لأنهن لايفهمن المعنى الحقيقي للجمال.
وأكدت باتريسيا بأن المرأة التي تعرف كيف تتعامل مع جمالها لن تصبح أسيرة التفكير في التقدم في العمر لأن للجمال مراحل ولكل مرحلة أهميتها اذا تم التعامل بشكل صحيح مع الجمال. وضربت مثالا على ذلك بالقول ان المرأة التي تتجاوز الأربعين من العمر مثلا، كما هو الحال عندها، لاتستطيع استخدام نفس الثياب أو المكياج الذي كانت تستخدمه عندما كانت في العشرين أو الثلاثين.
أما عن قوة الجمال عند المرأة فاعترفت /باتريسيا/ بأن أي امرأة في العالم تشعر في لحظات معينة بأنها مقتدرة وقوية عندما تجد بأن ذلك يجعل الآخرين يميلون الى الاقتراب منها وكسب ودها. ولكن ذلك يجب أن لايفهم من قبل المرأة الجميلة بأنها تستطيع ان تفعل ماتشاء أو تلعب على قلوب الرجال. وأكدت أيضا بأن هناك حالات كثيرة توصل المرأة الى منصب هام بسبب الجمال الخارجي، لكن الشركات الكبيرة الحريصة على سمعتها لاتقبل بأن تسيء هذه المرأة الى سمعة الشركة وأعمالها.
فانيسا فيليلا /32 عاما/:صاحبة مجموعة /كابية/ لمواد التجميل قالت لسيدتي ان الجمال عند المرأة يعني العناية، العناية بكل شيء. فتواصل المرأة الجميلة مع الآخرين يتطلب معرفة كيفية التواصل معهم والحرص على تجنب اشعارهم بأنها تتعامل معهم على أساس من العجرفة. وأضافت بأن الجمال عند المرأة يعتبر سلاحا قويا بيدها ولكن هذا السلاح يمكن أن يكون ذو حدين، فقد يدمرها ويضعها في زاوية مهملة أو يضعها في مكانة اجتماعية راقية.
وقالت /فانيسا/ أيضا بأن الجمال عند المرأة يجب أن يترافق بدرجة كافية من الثقافة ولهذا فاننا نستطيع تصنيف الجمال عند المرأة الى نوعين: الجمال الجاهل والجمال المثقف. والفرق بينهما كبير جدا. وتابعت تقول بأن جمال المرأة يصبح ناجحا في الحياة المهنية اذا كان جمالا مثفا. أما الجمال الجاهل فربما تساعد ظروف معينة على بروزه ومن ثم اختفائه تماما مثل فوران الحليب المغلي.
كما أشارت فانيسا الى أن جمال المرأة يمكن أن يكون كالعربة المحصنة ضد الرصاص اذا كانت تصرفاتها لاتتعدى الحدود الطبيعية. وفي هذا المجال قالت ان هناك نساء جميلات تتصنعن في كل شيء حتى في طريقة المشي، وهذا مايعرضها لانتقادات تنهال عليها كالرصاص الذي يخترق الزجاج الهش.
وردا على سؤال فيما اذا كان جمال المرأة يعني الجبروت، قالت فانيسا ان ذلك ممكن ولكنه يتحول الى اخفاق اذا لم تفكر المرأة بأن الجمال الخارجي يمكن أن يزول في أي لحظة. وأضافت بأن نصيحتها للنساء الجميلات هو الابتعاد عن العجرفة الفارغة لأن الجمال الذي تملكه لم تصنعه هي وانما منحه لها الخالق.
مونيكا فيرو /43 عاما/: رئيسة شركة /وول لامبس/ للأضواء والديكور تطرقت الى ناحية أخرى تستخدمها المرأة الجميلة للوصول الى ماتبتغيه، وهو التأثير على قلوب الرجال واللعب بعواطفهم. واعتبرت بأن ذلك يعتبر من أكثر الحيل خطورة. فقد يكون من نتائجها البقاء وحيدة ومنعزلة بعد افتضاح ألاعيبها. فما من رجل في العالم يقبل أن يكون أسيرا لجمال المرأة. فهو قد يفتن بهذا الجمال ويعجب به ولكنه لايصبح اسيرا له مدى الحياة.
وذهبت مونيكا الى أبعد من ذلك بالقول ان الخدش في رجولية الرجل أقوى بكثير من جمال المرأة. وأضافت بأن هناك نساء غاية في الجمال لاتردن حتى احتلال مناصب، بل الاستمرار في التنقل من حضن رجل لآخر لتقنع نفسها بأنها مرغوبة عند الرجال. هذا النوع من الجمال، على حد قول مونيكا، هو جمال هش يقتقر الى الثقة بالنفس. فمن المعروف بأن الجمال ينبغي أن يمنح الثقة بالنفس للمرأة، ولكن طبقا لظروف التربية المنزلية والبيئية هناك نساء تسئن استخدام جمالهن ولاتعطين قيمة له.
وأضافت بأنه حسب اطلاعاتها فان خمسة وعشرين بالمائة فقط من النساء الجميلات تستطعن استخدام جمالهن بشكل صحيح وتحقيق مستقبل باهر، ومن الأمثلة على ذلك عارضة الأزياء البرازيلية /جيزيلي بوندشن/.
سيدتي