كأننا ننتظر الكوارث حتى تأتى إلينا لنقف أمامها عاجزين مكتوفى الأيدى مسلوبى الإرادة نقتل ما تبقى لدينا من أحلام فى المستقبل وتنتهى مشاريع الأمل فى قلوبنا ونسقط فى فخ ليتفرج علينا العالم وينظر إلينا نظرة المنعم لمن لا يستحق العطاء وبدلا من أن نغير الصورة ونعلى من شأن الوطن نغوص به فى قاع الأمم يلفظنا هذا ويخذلنا ذاك .. وكأننا ننتظر الكوارث لشعبنا حتى نقول ما باليد حيلة الظروف أصعب من أن نتحكم فيها حتى صار الفقر والجوع شعار المصريين ومات شبابه فى مراكب الموت تأكله الحيتان هربًا من جنة الوطن إلى جحيم أى مكان آخر.
وكأننا آثرنا أن نتخاذل فى كل شىء ونقبح أجمل ما لدينا فكنا نفخر بأن لدينا سياحة نعيش على أمل أن يزيد دخلنا منها ونتمنى أن نسبق تركيا واليونان وتونس والمغرب بما لدينا من شواطئ بهرت العالم ومياه أدفأت قلوب الأوروبيين من برد الشتاء وشعاب مرجانية طارت لجمالها العقول ولكن ما الفائدة فبعد التصريحات المؤتمرات والدعاية لدفع السياحة وتطويرها وتشجيع السياح بالعالم على ارتياد البحر الأحمر والمليارات التى أنفقت على القرى السياحية والفنادق ظهر لنا حظنا العاثر وهذه المرة جاء فى ثوب سمكة قرش منظرها بديع من بعيد حتى اقتربت منا فافترست حلمنا فى الوصول لأى شىء.
والكارثة أننا تفرجنا كثيرًا بينما العالم لم يتفرج فالصحافة العالمية واتتها الفرصة للانفرادات الصحفية على حساب مصر وبحرها الأحمر وكأنها تقول للسائحين فى أوروبا والعالم إياكم والمغامرة فى مصر فهى هذه المرة ليست أتوبيسا ينقلب أو حملة إرهابية تنتهى بعد قليل ولكنها ستودى بحياتكم فابحثوا لكم عن متعه أخرى غير الغوص فى المياه الدافئة ويكفيكم مشاهدة الأفلام التسجيلية عن الشعاب المرجانية واذهبوا إلى أقاصى الأرض وإياكم ثم إياكم أن تقتربوا من المحروسة التى لم تعد محروسة.
وأتساءل أين كانت حكومة السيد نظيف ألم يكفها أن قضت على أحلام الشعب فى حياة كريمة أو فى تعبير حقيقى عن الرأى ولم يعد لديها تعليم يحيى الأمل فى مستقبل صغارها ولا زراعة تطعم أهلها فمددنا أيدينا "نشحت" حتى رغيف الخبز أين كانت حكومة نظيف وخططها الخمسية والعشرية هل كانت نائمة إن كانت لم تستيقظ على صوت الشعب الجائع وطوابير الغاز والعيش فهل سوف تستيقظ على صوت القرش وإعلام العالم أم أنها تعدت مرحلة القروش ولم تعد تخاف منها ولكن أين نذهب نحن الخائفين من القرش الموءودة آمالهم فى المستقبل.
فالسائحون ذهبوا إلى غير رجعة وتركوا لنا "شرم الأمل" شرم الشيخ تركوا لنا شواطئها خالية تذروها الرياح وفنادقنا ليسكنها البوم والغربان والوطاويط وتقر بها أعين الأشباح ومياهنا تسبح فيها القروش كيفما شاءت تسلب منا الأمل فى القوت والحلم بالنجاح لتبكى أرض شرم من هجرة محبيها وعشاقها إلى متى؟ والكارثة أن الصحافة العالمية لم تترك لنا الخيار فوصفت البحر الأحمر كاملا بالمقبرة التى يختارها مرتادوها بأنفسهم سكتنا على كل شىء، ولكننا لن نسكت على التهاون والتخازل وضرب الساحة والدخل القومى وتسريح العمالة من الشباب الذى وجد أمله يوما ما على تلك الأرض فرضى بها وعاش على دخلها راضيا قانعا محبا لأرضه ووطنه.
فلتسرحهم حكومة نظيف وتلقى بهم فى البحر ليتمتع القرش بنهش لحومهم وامتصاص دمائهم كى تقع أعين حكومة نظيف وكى لا نزعجهم ونقلقهم ونخرجهم من أبراجهم العاجية ليبحثوا للشعب عن القوت ويحموا أرزاق الشباب ويحموا أموال البنوك والاستثمارات لن نقول إنكم متخاذلون أو متهاونون بل إنكم لا تستحقون أن تنتسبوا لهذا الشعب وأنتم الذين تقتلونه وتجوعونه
فأين ما أعلنتم عنه فى دعاياتكم الواهية التى لا تقنع الرضيع فما بالك بسوق السياحة وهو أكبر الأسواق أين الشباك التى أعلنتم عن وضعها لمنع القروش أين لجانكم ووزاراتكم من البيئة والسياحة ومحافظة جنوب سيناء.
إنكم فقط اكتفيتم أن تطفئوا النار بوضع السولار هونتم من القضية ولكنها أبدا ما كانت هينة تعاملتم معها وكأنكم تتعاملون مع الشعب المصرى فقط وكالعادة ونسيتم أنكم تتعاملون مع العالم كله ومع أرقى فئاته.
إلى متى تتفرجون إلى متى تغضون الطرف عن كوارثكم ألم يكفكم بربكم ما نحن فيه؟ وهل هناك فرصة لحل الكارثة أم أنكم قضيتم على كل ما تبقى لدينا من أمل؟