الأمريكيون يكتشفون علاقة وطيدة بين دهون البطن والإصابة بالخرف
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن وجود علاقة بين دهون البطن وانكماش المخ مما يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.
كلما زادت دهون البطن العميقة والتي تسمى الدهون الحشوية visceral fat كلما صغر حجم المخ كما تقول دكتورة سودها سيشادري، أستاذ مساعد طب الأعصاب بكلية الطب بجامعة بوسطنBoston University School of Medicine والمشاركة في الدراسة.
"يرتبط صغر حجم المخ بضعف في القدرات الإدراكية مما يزيد من احتمال الإصابة بالخرف" كما قالت سيشادري لموقع ويب ميد Web MD الطبي.
تم نشر الدراسة في النسخة الإلكترونية من مجلة سجلات طب الأعصاب Annals of Neurology.
في الولايات المتحدة حوالي 5،3 مليون مصاب بمرض الخرف الشيخوخي أو الزهايمر Alzheimer’s disease وهو أكثر أنواع الخرف شيوعاً ويؤدي لفقدان القدرات الإدراكية مما يؤثر على الذاكرة واللغة والتفكير وتقييم الأمور.
تناولت عدة دراسات سابقة الآثار الضارة لدهون البطن وخاصة في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب لكن لم يكتشف الباحثون العلاقة بين دهون البطن والمخ إلا حديثاً.
تقول سيشادري قبل الدراسة التي قمت بها كان معروف أن بدانة منتصف العمر والتي تبدأ من حوالي 55 عاماً تزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.
وأوضحت سيشادري أن الأمر لا يتعلق فقط بمؤشر كثافة الجسم body mass index والذي ينذر بالعديد من المخاطر إن تخطى 30 لكنه أيضاً يتعلق بالبدانة المركزية central obesity والتي تعني تركز الدهون في الجزء العلوي من الجسم وخاصة منطقة البطن.
الدراسات التي نظرت في علاقة دهون البطن بالخرف كانت محدودة حيث لم يتعدى عدد الخاضعين للبحث 300.
"الاستثناء الوحيد كان دراسة تم نشرها عام 2008 وتضمنت أكثر من 6500 حالة. أوضحت هذه الدراسة أن ذوي البطون الكبيرة أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر أو أنواع أخرى من الخرف بمعدل ثلاثة أضعاف."
قياس دهون البطن
قامت سيشادري وزملاؤها الباحثون بإجراء أشعة مقطعية على البطن وأشعة رنين مغناطيسي على المخ عند 733 من الذكور والإناث المشاركين في دراسة فرمنغهام لأمراض القلبFramingham Heart Study Offspring Cohort ومتوسط عمرهم 60 عاماً. حوالي 70% من الخاضعين للدراسة سيدات.
نظر الباحثون في العلاقات المحتملة بين مؤشر كثافة الجسم ومحيط الخصر ونسبة محيط الخصر لمحيط الأهداب وكمية الدهون المتركزة في البطن من ناحية وحجم المخ من ناحية أخرى.
بعد أن قامت الأشعة المقطعية بقياس الدهون الحشوية والدهون الموجودة تحت الجلد مباشرة اتضح أن كلما كبرت البطن كلما قل حجم المخ لكن هذا لم يحدث مع دهون تحت الجلد مما يعني أن دهون البطن هي المتهم الأول كما قالت سيشادري.
كما أضافت سيشادري أن الدراسة كشفت عن علاقة بين مؤشر كثافة الجسم المرتفع ومحيط الخصر الكبير وبين صغر حجم المخ وإن كانت ليست في قوة علاقة دهون البطن.
كان متوسط مؤشر كثافة الجسم عند الخاضعين للدراسة حوالي 28. جدير بالذكر أن بدءاً من 25 فما فوق يشير لزيادة في الوزن بينما 30 فما فوق يشير لبدانة مفرطة.
كان متوسط محيط الخصر 39 بوصة بينما يجب أن تحرص السيدات على أن لا يزيد محيط خصرها عن 35 والرجال 40 وفقاً للمعاهد القومية للصحة National Institute of Health.
حتى الآن لم يعرف لماذا تتسبب دهون البطن في صغر حجم المخ لكن يمكن أن الالتهاب هو السبب حيث أن البدانة تتسبب في حدوث التهاب في الجسم.
"كما أن الهرمونات التي تنتج عن تكوين الأنسجة الدهنية الحشوية يمكن أيضاً أن تتسبب في انكماش المخ" كما قالت سيشادري.
رأي آخر
يقول ويليام ثايس، المسؤول الطبي والعلمي في هيئة الزهايمر، إن نتائج الدراسة الأخيرة تلفت الانتباه إلى أن تجنب العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على المخ.
"هذه الدراسة هي تذكير آخر بأهمية توخي الحذر من مسببات أمراض القلب مثل الوزن الزائد وضغط الدم والسكر حيث أن نفس هذه العوامل تحمي المخ مع تقدم العمر وتقلل من احتمالات تدهور القدرات الإدراكية والإصابة بالخرف الشيخوخي."
لكن أضاف ثايس أن رغم كل هذه المؤشرات، إلا أن لا شيء مؤكد حتى الآن ولا زال من المحتمل أن تحدث الإصابة بمرض ألزهايمر رغم اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة.
بشكل عام تنصح سيشادري أن تتم متابعة الدهون في البطن إن لم يكن عن طريق الأشعة المقطعية فعن طريق قياس مؤشر كثافة الجسم ومحيط الخصر حيث أن كلاهما يعتبر مؤشراً على مدى تراكم الدهون عند البطن.
"لو كان مؤشر كثافة الجسم يشير للبدانة المفرطة فإن هذا بنسبة 99% يعني وجود زيادة شديدة في دهون البطن ونفس الشيء لو زاد محيط الخصر عن الحد الأقصى أي 35 بوصة للنساء و40 بوصة للرجال."
على الجانب الآخر لو كان مؤشر كثافة الجسم أقل من 25 فهذا يعني بنسبة كبيرة أن لا توجد خطورة.
"أفضل شيء لتقليل دهون البطن هو ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي" كما قالت سيشادري.
الجمال