انضمام ميدو للزمالك ... نعمة أم نقمة؟
GOOD NEWS
في الخمسة أعوام الماضية كان نادي الزمالك لكرة القدم بمثابة "محرقة " تأكل نجوم الكرة الواحد تلو الآخر، لم ينج منها إلا من آثر السلامة وهرب من ذلك الجحيم، وأقصد بالتحديد النجم الغاني مانويل جونيور أجوجو وهو مهاجم قدير وفذ، والمصري الدولي أحمد حسام "ميدو"، فضلا عن احتراق بعض النجوم تماما أمثال بشير التابعي وحازم إمام وطارق السيد وعبد الحليم على وإبراهيم سعيد والعديد من اللاعبين الذين خرجوا من الباب الخلفي للنادي بشكل مهين .. فقد كانت الانقلابات المتتالية على مجالس الإدارات هي الوقود الذي يزكي هذه المحرقة وكانت عامل طرد بالدرجة الأولى .. وفشلت معها كل المحاولات لرأب صدع الجدران البيضاء التى بدت هشة ومتهالكة تماماً .. وذلك بمساندة ومباركة وسائل الإعلام المختلفة المرئي منها والمقروء.
ويدين مجلس ممدوح عباس الرئيس المخلوع لنادي الزمالك بالفضل لجماهير النادي في فرض التوأم حسام وإبراهيم واختيارهما لتسيير أمور الكرة في النادي والضغط بشدة على مجلس الإدارة رغم حالة التعنت التى كان عليها بعض أعضاء مجلس الإدارة وعلى رأسهم رؤوف جاسر نائب رئيس النادي وتمسك عباس بالفرنسي "المفلس" هنري ميشيل.. وظهور نغمة "أبناء النادي" التى كادت أن تجهض أحلام الزملكاوية في تعيين التوأم فضلاً عن الحروب التى واجهها الثنائي من قبل أبناء النادي القدامي.
ورغم أن المحرقة مازالت تدور رحاها بفضل التألق المهني للمحامي الشهير، كما أن الظروف المحيطة، كما هي لم تتغير كثيراً عن السنوات الماضية علاوة على الأزمة المالية الطاحنة التى يمر بها النادي إلا أن التوأم نجحا نجاحا منقطع النظير في مهمتهما وكانا عند حسن ظن جماهير النادي العريضة، وتمكنا من عمل توليفة جديدة شابة أحاطاها وعزلاها تماما ًعما يدور خارج المستطيل الاخضر ونافسا على لقب الدوري في الموسم الماضي رغم الحالة المذرية التي كان عليها الفريق، وتصدرا البطولة هذا الموسم في معجزة كروية قلما تحدث.
ولا شك أن أحمد حسام "ميدو" لاعب كبير وقدير يملك من الخبرات ما يؤهله لقيادة هجوم الزمالك، وقطعا يمثل انضمامه للفريق إضافة كبيرة .. لكن ما تخشاه جماهير نادي الزمالك هو تكرار مشكلة عصام الحضري وعبد الواحد السيد .. فالجميع في مصر يعلم وجود مشكلة ما بين ميدو ونجم هجوم الفريق عمرو زكي .. بدأت بغيرة كروية عادية عندما استبدل حسن شحاته مدرب المنتخب ميدو بعمرو زكي في نهائيات الأمم الأفريقية عام 2006 في لقاء السنغال وتمكن البلدوزر من إحراز هدف الفوز فور نزوله .. وصاحبتهما هذه الحساسية في مشوارهما في الدوري الإنجليزي عندما لعبا في نادي ويجان .. وأيضا بعد عودتهما للقلعة البيضاء .. ويظهر للعيان أن النفوس "شايلة " رغم نفيهما وجود أي مشاكل بينهما في العديد من التصريحات.
فهل ينجح حسام حسن فيما فشل فيه في قضية الحضري ووحيد .. ومن هو اللاعب الذي سيعتمد عليه العميد في مركز رأس الحربة الصريح بعد انضمام ميدو وقرب عودة زكي من إصابته إضافة إلى الجزائري الشاب محمد أمين عودية .. خاصة وأن حسام حسن يلعب برأس حربة واحد في طريقة لعبه (4-4-2) ومشتقاتها (4 -2- 3- 1).
ويعج هجوم الزمالك بالمهاجمين في الدور الثاني للدوري المصري في الوقت الذي كان يعاني فيه في الموسم الماضي وكان يعتمد بشكل أساسي على أحمد جعفر وأحيانا الإيفواري أبو كونيه على استيحاء وهو التحدي الجديد الذي يواجه حسام حسن.
والسؤال الآن .. كيف سيتم توظيف عمرو زكي - وميدو .. هل سيلعب ميدو في مركز لاعب الوسط المهاجم "تحت رأس الحربة" وميدو يملك الإمكانات اللازمة للقيام بهذا الدور، تاركا المهاجم الصريح لعمرو زكي أو عودية .. لكن ذلك بالقطع سيكون على حساب صناع اللعب حسين ياسر المحمدي أو حسام عرفات أو حتى حازم إمام، لكن بالتأكيد ليس على حساب شيكابالا.
وإذا حدث وعدّل حسام حسن من طريقته ولعب برأسي حربة (زكي وميدو) وهذا أمر وارد في بعض مباريات الدور الثاني الاكثر شراسة ، فذلك سيكون على حساب لاعبي وسط الملعب وقد يعاني الزمالك كثيرا حال انتهج هذه الطريقة ..كون حسام حسن يعتمد بشكل أساسي على حسن مصطفى وإبراهيم صلاح كمحوري ارتكاز أمامهما شيكابالا والمحمدي ومحمد إبراهيم أو حازم إمام أو حسام عرفات .. يتقدم معهم حسن مصطفى ويزيد مع الوسط المهاجم مع بقاء إبراهيم صلاح في المنتصف لتصبح الطريقة (4-1-4-1 ).
وأخيرا .. هل سيترك الإعلام ميدو الاحمر يهنأ بانضمامه لنادي الزمالك .. أم هنالك سيناريوهات معدة سلفا "لتطفيش" اللاعب مرة أخرى ؟.