PORTSAIDCAFE
الزعفران .. أغلى أنواع التوابل
في التراث الإسلامي هو تراب الجنة والعرب أول من نقله إلى الأندلس
كشفت دراسة إيطالية أسترالية مشتركة أن استهلاك الزعفران يحمي النظر وقد يقي من العمى.ووجد الخبراء في جامعتي "لاكويلا" الإيطالية و"جامعة سيدني" في أستراليا، أن الزعفران، أحد التوابل العطرة، ويكثر استعماله في بلاد البحر الأبيض المتوسط، حيث يتم إضافته إلى الطعام لتحسين طعمه، قد يقي من أكثر أنواع العمى شيوعاً.وكانت دراسات علمية أخرى قد أثبتت أن للزعفران فوائد في الوقاية من السرطان. وفي التراث الاسلامي يعتبر الزعفران "تراب الجنة". والعرب هم اول من نقله الى اسبانيا.
ووجد البحث العملي أن أكل الزعفران بانتظام - والذي قد يكون مكلفاً بعض الشيء - ساعد في تقوية خلايا العين الدقيقة التي تساعد على الإبصار، وتحصينها ضد الأمراض.
وخلصت أبحاث أجريت على فئران مختبرات، أطعمت خيطاً واحداً من الزعفران يومياً، إلى أن له تأثيرا واضحا في وقاية نظر تلك الحيوانات من الأضرار التي تتسبب بها أشعة الشمس القوية، بالإضافة لحمايتها من الزحف البطئ للأمراض مثل التهاب الشبكية الصباغي retinitis pigmentosa.
ويشار إلى أن التهاب الشبكية الصباغي، من الأمراض الموروثة ويسبب العمى تدريجياً، ويصيب شخص واحد من بين كل 4 آلاف.
وكذلك اكتشف الباحثون أن للزعفران تأثيرات مفيدة على الأشخاص الذين يعانون من مرض الضمور الشبكي المتصل بتقدم السن macular degeneration، ويعد أكثر أنواع العمى شيوعاً بين كبار السن.
وحالياً، بدأ الخبراء في الجامعتين تجارب سريرية على مرضى مصابين بالضمور الشبكي المرتبط بتقدم السن.
وقالت البروفيسور سيلفيا بيستي، من جامعة "لاكويلا" الإيطالية، والتي قادت البحث: "يبدو أن للزعفران عددا من الخصائص الواقية للنظر، ونحاول الآن فهم آلية ذلك."
وتابعت" "يبدو من الواضح أنه يمنع موت الخلايا فتركيبة الزعفران تحوي خصائص مضادة للتأكسد."
ويعد الزعفران من التوابل العطرة ، وهو ذهبي اللون يستخلص من مياسم أزهار الزعفران التي موطنها الأصلي منطقة البحر المتوسط ، وآسيا الصغرى وإيران.
وكان العرب أول من أدخل الزعفران إلى أسبانيا، وحالياً تشتهر هذه الدولة الأوروبية بزراعة ما يعد من أغلى التوابل في العالم.
الزعفران في التراث الاسلامي
وصف النبي الكريم الجنة وقال (تربتها الزعفران)، فهل هناك دلالات علمية وراء هذه المادة التي اختارها الله تعالى لأهل الجنة؟....
وعن أبي هريرة، قال قلت يا رسول الله ما بناء الجنة قال: (لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وتربتها الزعفران وحصبتها اللؤلؤ من يدخلها ينعم لا ييأس ولا يخرق ثيابه ولا يبلى شبابه) [رواه أحمد].
الزعفران: نبتة فريدة
الزعفران Saffron crocus نبات بصلي عطري من فصيلة السوسنيات, له بويصلة شعرية يتكاثر بواسطتها تحت التربة ويصل ارتفاع هذه النبتة من عشرة الى ثلاثين سنتيمترا, والجزء الفعال في الزعفران هي أعضاء التلقيح وتسمى ’’ السمات’’, وتنزع من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة على نار هادئة.
تنشط بويصلات الزعفران مع هبوب رياح فصل الخريف وتخرج وروده, وينبت في مناطق معتدلة الحرارة تربتها رملية وأرضها مستوية, ونبات الزعفران لا يحتاج إلى الماء في الشتاء وبداية فصل الربيع, أما في فصل الصيف فيحتاج إلى قليل من الماء. لون الزعفران أحمر برتقالي وذو رائحة نفاذة وطعم مميز.
بدأت زراعته بكثرة في القرن العاشر الميلادي في بلاد إيران, كما كان يزرع في منطقة كشمير أيضا, ومع هجوم المغول على إيران وجد الزعفران طريقه للصين, وفي النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي حمل المسلمون هذه النبتة إلى الأندلس. أما أهم الدول المنتجة للزعفران حاليا فهي: إيران, اسبانيا والهند. أما أصل اسم الزعفران فهو مشتق من اللغة العربية: أصفر, والذي منه جاءت كل هذه الأسماء باللغات الأخرى: الفرنسية Safran الأيطالية Zaffarano الأسبانية Azafràn الانكليزية saffron.
مركبات الزعفران
تحتوي أعضاء التلقيح لنبتة الزعفران والمسماة ’’ سمات’’ على زيت دهني طيار ذي رائحة عطرية حيث تبلغ نسبة الزيت الطيار (0.3-1.5%) وتعتبر مادتي Safranal و picrocrocin من المواد الرئيسية المسؤولة عن الخاصية العطرية للزعفران وتبلغ نسبتهما حوالي 4% كما يحتوي الزعفران على مواد ملونة هي Crocin المشتق من Crocetin حوالي 2% وكذا Caroten والذي يبلغ حوالي 8%. .
قيمة الزعفران الاقتصادية
يبلغ الإنتاج العالمي للزعفران حوالي 300 طن سنويا, وتبذل جهود كبيرة لزراعته, حيث يتطلب جمع وروده وتجفيفها حوالي 170-200 ساعة من العمل المتواصل وذلك لأنتاج حوالي 500 غرام من الزعفران! ونحتاج الى ما يقرب من 140 وردة من الزعفران للحصول على غرام واحد من هذه المادة, أما الهكتار الواحد فلا ينتج سوى 6 الى 8 كيلوغرامات فقط!! لذلك تعتبر هذه المادة أغلى محصول زراعي وأثمن أنواع التوابل في العالم ويشترى بالغرام.
قيمة الزعفران الطبية
بالنسبة للعلم الحديث, فلقد أثبتت التجارب العلمية الكثيرة والحديثة ما لهذه النبتة الصغيرة من مفعول كبير في مجالات عديدة خاصة في مجال الطب العضوي والنفسي, وكذلك في مجال الصناعة كتلوين السجاد والمفروشات والملابس وغيرها, وفي صناعة العطور, ويستعمل في مجال الطبخ حيث يضفي على الطعام مذاقا مميزا ولونا جذابا.
الطب النفسي والزعفران
لقد تبين في نتائج أحدث تجربتين سريريتين أن الزعفران يشكل علاجا فعالا ضد الاكتئاب!! حيث ثبت للعلماء أن الزعفران مادة مفرحة بشكل قوي بحيث يعطي انسجاما نفسيا ويمنع اعتلال المزاج والكآبة, ويبعد الأمراض النفسية كالوساوس والمخاوف, كما يعتبر مادة منومة ومهدئة. وقد وجد العلماء بعد هذه التجارب أن الزعفران يضاهي في تأثيره الإيجابي على الإنسان تأثير الدواء Prozac الذي سمحت منظمة التغذية والدواء Foof and Drug Administation (FDA) ببيعه حديثا في الصيدليات للأطفال ما بين 7 و17 سنة وذلك لمعالجة الاكتئاب والاضطرابات النفسية المفرطة. ويعتبر الدواء الأول المصادق عليه في الولايات المتحدة والذي يسمح ببيعه في الصيدليات للشباب والأطفال.
الطب العضوي والزعفران
لقد اكتشف العلماء حديثا بأن الزعفران يزيد من الطاقة الجسدية ويقوي حواس الإنسان كالسمع والبصر واللمس... وفي دراسة يابانية أجريت على الفئران عام 2000، تبين أن الزعفران يحسن ويقوي الذاكرة وتعلم المهارات, واعتبروه مفيدا في معالجة اضطرابات الذاكرة.
الزعفران علاج لأمراض عديدة
تبين حديثا أن الزعفران ينشط القلب ويمنع ارتفاع وتسارع ضربات القلب في ما يسمى في الطب ب
Tachyarrythmias كما أنه يخفض كهرباء الدماغ خاصة في حالات الصرع حيث يعتبر دواءً مسكناً ومنشطاً للجهاز العصبي المركزي.
ويعتبر زيت الزعفران مضاداً للألم والتقلصات ويزيل آلام الطمث وغشاء اللثة وهو مفيد جدا للجهاز الهضمي لأنه منبه للمعدة وشديد المفعول للأمعاء لذلك يدخل في صناعة الأدوية الحديثة التي تستعمل لطرد الديدان المعوية وكذا في الأدوية المستعملة في تنشيط الإفراز البولي, كما يدخل في تركيب بعض أنواع من الكحل المساعد في إزالة الغشاوة من العين. ويساهم الزعفران أيضا في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية.
الزعفران يتحدى مرض العصر: السرطان!
في دراسة أجريت سنة 1999 ونشرتها مجلة’’ الطب والبيولوجيا التجريبية’’ المتخصصة, أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان !!
ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث العلمية التي أجريت على الحيوانات, أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة, بل يساهم أيضا في تقلص وانكماش الأورام الموجودة. وأوضحوا بأن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي لايكوبين وبيتاكاروتين, كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.
ويعتقد هؤلاء العلماء أن لايكوبين Lycopene قد يساعد في تقليل التلف المتسبب عن جزيئات الراديكالات الحرة Free radicals الضارة والذي يحدث طبيعيا عند معالجة الطعام في الجسم ويؤدي الى الأمراض والشيخوخة.
نقلا عن بنت نت