نقلا عن : http://hg.hawahome.com
الرضاعة الطبيعية
الرضاعة
توصل باحثون فرنسيون من خلال دراسة موسعة إلى إن شعور الرضع بألم سحب الدم منهم كان أقل أثناء الرضاعة.
وتشير دراسة ألمانية إلى أن الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن لفترة ستة أشهر في الأقل قد يحصن أطفالهن في المستقبل من التعرض إلى البدانة بسهولة. وذكر البروفيسور بيرتولد كوليتسكو من عيادة الأطفال في جامعة ميونيخ أن رضاعة الطفل لفترة ستة أشهر من ثدي الأم تقلل خطورة البدانة عليه بنسبة 40% في المستقبل.
وفسر كوليتسكو هذه الحقيقة على أساس أن حليب الأم يحتوي على نسبة عالية من عامل النمو الجلدي (Epidermal) وعلى عامل TNFa اللذين ثبتت قدراتهما مختبريا على كبح تكاثر ونمو الخلايا الدهنية.
واعتبر كوليتسكو دراسته، حسب صحيفة الشرق الاوسط، من أكبر وأوسع الدراسات حول علاقة الوزن بالرضاعة وقال إن نتائجها ثابتة.
وأظهرت دراسة نشرتها صحيفة (لو جورنال سانتيه) الفرنسية مؤخرا، أن 4ر12بالمائة من الأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية يعانون من البدانة مقارنة بـ 3ر9 بالمائة فقط من الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية.
وأشارت الدراسة إلى أن الرضاعة الطبيعية تعتبر طريقة حقيقية للحماية من مشاكل البدانة وزيادة الوزن خصوصا أن نسبة البدانة لدى الأطفال في ازدياد مستمر في الدول الصناعية.
بالإضافة لهذا فقد أجرى باحثون من النرويج والدانمارك دراسة على نحو ثلاثمائة وخمسين ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة عشر شهرا وخمس سنوات لمعرفة الفترة التي حصلوا خلالها على رضاعة طبيعية وعلاقتها بمستويات الذكاء والقدرة على التحصيل.
وذكرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة تقل عن ثلاثة أشهر كانوا عرضة لانخفاض مستوى الذكاء إلى أقل من المتوسط بالمقارنة بالأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر.
ويقول د. شتايم فيك من إدارة الطب الأسري بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا.. إن هناك علاقة بين طول فترة الرضاعة الطبيعية وزيادة قدرة الطفل على التعلم. ويضيف د. شتايم أن السبب قد يعود إلى ما يحتويه لبن الأم من مواد مغذية ضرورية للنمو والأحماض الدهنية تساعد على زيادة فاعلية الغذاء اللازم لنمو الطفل.
كما يؤكد العلماء أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال فيما بعد من الإصابة بالبدانة حيث تكتسب أجسامهم قدرة أكبر على حرق الدهون قبل أن تتراكم .
والجدير ذكره حول أهمية الرضاعة الطبيعية كمسكن لآلام الأطفال، حيث قال باحثون إن الرضاعة الطبيعية تخفف من انزعاج المواليد
من وخز الإبر وقد تعمل كمسكن للألم خلال عمليات مؤلمة مثل الختان.
وخلصت دراسة أعدتها جامعة شيكاغو إلى أن المواليد الذين أرضعوا طبيعيا أثناء أخذ عينة دم منهم كانوا أقل بكاء وعبوسا وكان نبضهم أقل من المواليد الذين أرضعوا بحليب صناعي.
وكتب لاري جراي صاحب الدراسة يقول "للرضاعة الطبيعية أثر محتمل مسكن للألم". وأظهرت دراسات سابقة على الحيوانات أن مذاق ونكهة الحليب قد تكون من عوامل كبح إشارات الألم في الحبل الشوكي كما أن عملية مص اللبن قد يكون لها تأثير مهدئ. وقال الباحثون إن الاتصال الجسدي بين المواليد وأمهاتهم ساعد أيضا على تهدئتهم.
وفي دراسة أخرى حول الرضاعة الطبيعية بنفس الدورية اختبر باحثون من جامعة نيو هامبشير فرضية أن الأم التي تمارس تمارين قد تفرز حليبا أقل إثارة لشهية المواليد.
وكانت دراسة سابقة قد خلصت إلى أن مستويات الحمض اللبني في عينة من حليب أم أخذت بعد نصف ساعة من إجرائها تمرينات شاقة كانت مرتفعة بدرجة كافية لإثناء طفلها الرضيع عن شربه. وفي الدراسة التي أعدتها جامعة شيكاغو أخذ الباحثون عينة من حليب أم بعد ساعة من إجرائها تمرينات شاقة كما قارنوها بعينة أخذت بعد تمرينات متوسطة.
وكتب الباحث تيموثي كوين يقول إن التمرينات الشاقة رفعت بالفعل من مستويات الحمض اللبني في حليب الأمهات لكن أطفالهن لم يظهروا أي علامة أعراض عن الرضاعة. كما لم تسفر التمرينات المتوسطة عن مستويات أعلى من الحمض اللبني.
فائدة أخرى للرضاعة الطبيعية سجلتها دراسة جديدة أجريت في جامعة ميامي الأميركية، هي أن الأطفال الذين يتغذون طبيعيا أقل عرضة للإصابة بفطريات الكانديرا المبيضية المسببة لمرض مؤلم في الفم يعرف باسم (القلاع) ووجد الباحثون أن حليب الثدي يتمتع بفعالية عالية وقدرة فريدة على تثبيط نشاط هذه الفطريات في الظروف المخبرية على الأقل حتى مع تخفيفه.
وقالت الدكتورة أنالي لوسينا، في دراستها التي عرضتها في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلوم الجراثيم والأحياء الدقيقة إن 5 % من جميع المواليد يصابون بمرض القلاع الفطري، الذي يتميز بتكون طبقة بيضاء سميكة على الحلق واللسان، وعادة ما يكون الأطفال قليلي الوزن وغير مكتملي النمو الذين يخضعون لعلاجات مناعية بوجه خاص الأكثر استعدادا للإصابة بالمرض.
وأظهرت الدراسة التي اعتمد فيها الباحثون على جمع عينات من حليب الثدي من ثماني متبرعات، وخففوها إلى مستويات قليلة بنسبة تركيز 1 إلى 1000، وراقبوا بعدها نشاط سلالات مختلفة من هذا النوع من الفطريات عند تعرضها لمحاليل حليب الثدي المخففة أن حليب الثدي حتى بمستويات مخففة جدا، أعاق نمو فطريات الكانديرا وتكاثرها، ومنعها من غزو الأنسجة البشرية، وتدعم هذه التوصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، بأن يكون حليب الأم هو المصدر الرئيسي لغذاء الأطفال حديثي الولادة.
والجدير ذكره ما قال تقرير سابق نشر في لندن إن الرعاية الصحية الأساسية وبعض الإجراءات غير المكلفة مثل الرضاعة الطبيعية وتدفئة الطفل يمكن أن تقلل من وفيات الأطفال وتحفظ حياة ملايين الرضع كل عام.
ويموت 50 رضيعا كل ست دقائق في العالم. ويولد أربعة ملايين طفل ميتا بينما لا يبلغ أربعة ملايين سن الشهر الواحد ولكن كثير من الوفيات يمكن تحاشيها بتحسين صحة الحوامل.
وقال البروفيسور أنتوني كوستيلو من معهد صحة الطفل في بريطانيا والذي شارك في إعداد التقرير " في كثير من الدول النامية العناية الصحية للحامل خلال الفترة الحرجة قبل الولادة وبعدها مباشرة غير موجودة فعليا... معظم الأمهات يلدن دون أي زيارة لجهة رعاية صحية".
وقارن التقرير الذي جاء بعنوان "حالة مواليد العالم" بين الرعاية الصحية التي تحصل عليها الأمهات والأطفال في الدول الفقيرة بما هو متوفر في بريطانيا ودول أوروبية أخرى والولايات المتحدة. ووجد التقرير أن معظم وفيات الأطفال في الدول النامية سببها الأمراض المعدية والولادة المبكرة والصعوبات خلال عملية الولادة والعيوب الخلقية.
وذكر التقرير أن 53 مليوناً يلدن كل عام دون أي رعاية صحية متخصصة وأن احتمالات أن تجهض الأم الحامل في غرب أفريقيا خلال الشهر الأول تزيد 30 مرة عن الحامل في غرب أوروبا وأميركا