البابا شنودة يطالب الشباب المسيحي بالهدوء
الشروق
أعلن قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنيسة الأرثوذوكسية ستحتفل بعيد الميلاد المجيد، لأن ميلاد المسيح حدث هام بالنسبة للأقباط، وأن عدم الاحتفال بالعيد يعني إنهم غير متدينين، كما ينطوي على تصعيد الأمور بطريقة خطرة لا تصل بنا إلى نتيجة، وفيه نوع من الاحتكاك بالدولة، وسيعني الاحتكام للأعصاب وليس للعقل، وأضاف: "هناك مشاكل تحتاج لمدى زمني لتنفيذه لأنه يحتاج لدراسات وتمهيدات".
وطالب البابا الأقباط بعدم تعطيل قضيتهم بأي أعمال عنف، كما طالب الشباب المسيحي بالهدوء وإتاحة الفرصة لحل المشكلة بالتفاهم، وشدد على أهمية قسام الدولة بدور حقيقي في تهدئة الناس، وقال قدساته: "المسئولين عليهم دور لأن في القلب متاعب من مشاكل أخرى، وعلى الدولة أن تساهم في إيجاد الحلول للمشاكل المعلقة المتعلقة بالملف القبطي".
وأضاف البابا شنودة الثالث أن بعض التيارات السياسية "ركبت الموجة"، وأظهرت تعاطفا ظاهريا مع الأقباط في محنتهم، واشتركوا حتى في الهتافات المسيحية لكن أسلوبهم غير أسلوب الأقباط وقيمهم غير قيم المسيحيين، حيث هتفوا بهتافات تجاوزت كل الأدب والقيم، ولا يمكن أن تصدر عن مسيحي أو مسلم يتمسك بالخلق القويم، وبعضهم حاول استخدام العنف وقال: "العنف ليس من اسلوبنا اطلاقا".
ونقل البابا للأقباط تعازي شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية، ووزير الأوقاف ومفتي لبنان ورئيس لبنان، ومطران القدس والرئيس الفلسطيني ودولة روسيا، ورؤساء الدين المسيحي في مصر، وقال إن كل الجهات متضامنة مع ما حدث، وأشاد بالتغطية الصحفية للحدث، وبكلمة الرئيس مبارك التي أكد فيها على تتبع المخطئين.
وأرجع البابا التعاطف الكبير من جميع المصريين مع ضحايا المجزرة إلى أنها المرة الأولى التي تحدث فيها تفجيرات من هذا النوع بما أزعج الجميع، وقال: "المسلمون يعتقدون أنها مشكلة عامة ولا تستهدف الأقباط فقط"، وأضاف: "الكارثة جمعت بين الجميع ووحدت مشاعر الكل ضد العدو المشترك، وأشعر أن كل المسئولين يبذلون جهدهم لتتبع الجريمة ومرتكبيها والمحرضين عليها ونتائجها، حيث تكاتفت البلد بكاملها للخروج من هذه الأزمة".
وحول ردود الفعل القبطية بعد الحادث، قال البابا: "الاعتداء على الكنائس وتفجير الكنيسة تحدث مشكلة في تأثير الواقع على الناس وليس في قدرتنا منع الناس من التعبير عن ألمها، لكن لا تدع أحد يمسك عليك غلطة"، وشدد البابا على إعلاء مبدأ عدالة القانون وسريانه على الجميع، قائلا: "كلنا نؤمن بسيادة وأهمية القانون لكن يجب أن ننتبه إلى أهمية عدالة القانون ومن ضمن شروطها المساواة بين الكل، فهناك من يتغني بكلمة المواطنة دون الحديث عن تفاصيلها وكيفية تطبيقها".
وأكد البابا أنه يتحدث عن جميع المصريين، قائلا: "لا اتكلم عن مشاكل الأقباط، نتحدث عن مشكلات زي البطالة والأسعار وزيادة المرتبات وهي مشكلات تطال الجميع، وعندما تتعب الناس من الحالة الاقتصادية والفقر والجوع يمكن أن يجرهم أي شخص في اتجاه معين مستغلا حاجتهم"، وأضاف: "هنا خلل في المجتمع، والسكوت عنها لا يعني أنها غير موجودة، سواء بحثها القائئمون بالأمر أو لم يبحثوا"، وقال البابا: "اللي يحب يعيش لوحده من غير الباقيين، متقوليش بعدها وحدة وطنية".
وقال البابا: "يجب أن نبني على ما حدث ونتمنى ألا يكون توحد مؤقت يزول بزوال سببه ونطالب بوحدة وطنية تجمع الأحزاب المصرية"، وطالب الإعلام بتحري الدقة قائلا: "بعض الصحف تهتم بسرعة السبق في النشر دون التأكد من سرعة الخبر، أنا شخصيا تنشر عني أخبار معرفش عنها حاجة (البابا عمل وعمل وهوا معملش حاجة)".