تستعرض الدكتورة صباح عمار المدرس بقسم الباطنة والجراحة بجامعة حلوان بعض الدراسات والأبحاث المتعلقة بأضرار تناول الطعام بسرعة حيث تقول: دائما كانوا ينصحوننا ونحن صغار أثناء تناول الطعام بألا نسرع فى ذلك ومع اختلاف الحياة وسرعتها اختفت تلك الأشياء ولكن أحيانا قد يكون بين أفراد العائلة شخص ما يتأخر دائماً على المائدة ويكون الأخير فى تركها.. وينتهى بقية أفراد أسرته من الانتهاء فى تناول وجباتهم الغذائية.
ويلاحظ ذلك بشده لأن الأم ترغب فى الانتهاء من تنظيف مائدة الطعام.
ويسرع هذا الشخص كى ينتهى هو الآخر من تناول طعامه بنفس السرعة التى وجد أفراد أسرته عليها.. حتى يتعلم هو الآخر ذلك بل ويصبح أسرع واحد على الإطلاق!
وبمرور الوقت وتقدم الشخص فى العمر يجد أن ما كان يفعله فى بداية حياته من بطء تناوله للطعام أمنية يرغب فى تحقيقها والعودة إليها مرة أخرى.
مساوئ تناول الطعام بسرعة:
تناول الطعام بسرعة قد يؤدى إلى العديد من المشاكل الصحية، وأولها تلك الاضطرابات المتصلة بالهضم أى عسر الهضم، فى بعض الأحيان لا تستطيع المعدة ملاحقة ما يقوم بة الفم (حيث تستغرق سوائل الهضم فترة طويلة للقيام بوظائفها عند وصول الطعام لها) وتناول الطعام بسرعة كبيرة يعوق عملية الهضم كما أن تناول الطعام سريعا لا يشعر الشخص معه بالشبع، وكلما انتهى الفرد من كمية الطعام التى توجد فى طبقه كلما كانت لديه الرغبة فى الحصول على المزيد من الطعام .. لأنه لم يعد قادراً على التمييز بين ما إذا كان جائعا أم معدته ممتلئة.
وهناك مشكلة اجتماعية لدينا مرتبطة بتناول الطعام بسرعة، حيث يشعر الشخص البطيء بعدم الراحة عندما يجد من حوله انتهى من تناول طعامه ومازال هو المتبقى على مائدة الطعام(السفرة).
* الطعام ببطء يعنى كم أقل:
أكدت الأبحاث أن تناول الطعام ببطء يجعل الإنسان يأكل كميات أقل وبالتالى كم أقل من السعرات الحرارية والمحافظة على الوزن المثالي.
وتناول الطعام ببطء يعطى الإنسان الشعور بالشبع والامتلاء، وهناك نتائج بحث تم التوصل إليها فى أبحاث من جامعة ناجويا (Nagoya) باليابان أن تناول الطعام بسرعة بين النساء والرجال فى منتصف العمر يؤدى إلى إصابتهم بالسمنة.
* نصائح لتناول الطعام ببطء:
بعض من النصائح المفيدة التى تجعل الشخص يتناول طعامه بشكل صحى أكثر من قبل:
- قضم الطعام بأحجام صغيرة، مع المضغ الجيد من أربع إلى خمس مرات للقضمة الواحدة قبل البلع، والانتظار حتى تمام خلو الفم من هذه القضمة لأخذ قضمة جديدة.
- ترك الشوكة أو السكين أو الملعقة من اليد على الطبق أو على المائدة حتى الانتهاء مما يوجد فى الفم، فوجود هذه الأدوات فى اليد تشجع الشخص على تناول جزء آخر ووضعه فى الفم حتى لو لم يكن الشخص قد انتهى من مضغ ما يوجد فيه بالفعل.
- عدم الانشغال بأى شىء أثناء تناول الطعام من مشاهدة التلفزيون أو قراءة الصحف أو المجلات أو الكتب .. فالانشغال يولد السرعة فى تناول الطعام حتى يركز الشخص فيما يفعله.
- عند تناول الطعام مع صحبة لا يتم التحدث إلا فى حالة خلو الفم من الطعام.
- تذكير النفس قبل الأكل بتناول الطعام ببطء.. مع أخذ فترات للراحة أثناء تناول الوجبة.
- التنويع فى الوجبات، فالأطعمة التى يعتاد الإنسان على تناولها ويعرف مذاقها تجعله يقدم عليها بدون ترقب وتناولها بسرعة، أما تلك الأطعمة الجديدة تفرض عامل التذوق واكتشاف ما إذا كان يعجبه هذا الصنف أم لا .. والتذوق معناه تناول الطعام ببطء.
- عدم تناول الطعام فى السيارة.
- تنظيم وتخصيص مواعيد للوجبات، يجعل الشخص يتناولها وهو فى حالة استرخاء وبدون عجلة.
عدم السرعة فى تناول الطعام هو جزء من الحياة الصحية للشخص، فعدم الإسراع فى تناول الطعام معناه تناول الطعام بوعى والشعور باكتفاء أجسادنا بالكم الذى وصل إليه.