صباح: {الشحرورة} ليس قصة حياتي
<table> <tr> <td class="ImageFrame"> </td> </tr> </table> |
• الشحرورة صباح.. الأصل |
بيروت - إيمان إبراهيم
لم
يكن مسلسل «الشحرورة» أميناً على حياة الفنانة الكبيرة صباح، فأخطأ في
تسجيل محطات مهمة في حياتها، وأضاف من خيال كاتبه على حياة حافلة لا تحتمل
أي إضافات، وحذف محطات في السيرة الذاتية كانت لتثري العمل، والحجة كانت
دائماً أن العمل درامي وليس توثيقياً.
فهل يجوز في دراما السيرة الذاتية
تشويه الوقائع وقلب الحقائق للخروج بمادة شيقة بينما الوقائع في حد ذاتها
لا تخلو من تشويق لمشاهد ينتظر بفارغ الصبر ان يشاهد سيرة حياة لا تشبه أي
سيرة أخرى؟
الفنانة الكبيرة صباح ممتعضة من الحلقات الأولى، تؤكد
ابنة شقيقتها كلودا عقل، التي رفعت الصوت عالياً في انتقادها للمسلسل الذي
خان الأمانة، واستغل اسم الصبوحة ليستوحي من خلالها مسلسلاً لا يمت إلى
السيرة الحقيقية إلا بالقدر اليسير.
وقالت كلودا إنها تشعر بخيبة أمل
شديدة لأنها اتفقت مع الكاتب على بعض النقاط التي تبين من خلال عرض الحلقات
الاولى انه لم يلتزم بها.
وتقول كلودا إن الصبوحة تضايقت من المسلسل وشعرت بالغربة عن احداثه وشخصياته، وسألتها «من كل هؤلاء الاشخاص؟ لا اعرف أحداً منهم».
فلا
القرية التي صورت فيها الاحداث هي قرية الصبوحة، ولا البيوت هي بيوتها،
فلو فرضنا ان التغيير الذي طرأ على القرية والذي حتم إيجاد قرية شبيهة في
الريف السوري، فلماذا لم يجر الكاتب أبحاثه ليتقصى على طريقة حياة أبناء
وادي شحرور قرية الصبوحة في تلك الحقبة؟
فما ان انتهت الحلقة الاولى، حتى اتصلت الصبوحة بكلودا وقالت لها «للمرة الاولى ارى فيها والدي يرتدي شروالاً».
ولأن
المسلسل لم يمر عليه سوى حلقات قليلة تقول كلودا «دعونا نتريث قبل الحكم
عليه، لكن بشكل عام لم يكن النص أميناً لتفاصيل حياة خالتي، والشخصيات التي
أدخلت عنوة الى النص لخدمته درامياً، لم تراع ان اسم صباح هو العنوان
العريض للعمل، وان اي اساءة ستكون لاسم الصبوحة فحسب».
وتؤكد كلودا انه
لم يكن للصبوحة خالة تدعى جميلة قتل زوجها حبيبها، وان معظم الشخصيات
الموجودة في العمل هي شخصيات وهمية، مثل شخصية محمود، الجار الذي أحبته
صباح في طفولتها حسب رواية المسلسل.
أخطاء فادحة
المسلسل الذي واجه
سلسلة اعتراضات قبل عرضه من قبل شخصيات رفضت ان يذكر اسمها في العمل، مثل
الكاتب الكبير سعيد فريحة الذي طالبت ابنته إلهام بحذف شخصيته من العمل
فاستعيض عنه بشخصية رديفة هي «سعد فرح»، وشخصيتي الفنانين الكبيرين فيروز
وعاصي الرحباني اللذين طالبت ابنتهما ريما بعدم ذكر اسميهما في العمل،
ليظهرا بشخصيتي «روز» و«عاصم»، يواجه اليوم اعتراضات من الصبوحة نفسها،
تترجمها ابنة اختها كلودا من خلال صفحة انشأتها خصيصاً عبر صفحة الفايسبوك،
تشّرح فيها الاخطاء المميتة التي وقع فيها العمل دون اي مبرر.
فقد جاء
في الحلقة الثالثة من المسلسل، ان المنتجة اسيا داغر والمخرج هنري بركات
حضرا الى لبنان للتعرف الى صباح، بينما الحقيقة ان الصبوحة هي من سافرت الى
مصر للقائهما، كما جاء ان الاسرة باعت منزلها لتسافر مع الفنانة الى
القاهرة، بينما الحقيقة ان والدها هو وحده من سافر معها في المرة الاولى.
ولم
تكن الرحلة بين بيروت والقاهرة مرورا بفلسطين مجرد بداية في تاريخ صباح
المهني، إذ تخللتها حفلة احيتها صباح في فلسطين مع المطرب محمد الكحلاوي.
فالمسلسل
يغفل عن أهم نقطة في حياة الصبوحة، وهي بدايتها الفنية، إذ انها كانت
تشارك في حفلات في مناطق لبنانية عدة وتشارك فرقة عمها الراحل شحرور الوادي
في بعض حفلاته الزجلية وهي النقطة التي أغفلها العمل بشكل تام.
ولم تخل
الحلقات الاولى من أخطاء إخراجية تمثلت في بعض الثغرات التي قد لا يقع
فيها مخرج مبتدىء، فخالة صباح المزعومة جميلة التي دخلت الدير في طفولة
الفنانة، التقت بها بعد سنوات، وكانت الفنانة قد أصبحت شابة، ولم تمر
السنين على الخالة فبدت أصغر من ابنة أختها.
تحوير في التواريخ
كما
أن سرد بعض الوقائع لم يخل من تحوير، اذ انه وبحسب الصفحة الرسمية للصبوحة
عبر شبكة الفايسبوك، صدر اول عدد من مجلة الصياد في اول كانون الاول عام
1943، وقبل هذا التاريخ كان سعيد فريحة مؤسس الدار مراسلا صحافيا في سوريا،
بينما يظهر في المسلسل صحافيا كبيرا قبل سفر صباح الى مصر عام 1943 كما
ورد في المسلسل، فضلاً عن النقطة المحورية في إطلاق اسم صباح على جانيت
فغالي، حيث نشرت آسيا داغر صورة لجانيت في مجلة الصباح المصرية وطلبت من
القراء اختيار اسم فني للوجه الجديد فكان اجماع على اسم صباح، و لم يكن
رياض السنباطي هو من اختار اسم صباح كما ورد في الحلقة الثالثة من المسلسل.
والد الصبوحة وعلامات استفهام
وعلقت
كلودا عقل على هذه الاخطاء بقولها «أشعر بغضب شديد من هذه الأخطاء، وكنت
أنتظر أن اشاهد واحداً من اجمل المسلسلات لكني أصبت بخيبة أمل كبيرة».
ولعل
أكثر ما اثار الاستنكار في المسلسل هو تصوير والد الفنانة بصورة الرجل
القاسي الذي يبيع بناته لتأمين لقمة عيشه، ويتاجر بشرف زوجته ويرغمها على
العمل خادمة في بيروت عند الاثرياء رغم حملها، وهي نقطة لم تعلق عليها
كلودا، وكأنها تؤيد ضمنياً أن جدها كان كذلك.
يبقى السؤال، كيف سيصدق
المشاهد ان ما يعرض هو قصة حياة الصبوحة فعلاً، مادامت الفنانة الكبيرة على
شفير التبرؤ منها؟ ولماذا تم تشويه هذا التاريخ من خلال الوقوع في اخطاء
قاتلة عبر تحوير محطات باتت راسخة في حياة الفنانة الكبيرة؟
ولو فرضنا
ان للعمل ضرورات درامية مؤيدين كلام الكاتب، فهل تبيح هذه الضرورات أن تحور
محطات يعرفها محبو الصبوحة بتفاصيلها ولا ينتظرون مسلسلاً يروي سيرة
حياتها إلا ليوثقوا معرفتهم بها؟ وهل من الحرفية بمكان ان تتم الاستعاضة عن
الشخصيات التي رفضت ان يظهر اسمها في المسلسل بشخصيات رديفة تحمل أسماء
مشابهة؟
الحكم على المسلسل من حلقاته الاولى يبدو في غير مصلحته،
خصوصاً ان الاخطاء الاخراجية والسقوط في فخ تحوير الاحداث الحقيقية في حياة
الصبوحة افقدا العمل قيمته، بانتظار تطور الاحداث والشخصيات والمعالجة في
الحلقات المقبلة، ويبقى ان نشيد بأداء الفنانة كارول سماحة العفوي، والتي
نجحت في تجسيد دور الفنانة الكبيرة في مرحلة المراهقة، مع ما ينتظرها من
تحد في الحلقات المقبلة والذي يكمن في تنقلها بين المراحل العمرية للفنانة
الكبيرة.
<table border="0" cellpadding="1" cellspacing="1" width="100%"> <tr> <td style="padding-top: 10px; padding-bottom: 0px;" align="center" valign="top"> </td> </tr> <tr> <td class="GalleryCaption" valign="bottom"> •
.. وكارول سماحة الصورة
</td> </tr> </table> | <table border="0" cellpadding="1" cellspacing="1" width="100%"> <tr> <td style="padding-top: 10px; padding-bottom: 0px;" align="center" valign="top"> </td> </tr> <tr> <td class="GalleryCaption" valign="bottom"> • لقطة من مسلسل {الشحرورة} </td></tr></table> |