العلاقة بين الطول والسمنة والجلطة الدموية
هل بات طول القامة او البد انة،خاصة عند الرجال؛ علامة صحية تدل على انهم هم الاكثر تعرضاً للجلطات في الاوعية الدموية العميقة.
عموما:
هذا ما توصل اليه بحث جديد اجري في جامعة »ترومسو« النرويجية ونشرت ملخصاته العلمية على الموقع الالكتروني لمجلة تصلب الشرايين والبيولوجيا الوعائية والتجلط وهي المجلة التي تشرف عليها جمعية القلب الاميركية.
من المعروف - طبيا - ان تجلط الدم في الاوعية الدموية العميقة يمثل اخطاراً محتملة قد تؤدي الى انسداد الاوعية الدموية الرئوية حيث توقف هذه القطعة المتجلطة من الدم انتقال الدم الى الاوعية الدموية في الرئة,
وينتج عن ذلك اجهاد للقلب, وقد يؤدي الى الوفاة المفاجئة حتى لو كان حدوثه للمرة الأولى وتسمى الجلطة الدموية التي تؤدي الى انسداد الاوعية الدموية (VTE) وقد اظهر البحث ان البدناء يتعرضون اكثر لمخاطر الجلطات في الاوعية الدموية العميقة خاصة في الساقين كما بينت الدراسة ان وجود الطول في القامة يضيف المزيد من هذه المخاطر لدى الرجال.
وعند مقارنة طوال القامة بالقصار وذوي الوزن المعتدل, وجد الباحثون من جامعة ترومسو ان طوال القامة حتى لو كان وزنهم معتدلاً فانهم معرضون للجلطات الدموية تماماً كالبدناء والنصيحة التي تقدمها جمعية القلب الاميركية هي: اذا كنت طويل القامة يمكنك ان تقلل الخطر بالمحافظة على الوزن الصحي.
هل من مخاطر على النساء
هناك خطر ايضاً على النساء طويلات القامة, لكن هذه الظاهرة يصعب تقييمها حيث يقول الدكتور سيغريد ك. برايكان المشرف على الدراسة والباحث في مجموعة ابحاث الدم بجامعة ترومسو:
لاحظنا زيادة المخاطر لدى طوال القامة من الرجال والعاديين من ناحية الوزن, وليس النساء لان معظم النساء لا يصلن الى طول القامة بشكل ظاهر, وقد تتعرض النساء المفرطات في الطول للمخاطر, لكن الاعداد التي تتيح لنا بحث هذه الظاهرة قليلة جداً.
قصد بهذه الدراسة ان تكون دراسة سكانية مولتها جامعة ترومسو والادارة الصحية لشمال النرويج وقام برايكان وزملاؤه بتحليل بيانات طول وبدانة 26714 رجلاً وامرأة تتراوح اعمارهم بين 25 الى 97 سنة.
شارك الرجال والنساء في ابحاث صحية دورية نفذت كجزء من دراسة ترومسو لتتبع هذه الحالات بمتوسط 12.5 سنة بين اعوام 1994 و2007 وحدثت في هذه الفترة 461 حالة تجلط (VTE).
بالنسبة للرجال صنف الباحثون قصار القامة بانهم من يصل طولهم الى 1.72 متر او اقل, وطوال القامة هم من يتجاوزون 1.82 متر.
اما النساء القصيرات فانهن من يبلغن من الطول 1.59 متر وطويلات القامة من يبلغن 1.68 متر ومؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يحسب بقيمة الوزن بالكيلو على مربع الطول بالامتار هو 25 كيلوغراماً في المتر المربع.
وعندما قام برايكان وزملاؤه بتحليل النتائج وجدوا الآتي:
- مقارنة بقصار القامة, ومعتدلي الوزن تصل مخاطرة الاصابة بجلطات (VTE) 2.11 مرة عن الرجال قصار القامة البدناء, و2.57 مرة اعلى لدى طوال القامة ذوي الوزن العادي و5.28 مرة اعلى لدى الرجال طوال القامة البدناء.
- وبمقارنة النساء قصيرات القامة ذوات الوزن العادي والمعرضات لخطر حدوث جلطات (VTE) كان الخطر اعلى بنسبة 1.83 مرة اعلى لدى القصيرات البدينات, لكنه لم يزد لدى طويلات القامة ذوات الوزن المعتدل و2.77 مرة اخرى لدى طويلات القامة والبدينات من النساء.
وقد استنتج الباحثون ما يأتي:
- عندما ترافق البدانة طول القامة ينتج عن ذلك زيادة مخاطر تجلط (VTE) خاصة فيما بين الرجال, ما يشير الى اثار مؤازرة البدانة والطول على مخاطر الاصابة بالتجلط لدى الجنسين.
وقد علق الباحثون على ان الخطر من البدانة وطول القامة مماثل للاخطار التي تؤدي الى الاصابة ب¯(VTE) مثل الحمل, واستخدام حبوب منع الحمل وحمل جين للعامل (V Leiden) وهو احد العوامل الوراثية المسبقة لحدوث تجلط الدم.
وذكر الباحثون ان المزيد من الدراسات لابد ان تبدأ لاكتشاف تفسير بيولوجي لهذا الارتباط بين الطول وزيادة الوزن ومخاطر الاصابة بتجلط (VTE).
يقول برايكان: ترتبط البدانة بحالة من الالتهاب الثابت منخفض الدرجة, والالتهاب يجعل الدم اكثر تعرضاً للتجلط, ودعا الاطباء الى ان يأخذوا في اعتبارهم الطول والوزن عند اعتماد اي تقييم لمرضاهم ومدى تعرضهم لمخاطر جلطات الدم.
ويقول: حيث انك لن تستطيع تغيير طول الجسم, فمن الاهمية ان تحافظ على رشاقة جسمك خاصة اذا كنت طويل القامة.
في اعمال سابقة وجد الفريق البحثي نموذجاً مماثلاً لارتفاع مخاطر جلطة الدم مع الطول لدى الاميركيين من الرجال, ويعتقد ان هذه النتائج من المحتمل ان تصدق على السكان من اصل قوقازي بصرف النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.
من المعروف ان جمعية القلب الاميركية تقدر ان هناك اكثر من 275000 شخص في الولايات المتحدة يتم ادخالهم المستشفيات بسبب جلطات الاوعية الدموية او انسداد الاوعية الدموية الرئوية.