"الدايت" يزيد مخاطر السكتات الدماغية
وجدت دراسة جديدة أن المشروبات الغازية (الصودا) الخالية من السكر تزيد مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية، لتزداد بذلك الدراسات التي تؤكد المخاطر الصحية لهذه المادة.
وبحسب هيئة الإذاعة الأميركية العامة، فقد أجرى الدراسة باحثون بجامعة كولومبيا بنيويورك وكلية طب ميلر بميامي، وشارك فيها 2600 شخص من مختلف الخلفيات.
ووجد الباحثون ارتباطا كبيرا بين استهلاك الصودا "الدايت" وزيادة مخاطر حدوث السكتة الدماغية. بدأ هذا المشروع البحثي المسمى "دراسة شمال مانهاتن" في 1993، ولا يزال مستمرا.
وقد قسّم الباحثون المشاركين إلى سبع مجموعات: الأولى تستهلك شهريا أقل من علبة صودا، والثانية تستهلك باعتدال صودا عادية (بحد أقصى 6 علب أسبوعيا)، والثالثة تستهلك يوميا الصودا العادية (علبة أو أكثر)، ورابعة تستهلك أسبوعيا الصودا الدايت باعتدال، وخامسة تستهلك الصودا الدايت يوميا، والسادسة تستهلك باعتدال الصودا الدايت والعادية، والسابعة تستهلك يوميا الصودا الدايت والعادية.
واحتسب الباحثون تأثير عوامل السن والعِرق والنوع والنشاط البدني والتدخين واستهلاك الكحول وسعرات الغذاء.
وبلغ إجمالي السكتات التي أصابت المشاركين بفترة الدراسة 559 سكتة. بعد تقدير العوامل الأخرى المدروسة، وجد الباحثون أن مستهلكي الصودا الدايت باعتدال أكثر عرضة بـ48% للإصابة بالسكتة الدماغية، والمستهلكين لها يوميا أكثر عرضة بـ61%، مقارنة بمستهلكي أنواع الصودا الأخرى.
وبموازاة ذلك، يشار إلى أن مشروب كوكاكولا الدايت أصبح مؤخرا ثاني أكثر المشروبات شعبية لدى الأميركيين، وهو مؤشر مخيف في ضوء هذه النتائج. ويرجح أن مركب الأسبرتام الاصطناعي المستخدم في تحلية الصودا الدايت، والمسؤول عن السكتات، مرتبط أيضا بعشرات الأمراض الأخرى.
وبحسب مؤلفة كتاب "المخاطر الصحية للسكر الأبيض" لين ميلكومب، فقد وجدت الأبحاث الطبية المتتالية ارتباطا بين الأسبرتام وحالات مرضية عديدة مثل: نوبات القلق، ومشكلات الشهية كالإفراط في الطعام والتوق للسكر، وعيوب خلقية في المواليد، والعمى ومشكلات البصر كعدم وضوحه وومضات الضوء الساطعة وانحسار المجال البصري.
ومن هذه المخاطر أيضا، أورام الدماغ، وألم الصدر، والاكتئاب والمشكلات العاطفية، والدوخة والدوار، ونوبات الصرع، والإجهاد، والصداع والصداع النصفي، وطنين الأذن وفقدان السمع، وخفقان القلب وعدم انتظام ضرباته، وفرط النشاط، والأرق، وألم المفاصل، وإعاقات التعلم، وفقدان الذاكرة، واضطرابات الدورة الشهرية، وتقلص العضلات، والغثيان، وخدر الأطراف، واضطرابات نفسية، ومشكلات إنجاب، وآفات الجلد.
وربطت أبحاث أخرى بين الأسبرتام والوفاة، وهناك أخطاء في التمييز بين آثار الأسبرتام وبين أعراض مرض ألزهايمر ومتلازمة الإجهاد المزمن والصرع وفيروس أبشتاين-بار ومرض هنتنغتن المتميز بالحركات اللاإرادية واعتلال الغدة الدرقية وأمراض عصبية مثل لوجيهريج ولايم ومِنيير العصبي والتصلب المتعدد ومتلازمة ما بعد شلل الأطفال.
وبحسب مؤلف كتاب "كذبة المائة عام" الدكتور راندل فيتزجيرالد، فإن هناك أيضا سرطانات ربطت الأبحاث والدراسات بينها وبين مركب الأسبرتام، مثل سرطانات الدماغ والكبد والرئة والكلى والسرطان اللمفي.
وفي تفسيرها لارتباطه بأمراض عصبية عديدة، قالت استشارية الأمراض النفسية والعصبية الدكتورة نهلة الأبياري للجزيرة نت، إن الأسبرتام يسبب عطب الأعصاب، وآليته الأساسية هي إحداث التهاب كيميائي للأعصاب، نظرا لتأثيره على نشاطات الأيض المتصلة بالأعصاب.
وقد ينجم اضطراب الأيض عن انعدام سكر الغلوكوز ببيئة الخلايا العصبية لأن الأنسجة العصبية لا تتغذى إلا بالغلوكوز فقط، لأنها غير قادرة على استمداد الطاقة من مصادر أخرى كالدهون والبروتين، كما تفعل العضلات مثلا.
وتصبح الأنسجة العصبية أكثر حساسية لانخفاض مستوى الغلوكوز بها.
وتضيف أنه لا يقين حتى الآن بشأن ما إذا كان ارتباط الأسبرتام بالأمراض العصبية ناجما عن وجوده أو ناجما عن افتقاد سكر الغلوكوز. وليست هناك أعراض محددة لما يسببه من خلل.