نقلا عن :http://mynono.hawaaworld.com
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الطلاق في جميع المجتمعات. ولا شك أن الطلاق يؤثر تأثيرا كبيرا في نفسية الأطفال. وفي كثير من الأحيان لا يدرك الوالدان كيفية التعامل مع أطفالهما بعد الانفصال وكيفية التقليل من الآثار السلبية للطلاق على نفسية الأطفال، حيث يكون الأطفال مشتتين بين الأم والأب، مما يؤدي لشعور الأطفال بالضياع؛ فهم ضحايا الصراع الدائر بين الأم والأب.
لكن إذا كان الأبوان قد اختارا الانفصال أو الطلاق، فما ذنب الطفل في أن ينشأ في بيئة مفككة لا تلبي احتياجاته من الحب والرعاية والاهتمام المناسبين لتربيته تربية صالحة تخلق منه أبا أو أما صالحين في المستقبل؟ ويرى خبراء التربية النفسية أنه من الضروري ألا يُشعر الأبوان الطفل بأنه قد أصبح في وضع مختلف عن أقرانه نتيجة انفصال والديه أو طلاقهما.
ولتقليل الآثار السلبية للطلاق على نفسية الأطفال، ينصح خبراء التربية النفسية بما يلي:
- إعطاء الطفل الكثير من الحنان. لا يلاحظ الكثير من الآباء والأمهات مدى إهمالهم لأطفالهم، حيث يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه من جانب الأب أو الأم نتيجة انتقاله من بيت أحدهما إلى بيت الأخر بسبب ظروف الطلاق أو الانفصال، مما يزيد إحساس الطفل بنقص الحنان والحب والطمأنينة التي يحتاج إليها. لذلك يجب أن يكون الأب والأم مستعدين لإظهار حنانهما ومودتهما للطفل، مع عدم فرض هذا الحنان على الطفل، ومراقبة تصرفات الطفل وسلوكياته جيدا.
- الاستماع إلى الطفل. يجب أن ينصت الأب والأم بشكل كامل إلى طفلهما إذا أراد أن يتحدث عن الظروف الجديدة التي طرأت على حياة الأسرة أو عن المشكلات التي تواجهه نتيجة لذلك. استمع لطفلك واجعله يشعر بالأمان والاطمئنان لمشاركته مشاعره وأحساسيه معك كأب أو كأم.
- استشارة الأخصائيين النفسيين. قد يكون من المفيد اللجوء لأخصائي نفسي إذا وجد أحد الأبوين مشكلات في تأقلم الطفل مع ظروف الحياة بعد الطلاق.
- تجنب التحدث عن الطرف الأخر بالسلب. لابد من تجنب التحدث عن الطرف الأخر ـ سواء كان الأم أو الأب ـ بطريقة سلبية أمام الطفل، حيث يحتاج الطفل إلى الشعور بالراحة والطمأنينة عند التحدث. كما أن الحديث عن الطرف الأخر بطريقة سلبية يسهم في تعزيز المشاعر السلبية التي تتكون لدى الطفل تجاه والديه نتيجة الطلاق أو الانفصال.
- القراءة معا. قراءة القصص والحواديت للطفل من أفضل الوسائل التي يستطيع الطفل من خلالها التنفيس عن مشاعره الداخلية التي تكونت نتيجة الظروف الجديدة للأسرة، كما أن القراءة الموجهة لقصص تحكي عن ظروف مشابهة تساعد الطفل على إدراك أنه ليس وحده الذي يشعر بتلك الأحاسيس نتيجة طلاق أو انفصال والديه، بالإضافة إلى أنها تجعل الطفل يقترب أكثر من الوالد الذي يعيش معه ويشاركه القراءة.
- التزام الحياد. يجب على جميع الأطراف التزام الحياد أمام الأطفال حتى لو كانت هناك بعض المشاكل بين الطرفين؛ وذلك لنقل إحساس الطمأنينة للطفل.
- عدم اللجوء للطرق القضائية مع الطرف الأخر. يفضل حل المشكلات بين الطرفين وديا، وعدم اللجوء إلى الطرق القضائية إلا إذا اقتضى الأمر لذلك، لأن مثل هذه الأمور تؤثر سلباً على نفسية الطفل، وتقطع سبل التواصل التي يمكن للطرفين التفاهم من خلالها.
- الهدوء والحزم مع الطفل. مهما وصلت الأمور إلى أعلى مستويات الخلافات بين الطرفين يجب المحافظة على أسلوب التعامل الهادئ والحازم مع الطفل، كي لا تجعله الظروف الأسرية يفقد توازنه وينحدر مستواه الدراسي أو يتجه لسلوكيات غير مقبولة من الوالدين أو من المجتمع ككل.
- قضاء وقت الفراغ مع الطفل. يمكن قضاء وقت الفراغ مع الطفل في المنزل، أو الخروج به للتنزه، أو الذهاب معه إلى السينما، أو تناول الغذاء في أحد الأماكن المفتوحة مما يساعد في تقوية العلاقات مع الطفل.
- التخلص من أعباء الحياة اليومية. لا شك أن ظروف الطلاق أو الانفصال تفرض أعباء جديدة على الوالدين (خصوصاً على الطرف الذي يعيش معه الطفل)، مما قد يؤثر على نفسية الوالد ويجعله عرضه للشعور بالإحباط واليأس. لذا يجب ألا يستسلم الأب أو الأم لتلك المشاعر السلبية لأنها سوف تنتقل بدورها إلى الطفل، الأمر الذي قد يؤدي به إلى الشعور بالمزيد من الإحباط والنقص.