فيديو."زرزارة "حياة معدمة وفأر يأكل طفلاً
الوفد
جمال عبد المجيد-حمادة بكر- تصوير طارق الحلبى:
هناك أماكن كثيرة لم تصل الثورة إليها بعد، وتعيش أوضاعاً مأساوية لا يلتفت إليها أحدفي ظل الانشغال بالجدال الدائم حول الدستور أولاً أم الانتخابات رغم أن الثورة قامت في الأساس تحت شعار «عيش - حرية - عدالة اجتماعية» وهو شعار اجتماعي بالأساس وليس سياسياً.
من هذه المناطق التي لم تصلها الثورة بعد منطقة زرزارة العشوائية ببورسعيد التي تعاني التجاهل والاهمال، بل ولم يكتف المسئولون بترك الأهالي يعيشون في العشش فقاموا بهدمها علي وعد بمنحهم شققا بديلة في مناطق عشوائية وهو لم يحدث حتي الآن.
«الوفد الأسبوعي» ذهبت الي زرزارة بقطاعاتها العشرة لتكشف النقاب عن أكبر قضية انتهاك لحقوق الانسان تلك المنطقة التي تم جمع تبرعات من أجلها وصلت الي 30 مليون جنيه، لكنها ضلت طريقها وذهبت الي «جيوب المسئولين» بل تم توزيع الشقق علي المحاسيب من محافظات الشرقية وكفر الشيخ ورجال الأعمال بالمحافظة.
ويوجد نحو 400 أسرة بقطاع «6» و180 أسرة بقطاع «1» و45 أسرة بقطاع «5» و80 أسرة بقطاع «2» وأكثر من 500 أسرة بالقطاعات الاخري، وفي الوقت نفسه يوجد أكثر من مكان به عمارات مجهزة للسكن مثل عمارات الحراسات التي عددها 12 عمارة وبورفؤاد وبها 10 عمارات ونفيسة الجديدة ومنطقة موقف مصر به مجمع كامل ومنطقة السلام الجديدة وهذه الاماكن كفيلة بأن تضم بين جنباتها سكان منطقة زرزارة التي يعيش أهلها في الشارع وتفشت حالات الاعتداء والسطو عليهم بل وحدثت حالتا اغتصاب لفتاتين في سن الزهور فما كان من أهلهم إلا أن تكتموا علي الخبر خشية الفضيحة، وقاموا بإرسال بناتهن للسكن عند اقاربهم لحين نسيان الفضيحة في هذه الظروف الصعبة.
وتقول راندا - أحد سكان زرزارة»: منذ عام 2002 وذات صباح وجدت آثاراً للخربشة علي وجه ابنتي وعمرها 7 سنوات وعندما أردت إيقاظها وجدت أمعاءها خارجة تحت بطنها وهناك ثقب أعلي «الصرة» وذهبت الي المستشفي وبعد كشف الطبيب الشرعي أكد انها ماتت بسبب مهاجمة الفئران والعرس لها وهي نائمة علي الأرض في ظل انتشار مياه المجاري والناموس والحشرات القاتلة.
ورغم ذلك قام ضباط قسم الشرطة بعمل محضر إهمال لي ولزوجي رغم أننا نعيش في «خرابة» وهم يعلمون ذلك ويجب أن يحرروا لأنفسهم هذا المحضر.
إبراهيم نور الدين يقول: لدي 4 أولاد في مراحل تعليمية مختلفة وأنا عامل خدمات في محافظة بورسعيد وأعيش في منطقة زرزارة بقطاع 2 ورغم عملي في المحافظة إلا أنني أعيش بدون شقة تحميني وأسرتي من البرد القارس أو الحر الشديد.
وتؤكد سمر زوجة صابر علي محمد قائلة: تم إخراجنا من العشش التي كنا نقيم فيها بعد أن وعدتنا المحافظة بإعطائنا شققاً بديلة ونعيش أنا وزوجي وأولادنا الخمسة علي الرصيف، وقدمنا كل الأوراق والمستندات التي تثبت أنني من بورسعيد وبرغم ذلك فإن المحافظ مازال يخرج في الفضائيات ليؤكد أننا تسلمنا الشقق.
وعندما تجولنا في زرزارة وجدنا رجلاً طاعناً في السن يتجاوز عمره الـ 96 يدعي يوسف بدوي قال: كنت أقيم في عشة بزرزارة مع زوجتي وابنتي التي ترعي شئوننا حتي الآن، وقد عاصرت الملك فاروق وشاركت في حرب 1948، وحضرت نكسة 67 وحرب 73 وفرحت بالانتصار، لكنني لم أر أسوأ من عصر مبارك، فأنا الآن في الشارع أقيم أسفل إحدي العمارات بجوار «مواسير الصرف الصحي» ومعي زوجتي المريضة بالسكر والضغط ونحتاج إلي أدوية، حتي ابنتي بعد طردنا من العشة أصبحت هي الأخري مشغولة بالجري وراء المحافظة وتركت «أكل عيشها» وبرغم أننا من أبناء بورسعيد إلا أننا لم نحصل علي الشقة المستحقة لنا، وأناشد المجلس العسكري أن ينظر إلينا بعين الرأفة ويسلمنا الشقق.
وقال عبدالصبور عبدالمعطي: أصبت في قدمي بسبب لدغة ثعبان وأقيم مع زوجتي وأولادي السبعة في الشارع بعد هدم العشة التي كانت تؤوينا.
أما رحاب يوسف فبرغم حاجتها إلي الشقة إلا أنها لديها مشكلة أعمق من ذلك، فابنتها بلغت سن دخول المدرسة، وترفض إدارة بورسعيد التعليمية إلحاقها بإحدي المدارس بسبب عدم وجود عنوان واضح لها في بطاقة الرقم القومي.
أما عوض حسن «مدرس بالتربية والتعليم» ويقيم بقطاع 2 فقال إنه نشأ علي أرض بورسعيد ولديه ثلاثة أولاد وأنا في حاجة الآن لأعيش حياة آدمية لأن المدرس يتخرج من تحت يده أجيال فلا تتوقع من مدرس مثلي يعيش وسط القمامة ومياه الصرف أن يُخرج جيلاً قادراً بل سيخرج جيلاً من النشالين والإرهابيين، إذا استمر الحال كما هو عليه.
وأضاف: لقد انتشر مرض الملاريا نتيجة رائحة «المجاري» وأتوقع انتشار مرض الطاعون خلال فترة قليلة.. وهل يرضي المحافظ أن تنام ابنته الكبري في مكان لا يسترها إلا «ملايات» وسط الرجال؟
حلمي إبراهيم أحد المقيمين بقطاع 2 يقول: لقد قام مسئولو المحافظة وأقنعونا بالإخلاء لأن هذا في مصلحتنا وأنهم وفروا لنا الشقق البديلة، وأقمت خيمة صغيرة أقيم فيها أنا وأسرتي منذ أكثر من 28 يوماً ولم نستلم الشقة.
رئيسة محمد شكري «55 سنة» تقول: إن هذه المباني تابعة للمحافظة وكان يطلق عليها مدينة العرائس، مضيفة انها حررت عقد بيع منذ 18 عاما مع صاحب البلوك وادخلت الكهرباء والمياه منذ سنوات إلا أن مدير الإسكان ري غير ذلك فقد حرمني من وحدة سكنية أقيم فيها أنا وأسرتي رغم تقديمي كافة المستندات التي تؤيد كلامي ولم يكتفوا بذلك بل ضغطوا علينا واعتبرونا بلطجية وأخذونا الي قسم شرطة شرق بورسعيد وأرغمونا علي التوقيع علي إقرار بعدم الذهاب الي مبني المحافظة مجدداً.
نفيسة التابعي فلسطينية الجنسية مطلقة ولديها ابنة تؤكد أنها تقيم بهذه المنطقة منذ 17 عاما وعندما هدموا منزلها وعدوها بمنحها شقة إلا انهم لم يفعلوا ذلك رغم هدم مسكنها بحجة أنها فلسطينية الجنسية وليس لها الحق في مسكن في حين أن اولادها ولدوا في مصر ونشأوا فيها ويدرسون في مدارسها.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية فيديو."زرزارة "حياة معدمة وفأر يأكل طفلاً
شاهد الفيديو على الرابط التالى :