الحوار مع أمريكا يفجر أول خلاف سياسى بين الإخوان وحزبها
آخر تحديث: السبت 2 يوليو 2011 9:13 ص بتوقيت القاهرة
محمد خيال
رشاد بيومى
فيما يعد أول خلاف سياسى بين جماعة الإخوان المسلمين وحزبها «الحرية والعدالة»، رفض رشاد البيومى، نائب مرشد الجماعة، إجراء أى حوارات مع الإدارة الأمريكية إلا من خلال وزارة الخارجية المصرية، بينما رحب سعد الكتاتنى، أمين عام حزب «الحرية والعدالة» بإجراء حوار مباشر مع الأمريكيين.
الكتاتنى قال لـ«الشروق»: أصبحنا حزبا موجودا على الساحة وكنا نشترط وجود ممثل عن الخارجية فى السابق لتأكيد حسن نوايانا.
أما نائب مرشد الإخوان فقال «الجماعة لن تهرول لإجراء حوار مع أمريكا بمجرد أن توجه لها دعوة كما يعتقد البعض وهناك شروط يجب الالتزام بها».
وكانت الولايات المتحدة قد تطرقت أمس الأول الخميس إلى «اتصالات محدودة» مع جماعة الإخوان، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى مؤتمر صحفى فى بودابست «مع تغير الخارطة السياسية فى مصر، من مصلحة الولايات المتحدة إجراء حوار مع كل الأطراف التى تبدو مسالمة ولا تلجأ إلى العنف»، واعتبرت أن الأمر لا يتعلق «بسياسة جديدة» بل بمبادرة «تم اعتمادها قبل خمس أو ست سنوات، وواشنطن «تستعيدها».
ونفى البيومى أن تكون هناك اتصالات تمت بين الجماعة والإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن زيارة الكتاتنى عضو مكتب الإرشاد السابق للولايات المتحدة لم تكن رسمية، واقتصرت على إلقاء محاضرة فى إحدى الجامعات، وجاءت فى اطار الاجتماعيات، ولم يكن لها علاقة بالادارة الأمريكية.
وفيما يخص موقف الجماعة من حركة حماس الفلسطينية التى تضعها أمريكا على قوائم المنظمات الإرهابية والمحسوبة على الإخوان، شدد البيومى على ان المخطط الأمريكى الصهيونى هو العدو الأول للعالم العربى، مؤكدا أن الجماعة ستستمر فى الدفاع عن حركة حماس والقضية الفلسطينية وأى مظلوم فى العالم، «لم ولن نقصر مع أى من المظلومين».
وحول ما قالته كلينتون عن أن الحوار سيتطرق للقضايا الخاصة بالمرأة قال البيومى «لن نتحاور إلا فيما يخص بلدنا»، مضيفا «الكلام عن الأقباط والمرأة انتهى ولا يعدو قضايا محورية فى الوقت الراهن بعد توضيح الجماعة موقفها، ولن يتطرق اللقاء المرتقب إلى حوارات جدلية أو جانبية».
وأكد الكتاتنى أن ما اوحت به وزيرة الخارجية الأمريكية فى خطابها عن انها ستستكمل الحوار وكأنه كانت هناك حلقات سابقة غير صحيح بالمرة، «لم يكن هناك أى حوارات بين الاخوان كجماعة وبين الادارة الامريكية سواء كانت معلنة أو غير معلنة».
وأضاف الكتاتنى انه لا «الحرية والعدالة» أو الإخوان لهم مصلحة مباشرة أو غير مباشرة مع واشنطن حتى يكونوا حريصين على الحوار معها، مؤكدا أنه إذا كانت أمريكا تهدف من وراء الحوار الاطمئنان على مصالحها فى المنطقة، فالإخوان ليس لديهم مانع فى توضيح رؤيتهم للإدارة الأمريكية.
وحول موقف الجماعة من حركة حماس بعد حوارها مع الإدارة الأمريكية، قال الكتاتنى «لا يوجد بيننا وبين الحركة ارتباط تنظيمى، والعلاقات بيننا وبين الحركة لن تؤثر على قرارنا»، مضيفا سنتخذ القرار بما يتناسب مع الصالح المصرى كما ان للحركة ان تأخذ القرار الذى يتناسب مع الصالح الفلسطينى».
وفيما يخص شكل الوفد الذى ستشكله الجماعة للقاء الإدارة الأمريكية، استبعد الكتاتنى ان يكون الوفد سيجمع قيادات الحزب والجماعة، «لدينا فصل تام فى هذه الامور ومن يرد ان يحاور الجماعة فمقرها معروف وعليه ان يذهب إليها».
من جانبه، قال استاذ العلوم السياسية بجامعة نوتردام الأمريكية عماد شاهين إن «إعلان الإدارة الأمريكية جاء لإدراكها أن الإخوان هم الأقدر على لعب دور فعال خلال المرحلة القادمة، كما أنها لا ترغب فى استعداء أى قوى لها فرص قوية فى النجاح، مؤكدا أن أمريكا عادة ما تتعامل بالمبدأ النفعى».
وأشار إلى أن الذى كان يمنع امريكا فى السابق من إجراء حوارات مباشرة مع إخوان مصر هو حرصها على عدم اغضاب مبارك حليفهم الاستراتيجى فى المنطقة.
واكد شاهين أن الجماعة ستضع مجموعة من الضمانات حتى لا تكون محل اتهام من القوى السياسية الأخرى لأنها تدرك جيدا أنها ستكون تحت المجهر عقب إجراء هذه اللقاءات.
وأوضح أن إعلان واشنطن إجراء حوار مع الجماعة سيدفع الأحزاب المصرية للهرولة تجاه الإدارة الأمريكية، ليؤكدوا لها ان اتصالهم بالإخوان خطأ وان الأفضل لأمريكا هو ان تتعاون مع القوى الأقرب لها فكريا.
ويرى شاهين أن اتصال الجماعة بالإدارة الأمريكية سيمثل خطوة ايجابية لصالح حركة حماس التى تعد ذراع الجماعة فى فلسطين، مشيرا إلى انه سيفتح باب للمفاوضات السرية أو غير المباشرة بين الحركة وواشنطن وستلعب الجماعة همزة الوصل فيها، وهو ما سيؤدى إلى اعتدال العلاقة بين الحركة والإدارة الأمريكية.
المصدر : الشروق