السينما تبحث عن أشباه مبارك
يبدو أن شبح مبارك سوف يظل يطارد منتجى ومؤلفى السينما المصرية فبعد سقوظ نظامه قرر عدد من صناع السينما تقديم اعمال فنية تحكى بعضا من حكايات الرئيس المخلوع، وهو ما سيجعله بطلا على الشاشة ولذلك فقد اصبح أشباه مبارك وعائلته عملة نادرة ومطلوبة حتى إن احد المنتجين قرر أن يجرى مسابقة بين الجماهير لاختيار شبيه مبارك فى حين قرر آخر الاعتماد على الماكيير لتقريب الشبه مع أحد النجوم الكبار وبين هذا وذاك كان هذا التقرير.
المؤلف عبد الرحيم كمال أكد أن فكره عمل شخصية مبارك فى فيلم لابد أن يقوم بأدائها نجم كبير وليس مجرد شبيه وهو ما سأفعله فى فيلمى الجديد الذى يحمل اسم «5 ساعات» والذى يرصد آخر 5 ساعات فى حياه الرئيس قبل تنحيه عن منصبه والتطرق لجوانب ومشاعر الثوار ومطالبتهم بمقوله «ارحل» وملامح الرئيس وشعوره بغضب الشعب وكراهيته له ومطالبته بالتحرر من حكمه الفاسد.
وأوضح عبد الرحيم أن هناك كمًّا كبيرا من الأفلام تتناول حياة الرئيس فهى تعد موضة فالناس ملت من رؤية مبارك طوال هذه السنين فكيف نراه مرة أخرى بهذا الكم الكبير على شاشة السينما.
وأضاف عبد الرحيم أنه يرى أن مشوار الـ30 عاما من الحكم لا يختزل فى فيلم خلال هذه الفترة لأن هناك بالتأكيد أشياء لا نعرفها فليس كل ما رأيناه فى الثورة كافٍ وأنه ليس من المنطقى أن يتم إنتاج فيلم عن أحداث الثورة الآن وعن نفسى أرى أن هناك أشياء لم نعرفها عن ثورة يوليو حتى الآن فما بالك بثورة يناير فمن الممكن أن أنتظر 20 عاما لعمل فيلم حقيقى يتناول أحداث الثورة بمصداقية وواقعيه تتفق مع عقلية الناس التى بالتأكيد أصبحت.
يأتى هذا عكس ما يفعله المنتج هشام سليمان الذى أعلن عن بحثه عن شبيه لمبارك من خلال عمل مسابقة لاختياره من بين الجماهير والذى قال: هذه ليست فقط مسابقة على الشخصية بل مسابقة للمؤلفين والمخرجين أيضا من الشباب والمقصود أيضا أن الفيلم يظهر من خلاله وجوها جديدة وشابة إيمانا بأن الشباب كان لهم الدور الأكبر فى قيام الثورة وهم من حرروا مصر من النظام السابق، ومن الممكن أن يكون هناك 2 أو 3 من المؤلفين للفيلم وهو ما ينطبق على الإخراج أيضا، وعن شبيه مبارك فأنا لست مهتما بأن يكون شبيه بدرجة كبيرة من الرئيس المخلوع ولكن ما يشغلنى ويأخذ اهتماما أكبر هو أن يمتلك موهبة التمثيل وأن يكون لديه قبول كى يتفاعل معه الجمهور لأنه من السهل أن آتى بشبيه مبارك ولا يمتلك الموهبة الحقيقية.
وأضاف سليمان أنه سيستعين بالماكيير محمود مرشد والذى قدم من قبل برنامج تم عرضه فى رمضان الماضى بعنوان «إلقاء المستحيل» الذى تناول شخصيات عديدة بنفس ملامحها وأشكالها منها «هتلر، والملك فاروق، وصلاح الدين الأيوبى، ورابعة العدوية وغيرها من الشخصيات التى قام بها».
وأشار سليمان إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد الشخصية التى ستلعب الدور وسيتم تصوير الفيلم بعد انتهاء شهر رمضان.
وأكد أنه فى حاله نجاح الفيلم سيتم إنتاج مسلسل تليفزيونى وهو ما أتمناه أن يحدث.
بينما أكد المؤلف طارق عبد الجليل أنه بصدد عمل فيلم يتناول فيه الرئيس وأبناءه ولكن لن يبحث عن شبيه لمبارك لأن من وجهة نظره أن هذا يعد غير منطقى وغير مؤثر دراميا فلا بد من تقديم شخصية الرئيس ممثل كبير كما فعلت من قبل فى فيلم «ظاظا» فكان من الممكن أن أستعين بأى ممثل غير معروف ولكن شخصية مثل هذه تستلزم أن يلعب دورها فنان كبير.
وأضاف أن فكره الاستعانة بشبيه للرئيس كما فعل البعض بتقديم شبيه لشخصية «بوش» من قبل وحاليا من يقوم بالبحث عن مبارك مجرد قناع فقط للشخصية وليس المهم بالنسبه لهم الممثل وبالتالى فالبحث عن أشباه لجمال وعلاء وسوزان وعائلتهم لكى يكمل القناع المزيف وهو ما لا أريد أن أفعله فى فيلمى الجديد.
وعن فيلمه الجديد الذى لم يستقر على اسمه حتى الآن قال لم أنته من كتابته وسأتناول من خلاله فترة الانتخابات 2005 و2010 مرورا بأحداث الثورة ولما بعد انتهاء الآحكام التى ستصدر على مبارك وأتباعه وأرصد كيف كان هذا النظام مخادعا للمصريين جميعا فى كل شىء.
ومن جانبه أكد المخرج مجدى أحمد على منتج فيلم الميدان أنه لن يتناول مبارك فى الفيلم وأنه لم يبحث عن شبيه له لأن العمل يتناول حال الثورة من قلب الميدان وأن فكرة عمل أفلام خصيصا عن أشباه مبارك مجرد موضة ولكن لن أبدى رأيى فيها إلا بعد أن يتم عرضها والجمهور فى النهاية له الحكم فيما يراه.
الشروق