وزارة الصحة توافق على عقار جديد يقي من الجلطات
الشروق
وافقت وزارة الصحة على استخدام عقار جديد يقي من الإصابة بالجلطات التي يتعرض لها المريض عقب العمليات الجراحية الكبرى، خاصة جراحات العظام، وذلك بعدما حقق فاعلية كبيرة في العلاج المضاد للتجلط.
وأكد الدكتور أشرف النحاس أستاذ جراحة العظام بكلية طب القصر العيني أن موافقة وزارة الصحة على هذا العقار هي خطوة كبيرة حققت تقدما في العلاج المضاد للتجلط .. مشيرا إلى أنه تم استخدامه في نحو 109 دول، بالإضافة إلى دول الخليج.
وقال النحاس ـ في المؤتمر الطبي حول الوقاية من الجلطات الوريدية بعد عمليات التغيير الكامل لمفصل الفخذ والركبة، والذي حضره الدكتور جمال حسني أستاذ جراحة العظام ورئيس جمعية تطويل العظام الدولية، والدكتور باترك مورييه رئيس وحدة جراحة العظام بمستشفى هوكست فرانكفورت ـ إن العقار يأخذ عن طريق الفم، بمعدل قرص واحد يوميا، وأنه حقق فاعلية كبيرة في العلاج خلال الفترة الماضية.
وأضاف "وفقا لأحدث الدراسات العلمية أن الجلطات الوريدية تتسبب في وفاة نحو نصف مليون شخص كل عام في أوروربا، وأن العلاج الفعال الجديد المضاد للتجلط لا يحتاج لمراقبة تجلط الدم بخلاف العقاقير التقليدية (الهيبارين) وغيره من العقاقير التي تحتاج إلى متابعة وقياس نسبة التجلط والسيولة في الدم" .. مشيرا إلى أن هذا العقار الجديد خطوة هامة لمنع التجلط وإنقاذ حياة المريض.
يشار إلى أن مجموعة من العلماء نجحوا في اكتشاف عقار جديد يقي من الإصابة بالجلطات التي يتعرض لها المريض عقب العمليات الجراحية الكبرى، خاصة جراحات العظام التي يتم فيها عمليات التغيير الكامل لمفاصل الفخذ والركبة وغيرها والتي يقل فيها حركة المريض، مما يعرضه لحدوث مثل هذه الجلطات، وفي نفس الوقت يحافظ هذا العقار على نسبة سيولة الدم في معدلاتها الطبيعية.
وأوضح الدكتور أشرف النحاس أستاذ جراحة العظام بكلية طب القصر العيني أنه أثناء عمليات العظام الكبرى والمتوسطة تزداد مخاطر حدوث الانسداد والجلطة الوريدية للمرضى الذين يخضعون لهذه العمليات، حيث يتعرض ما بين 40 إلى 60 % من المرضى بعد العمليات الجراحية لجلطات في الأوردة.
وأشار النحاس إلى أن انسداد الجلطات في الأوردة يسبب وفاة العديد من المواطنين يفوق مرتين الوفاة بسرطان الثدي، والبروستاتا، والإيدز، وحوادث الطرق في أوروبا وأمريكا .. لافتا إلى أن إجمالي التكلفة السنوية المقدرة لرعاية حالات انسداد الأوردة بالجلطات تبلغ حوالي 1ر3 بليون يورو سنويا في أوروبا.
من جانبه، أكد الدكتور جمال حسني أستاذ جراحة العظام ورئيس جمعية تطويل العظام الدولية أن مشكلة الجلطات تعد من أخطر المشكلات التي تواجه المرضى بعد تعرضهم لقصور في العمود الفقري، وذلك بسبب ازدياد نسبة حدوثها لهؤلاء المرضى.
وقال حسني "إنه لا توجد أعراض لمشكلة الجلطات في أكثر من 50 % من الحالات، بالإضافة إلى صعوبة التشخيص في الـ 50 % الأخرى من الحالات". وأشار إلى أنه إذا تم علاج هذه المشكلة علاجا سليما 100 %، فسوف توجد نسبة لا بأس بها تظل تعاني من آثار هذه المشكلة بشكل مزمن مما يحد من حركة المريض ونشاطه الطبيعي طوال حياته.
وأكد ضرورة التوصية باستخدام مضادات التجلط لمدة أسبوعين على الأقل بعد الجراحات الكبرى في جراحة العظام للوقاية من انسداد جلطات الأوردة مع العلاجات المضادة للتجلط، كما أوصى باستخدامه لمدة أطول في حالات عمليات مفصل الفخذ بوجود عوامل خطورة متعددة.
من جهته، أكد الدكتور باترك مورييه رئيس وحدة جراحة العظام بمستشفى هوكست فرانكفورت أن نتائج برنامج الدراسة الإكلينيكية العالمية التي أجريت على نحو 12 ألفا و500 مريض أظهرت فاعلية مذهلة للعقاقير المضادة للتجلط للوقاية من حالات انسداد الجلطات للأوردة بعد عمليات العظام الكبرى.
وقال مورييه إن النتائج أظهرت أيضا تفوق العقاقير في الوقاية من حالات الانسداد للأوردة عند المرضى الذين أجري لهم تغيير مفصل الركبة أوالفخذ .. لافتا إلى أن الدراسة أظهرت أيضا أن استعمال هذه العقاقير أكثر فاعلية من العقاقير الأخرى، وأنها أحدثت ثورة للتخفيف من الجلطات الدموية الخطيرة بعد عمليات تغيير مفصل الفخذ.
وأضاف أن أكثر من نصف إجمالي المرضى المحجوزين بالمستشفيات عقب إجراء هذه الجراحات نتيجة الإصابة بالجلطات ومرضى الحالات الجراحية، هم في خطر أكبر من مرضى الحالات الباطنية بالإصابة بالجلطات الدموية، وأن الجلطات الرئوية هي من الأسباب الرئيسية للوفيات التي تحدث داخل المستشفيات.
من جانبهم، أجمع المشاركون في المؤتمر على أهمية استخدام هذه العقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم بجرعة واحدة خلاف العقاقير التقليدية الأخرى التي تؤخذ عن طريق الحقن والتي تسبب متاعب للمرضى وتحتاج إلى متابعة يومية لقياس نسبة تجلط وسيولة الدم وإعطاء المريض الجرعة المناسبة، مما يعرضه لصعوبة اتخاذ مثل هذه الإجراءات في المنزل ويحتاج إلى البقاء لفترات طويلة داخل المستشفيات.
وناقش المؤتمر الطبي حول الوقاية من الجلطات الوريدية بعد عمليات التغيير الكامل لمفصل الفخذ والركبة، والذي استمر يوما واحدا، عددا من الموضوعات والأبحاث حول الجلطات الوريدية العميقة والجلطات الرئوية وجراحات العظام أحد عوامل الخطورة العالية للاصابة بالجلطات الوريدية، وكيفية الوقاية من الجلطات في القرن الحادي والعشرين بعد اكتشاف أجيال جديدة من العقاقير للوقاية من الجلطات.