مصر لـ إيران: أمن الخليج خطّ أحمر
ايلاف
طلب وزير الخارجية المصري نبيل العربي اليوم من ايران ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية، مشددا على أن مصر تعتبر أمن تلك الدول "خطًا أحمر".
القاهرة: أكد وزير خارجية مصر نبيل العربي أن إيران ليست عدوة لمصر، مشيرًا إلى أنه اجتمع مع وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي على هامش مؤتمر عدم الانحياز في جاكرتا قبل نحو أسبوعين.
وزاد التوتر بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي الست، وهي السعودية وقطر والكويت والامارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان، بعد اعتراض ايران على ارسال قوات سعودية وشرطة اماراتية الى البحرين في مارس/ اذار للمساعدة في انهاء انتفاضة للغالبية الشيعية. كما زاد التوتر بين الجانبين بسبب اتهامات لايران بالتجسس على أكثر من دولة خليجية.
وقال العربي في مقابلة مع قناة العربية الفضائية انه اتصل بوزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي وتحدث معه "بكل صراحة وبوضوح (في شأن) أن مصر لا تقبل أي تدخل من أي دولة في الشؤون الخاصة بدولة أخرى". وأضاف "بالنسبة إلى مصر فأمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها، والعبارة التي استخدمها (في هذا الشأن هي) خط أحمر".
وكانت ايران طلبت من مجلس الامن التابع للامم المتحدة حماية النشطاء الشيعة في البحرين، قائلة ان القمع في البحرين يمكن أن يهز استقرار المنطقة. وفي أبريل/ نيسان، أدان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بشدة التدخل الايراني في الشؤون الداخلية للبحرين، قائلين انه انتهاك للمواثيق الدولية.
وقطعت العلاقات بين مصر وايران عام 1979 بعد قيام الثورة الاسلامية الايرانية، وكذلك توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية في العام نفسه.
لكن العلاقات تتحسن منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير/ شباط. وأثار تحسن العلاقات قلق دول الخليج العربية التي اعتمدت على مساندة مصر خلال حكم مبارك في المواجهة الدبلوماسية مع ايران. ومن المقرر أن يتولى العربي منصب الامين العام لجامعة الدول العربية بنهاية الفترة الحالية لعمرو موسى.
وشدد وزير خارجية مصر، والأمين العام المقبل لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، على أن "استقرار سوريا جزء من الأمن القومي العربي"، وتمنّى أن "تُقدم الحكومة السورية على مبادرة تتجاوب مع طلب الشعب بالديمقراطية والإصلاح والتغيير".
وعن العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وقلق بعض دول الخليج من انعكاس مثل هذه العلاقة على أمنها، قال العربي: "إن أمن الخليج من أمننا، وكنت قلت إن أمن الخليج خط أحمر، وقال رئيس الوزراء عصام شرف ان هذا الأمن حائط أحمر"، وأضاف: "ليس صحيحاً ان العلاقات الدبلوماسية مع إيران كانت مقطوعة، فقد كان هناك مكتب رعاية مصالح يديره دبلوماسي برتبة سفير لكل من البلدين في البلد الآخر.
أما الآن فمشروع استئناف العلاقات الدبلوماسية سيُترك إقراره للبرلمان المصري المقبل، أي خلال ثلاثة شهور"، وذكر العربي انه اجتمع مع وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي على هامش مؤتمر عدم الانحياز في جاكرتا قبل نحو أسبوعين، وقد تجاوزت مصر مشكلة إسم الشارع (الإسلامبولي) في طهران، وتابع: "موقفنا ان إيران ليست عدوة لمصر".
في الوقت عينه، شدد العربي على أن العلاقات مع دول الخليج كلها "جيدة"، وتحدث تحديداً عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، وقال ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نقل رسائل عدة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الحكومة المصرية.
المصالحة الفلسطينية مهمة جدًا
وتحدث العربي عن القضية الفلسطينية والمصالحة وفرص السلام، فلفت إلى أن المصالحة بين "فتح" و"حماس" مهمة جداً، وقد تحققت أخيراً "ربما لأن حماس مطمئنة الى ان الحكومة المصرية الحالية لا تقبل معاداتها". وعن رفض إسرائيل المصالحة لأن "حماس" لا تعترف بها، ردّ العربي: "إن حماس لا تفاوض إسرائيل، وإنما بدأت المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية على أساس اعتراف متبادل وهذا موقف حكومة الرئيس محمود عباس".
مصر تسعى في أزمة سوريا من وراء الستار
في سياق آخر، وفي حديث لصحيفة "الحياة"، كشف العربي عن سعي مصري إلى أن ترسل الدول الغربية الكبرى مبعوثاً عنها الى سوريا، مثل أحد وزراء خارجيتها، للتفاوض على مخرج من الأزمة، ولوقف مشروع قرار قوي ضد سوريا تحاول الدول الغربية إقراره في مجلس الأمن الدولي في وجه معارضة أو تحفظات من روسيا والصين. وقال العربي إن الجانب المصري يُقلّل من التصريحات في شأن الأزمة السورية، إلا أنه يعمل جهده من وراء الستار، ويتمنّى أن "تكون الإصلاحات السورية جدّية، وأن يبدأ تنفيذها فوراً وضمن جدول زمني تلبية لمطالب الثورة الشعبية".
سيرة ذاتيةتجدر الإشارة إلى أن نبيل عبد الله العربي (15 مارس 1935) هو أمين عام جامعة الدول العربية منذ (15 مايو 2011) ووزير خارجية مصر من (7 مارس 2011) في حكومة رئيس الوزراء المصري عصام شرف، يصف الإعلام الإسرائيلي نبيل العربي بأنه «رجل معاد لإسرائيل».
تخرج في كلية الحقوق في جامعة القاهرة عام 1955، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم على الدكتوراه في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق في جامعة نيويورك. وترأس وفد مصر في التفاوض، لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل (1985 - 1989)، وكان أيضًا مستشارًا قانونيًّا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978.
عمل سفيرًا لمصر لدى الهند (1981 - 1983)، وممثلاً دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987 - 1991)، وفي نيويورك (1991 - 1999). كما عمل مستشارًا للحكومة السودانية في التحكيم بشأن حدود منطقة أبيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وعمل قاضيًا في محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وكان عضوًا في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي من 1994 حتى 2001، ويعمل كعضو في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي منذ 2005. شغل منصب رئيس مركز التحكيم الدولي، والقاضي السابق بمحكمة العدل الدولية، والذي كان ضمن القضاة التي أصدرت حكمًا تاريخيًا في يونيو عام 2004 بإدانة الجدار الفاصل التي تبنيه إسرائيل، واعتبرته غير قانوني.
تم تكليفه في ديسمبر/كانون الأول 2009 بإعداد الملف المصري القانوني لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتي من برلين. وفي 4 فبراير/شباط 2011 تم تعيينه عضوًا في لجنة الحكماء التي شكلت أثناء اندلاع ثورة 25 يناير الأخيرة.