طائرات هليكوبتر سورية تطلق النار لتفريق محتجين
اليوم السابع
قال شهود إن طائرات هليكوبتر حربية سورية أطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية، أمس الجمعة، فى أول استخدام تتحدث عنه التقارير للقوة الجوية لإخماد القلاقل فى الانتفاضة السورية الدامية على نحو متزايد والمستمرة منذ ثلاثة أشهر.
وجاء استخدام الطائرات الهليكوبتر فى يوم شهد تجمعات فى شتى أنحاء سوريا ضد الرئيس، بشار الأسد، فى الوقت الذى لم يظهر فيه ما يشير إلى تراجع القلاقل على الرغم من القمع العنيف من قبل دولته السلطوية.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن طائرات الهليكوبتر أطلقت النيران فى بلدة بشمال غرب سوريا بعدما قتلت قوات الأمن على الأرض خمسة محتجين.
وقال شاهد "حلقت خمس طائرات هليكوبتر على الأقل فوق معرة النعمان، وبدأت فى إطلاق نيران مدافعها الرشاشة لتفريق عشرات الآلاف الذين شاركوا فى الاحتجاج".
وقال الشاهد الذى عرف نفسه باسم نواف "اختبأ الناس فى الحقول وتحت الجسور وفى منازلهم، لكن إطلاق النار استمر لساعات على الشوارع التى كانت شبه خالية".
وعلى النقيض ألقى التليفزيون الرسمى السورى باللوم فى العنف فى المنطقة على جماعات مناهضة للحكومة.. ولم يشر التليفزيون إلى هجوم الطائرات الهليكوبتر، ولكنه قال إن طائرة هليكوبتر للإسعاف تعرضت لإطلاق نار فوق معرة النعمان من قبل"مجموعات إرهابية مسلحة"، مما أدى إلى إصابة طاقمها.
وطلبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إدانة الأسد، لكن روسيا التى تتمتع بحق النقض (الفيتو)، قالت إنها ستعارض مثل هذه الخطوة.
وفى تنديد بأعمال الحكومة السورية قال البيت الأبيض إن"العنف المروع" الذى وقع أمس الجمعة دفع الولايات المتحدة إلى تأييد مسودة القرار الأوروبى فى الأمم المتحدة.. وقال البيت الأبيض إن "الحكومة السورية تقود سوريا على طريق خطير".
وذكرت قناة العربية أن وزير الخارجية السورى، وليد المعلم، بعث برسالة إلى مجلس الأمن الدولى اتهم فيها المعارضة بالعنف والتخريب.. وقالت الرسالة إن الحكومات الأجنبية تبنى وجهات نظرها على أساس معلومات غير دقيقة.
وذكر التليفزيون الرسمى فى وقت سابق أن جماعات "إرهابية" مسلحة أحرقت مبانى للشرطة وقتلت عددًا من أفراد الأمن فى بلدة معرة النعمان، التى تقع على بعد نحو 55 كيلومترًا جنوبى حلب ثانى أكبر مدن سوريا على الطريق الرئيسى إلى دمشق.
وطلبت رسالة المعلم مساعدة الأمم المتحدة فى مكافحة التطرف والإرهاب.. وقالت الرسالة إن دمشق تريد حوارًا مع المعارضة.
ومنعت سوريا معظم وسائل الإعلام المستقلة من العمل فى البلاد وحاولت مرارًا تصوير المحتجين المناهضين للحكومة على أنهم مسلحون يستخدمون العنف.
وقال متظاهر عبر الهاتف "كانت هناك احتجاجات سلمية اليوم (فى معرة النعمان) تطالب بالحرية وسقوط النظام.. تركتنا قوات الأمن نحتج، لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم المظاهرة يزداد".
وأضاف "أثناء الاحتجاج رفض ضابطان وثلاثة جنود إطلاق النار فحملناهم على أكتافنا.. بعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا".
ومثل نقاط الاحتجاج الساخنة الأخرى فإن تلك المنطقة الحدودية الشمالية الغربية عرضة للتوتر بين الأغلبية السنية والطائفة العلوية التى ينتمى إليها الأسد، والتى تهيمن على النخبة الحاكمة فى سوريا، وربما يعكس العنف الانشقاقات داخل قوات الأمن التى ينتمى قادتها للطائفة العلوية بشكل أساسى فى حين أن مجنديها من السنة.
وقال نشطاء إن القوات السورية قتلت بالرصاص ما لا يقل عن 33 شخصًا فى التجمعات فى شتى أنحاء البلاد عقب صلاة الجمعة.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام بان جى مون حاول الاتصال بالأسد طوال الأسبوع الماضى، لكن قيل له إن الرئيس "غير متاح".
وفر عشرات الآلاف من المدنيين من البلدة إلى تركيا خوفًا من عمليات انتقامية من قوات الأمن، ردًا على حوادث قالت الحكومة إنها أسفرت عن مقتل 120 جنديًا الأسبوع الماضى.
وقال سكان محليون إن 15 ألف جندى على الأقل، بالإضافة إلى دبابات وناقلات جنود نشروا قرب جسر الشغور.
وقال لاجئ عبر الحدود إلى تركيا إن جسر الشغور خالية فعليًا.. لن يجلس الناس حتى يذبحوا كالخراف".
ووصف أيضًا رجل يبلغ من العمر 40 عامًا مصابًا برصاصة مازالت فى فخذه التمرد فى صفوف القوات السورية.
وقال "بعض قوات الأمن انشقت ورفض البعض فى الجيش أوامر رؤسائهم.. إنهم يطلقون النار على بعضهم".
وبث نشطاء حقوقيون تسجيلاً مصوراً على موقع يوتيوب لشخص زعم أنه ضابط كبير فى الجيش يدعى حسين عرموش يقول إنه انشق مع عدد من الجنود للانضمام إلى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية.
وبث نشطاء حقوقيون تسجيلاً مصورًا على موقع يوتيوب لشخص زعم أنه ضابط كبير فى الجيش يدعى حسين عرموش يقول إنه انشق مع عدد من الجنود للانضمام إلى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية.
وقالت صحيفة تركية أمس، الجمعة، إن تركيا تفكر فى إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا إذا فر مئات الآلاف من العنف هناك.
وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سوريا على السماح لموظفيها العاملين فى مجال المساعدات بحرية أكبر فى الالتقاء مع المدنيين ومن بينهم المصابون أو المعتقلون فى الحملة التى يشنها الجيش ضد احتجاجات شعبية.
وتقول منظمات حقوقية إن أكثر من 1100 مدنى قتلوا منذ مارس فى الانتفاضة للمطالبة بمزيد من الحريات السياسية وإنهاء الفساد والفقر.